رئيس الحكومة يدعو في جندوبة إلى مزيد الحذر من التقلبات المناخية، ويتعهد باستكمال جهر وادي مجردة لدرء مخاطر الفيضانات


أكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال زيارة تفقد قام بها إلى ولاية جندوبة صباح اليوم الأحد، أن الوضع في الولايات التي شهدت تقلبات مناخية استثنائية وما تلاها من استتباعات لازال دقيقا .
وأبرز أن صعوبات محدودة ومتفاوتة مازالت عالقة، وهو ما يتطلب مزيدا من اليقظة والحذر وجاهزية كافة الهياكل المتدخلة ، مستندا في ذلك إلى التوقعات المناخية التي تشير إلى أن موسم الأمطار والثلوج مازال متواصلا ، فضلا على المعطيات الأخرى التي تؤكد أن سدود الشمال تقترب من الامتلاء.
كما سجل في ذات الوقت انفراجا نسبيا في الوضع الحالي وتجاوز مرحلة خطر لاسيما في ما يتعلق بالفيضانات، و فتح كافة الطرقات الرئيسية والفرعية التي تعطلت بسب تراكم كميات من الثلوج، وفك عزلة التجمعات السكنية المرتبطة بها في كل من معتمديات غار الدماء وفرنانة وجندوبة الشمالية ووادي مليز وعين دراهم وبلطة بوعوان من ولاية جندوبة وبقية الولايات المجاورة.
واثر عرض أعمال اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة وإستراتيجيتها المستقبلية في ضوء المستجدات المحتملة، تعهد رئيس الحكومة باستعجال معالجة ملف 382 عائلة من متساكني حي ديامنتة وحي فطومة بورقيبة وحي الخليج ببوسالم وذلك بتمكينهم من تعويضات مالية مقابل التخلي عن عقاراتهم المهددة بالفيضانات.
كما التزم بتمكين ولاية جندوبة من معدات إضافية تضمن التوازن بين المعتمديات وخاصة منها المهددة بالفيضانات والحرائق والتقلبات المناخية الطارئة، واستكمال عملية جهر وادي مجردة بما من شانه ان يساهم في استيعاب اكبر كمية ممكنة من مياه الأمطار والمياه المتأتية من ذوبان الثلوج والتخفيف من فيضانها.
وحول المنازل التي اجتاحتها وحاصرتها مياه وادي مجردة ووادي ملاق، دعا رئيس الحكومة السلطات الجهوية الى ضرورة متابعة أوضاع المتساكنين وإيوائهم وتوفير كل حاجياتهم الغذائية والصحية، ودراسة وضعهم السكني ومعالجته بشكل نهائي.
وكانت ولاية جندوبة قد شهدت منذ الثالث والعشرين من الشهر الجاري موجة برد هى الثانية خلال هذا الموسم الشتوي تداخلت فيها الثلوج والرياح والأمطار، وتسببت في وفاة امراة واجتياح مياه وادى مجردة ل 15 مسكنا بحي الزغادية من مدينة جندوبة، ومحاصرة مياه سد ملاق ل20 مسكنا من دوار العوايشية من عمادة المعاريف معتمدية جندوبة، وغمرت المياه أكثر من 300 هكتار من الأراضي المحاذية لوادي مجردة ولسد ملاق.
وتمكنت اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة في جندوبة من خلال العرض الذي قدم لرئيس الحكومة بمقر الادارة الجهوي للحماية المدنية بجندوبة من مساعدة 35 سيارة عالقة 63 بالمائة منها علقت بمعتمدية عين دراهم بسبب الثلوج، وإنقاذ ثلاثة أشخاص جرفتهم مياه وادي بجر، ونقل 12 مريضا الى مستشفيات عين دراهم وجندوبة .
كما قام اعوان الحماية المدينة والبلديات والفلاحة والتجهيز بضخ وشفط المياه في 83 موقعا من بينهم مساكن وفتح كافة الطرقات التي تعطلت في منطقة سوق الجمعة وعين سلطان وعين دراهم وبلطة بوعوان والطريق الرابطة بين منطقة الدورة ووادي مليز وشمتو وادي مليز بسبب فيضان وادي الرغاي .
وأفاد المندوب الجهوي بالنيابة للتنمية الفلاحية بجندوبة محمد العوادي بأن منسوب مياه وادي مجردة لا يتشكل حاليا خطرا لأن ارتفاع مياه الوادي سجلت صباح اليوم في معتمدية غار الدمار تراجعا إلى اقل من 4 أمتار بعد ان فاقت قبل يومين خمسة أمتار.
وأبرز أنه في جندوبة تراجع ارتفاع المياه إلى عشرة أمتار بعد ان سجل ارتفاعا صباح يوم امس 11.5 متر مقابل ارتفاع نسبي في مدينة بوسالم من 5.4 متر يوم أمس إلى 9.11 متر صباح اليوم الأحد ،مضيفا أن بلوغ مستوى ارتفاع مياه مجردة في بوسالم إلى 10.77 متر يعني بالضرورة خروجه إلى المدينة وهو أمر لازال في تقديره مستبعدا.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.