“كلكم …. مذنبون” و”الفساد المالي مرة أخرى” و”حركة نداء تونس … أزمة تعصف بالمؤتمر” و”هل اختار النداء سقوطه؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت.
تطرقت جريدة (الشروق) في مقالها الافتتاحي، الى تلاميذ ما يعرف بمدرسة الرقاب مشيرة الى أن الذين استغربوا من وضعية هؤلاء التلاميذ تغافلوا عن حقيقة أخرى مفزعة ورهيبة وخطيرة وهي أن المدارس والمعاهد التونسية تطرد سنويا أكثر من 100 ألف طفل وترمي بهم الى الشوارع وعالم الانحراف حيث أن أطفال الرقاب كانوا من ضمن الالاف الذين طردتهم المدارس العمومية التي أصبح فيها الفشل هو القاعدة فاستقبلتهم المدارس المتطرفة والخارجة عن القانون.
وأضافت أن تونس هي البلد الوحيد في العالم الذي يطرد من مدارسه الاف الاطفال دون أن تعرف عنهم الحكومة ووزارة التربية أي شئ مبينة أن استمرار الاطفال في دراستهم بشكل اجباري الى حدود سن 16 عاما كذبة أخرى ككل الاكاذيب التي نسمعها اذ كان على الحكومة أن تؤسس جهازا خاصا بمتابعة الاف الاطفال الذين يطردون سنويا من المدارس ولا أحد يتابعهم ولا أحد يسأل عنهم.
وأكدت أنه على التونسيين أن ينتبهوا الى أن نسبة الامية فاقت ال50 بالمائة في بعض المدن والقرى وعليهم أن يدركوا أن كل المطرودين من المدارس ليس أمامهم سوى التطرف والتشدد والمدارس الفوضوية الخارجة عن سيطرة الدولة.
واهتمت (الصباح) من جهتها، بملف الفساد المالي مشيرة الى أنه في أقل من 24 ساعة تزامنت مستجدات في علاقة بالفساد المالي الذي ينخر البلاد والاقتصاد ويهدد تونس في الداخل وصورتها في الخارج لتؤكد مرة أخرى حجم المعضلة وتشعبها وغياب الارادة والصرامة الكافية لمقاومتها حيث أن تزامن الابقاء على تصنيف تونس أوروبيا ضمن القائمة السوداء في مجال مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب وكشف فرقة الابحاث الديوانية عن تهريب أموال بقيمة 120 مليارا الى الخارج أبطالها ثلاثة مديرين عامين بشركة كافيان للدلالة على غياب الرقابة والجدية المطلوبة في متابعة موضوع الفساد المالي والخروقات المرتكبة في حق الدولة.
واعتبرت أن التراخي في تحقيق نتائج ملموسة في مقاومة الفساد المالي مقابل تسجيل ممارسة صادمة في سوء التصرف في المال العام وفي ضعف المراقبة وغياب الارادة في الردع والمحاسبة والايادي المرتعشة في تعقب المتهربين ضريبيا وبارونات التعريب والفساد تعود بالوبال على الحكومة في حد ذاتها مبرزة أنه لا أدل على ذلك ما يقابل تصريحات المسؤولين واصرارهم على غياب الموارد المالية للدولة للاستجابة للطلبات والتحركات النقابية في أكثر من قطاع وآخرها تحرك الاساتذة من استهزاء وتصريحات مضادة تطالب الدولة بالبحث عن مواردها في جيوب الفاسدين والحيتان الكبيرة عوض البحث عنها في جيوب الموظفين وعلى حساب الطلبات المشروعة للزيادة في الاجور لتحسين المقدرة الشرائية المهترئة للاجراء.
ورأت (المغرب) في ورقة خاصة، أن الازمة التي يعيشها حزب نداء تونس اليوم قسمته الى شقين الاول شق المكتب التنفيذي يبرز فيه كلاعب أول رضا بلحاج العائد الى النداء بعد مغادرته ضمن حزمة من الاتفاقيات مع رئيسه المؤسس والشق الثاني هو شق الهيئة السياسية يبرز فيه، حافظ قائد السبسي، كلاعب أساسي مبينة أنهما شقان كانت الصدمات بينهما قائمة ولكن كتم صوتها لتجنب هزات تحيد بالحزب عن مخططاته التي رسمها قصر قرطاج في مسعى منه لاعادة الحزب الى مرحلة اشعاعه قبل انتخابات 2014 لكن الصمت لم يعد ممكنا بعد قرار الهيئة السياسية تجميد عضوية المنسق العام للحزب رضا بلحاج واتهامه من قبل القيادية بالحزب أنس الحطاب بـأنه يسعى للسيطرة على المؤتمر عبر الضغط على لجنة اعداده.
وأضافت أن حماية الموقع هي الهاجس الذي يسيطر على الجميع في النداء من له موقع أو من يبحث على أن يكون له، فالجميع يعتبر أنه من الضروري استباق فتح ملف القيادة الجديدة التي لم تستهل نقاشاتها بعد لتحديد هيكلتها أو شكلها ومن هو المعني بأن يكون من ضمنها استباق يجعل كل طرف يشن حروبا على خصومه لاضعافهم أو اقصائهم من المشهد، وفق ما ورد بالصحيفة.
وفي سياق متصل، لاحظت (الصحافة) وجود مساع حقيقية يتحرك أصحابها لترميم ما تداعى في النداء ولقطع الطريق أمام حافظ قائد السبسي الى غاية المؤتمر وقد تقدمت قيادات من المكتب التنفيذي بمقترح تشكيل هيئة تسييرية جديدة تقوم مقام القيادة الحالية بما في ذلك (السبسي الابن) المطالب بالتراجع الى الوراء اما من تلقاء نفسه أو بتدخل مباشر من الرئيس المؤسس الذي تعول عليه القيادات الغاضبة لابعاد نجله وباقتراح رئيس للهيئة التسييرية الجديدة الى غاية المؤتمر الثاني المتوقع انعقاده في شهر أفريل القادم.
وأضافت أن حافظ قائد السبسي مطالب بالتراجع الى الوراء بعد مسار فاشل في ادارة النداء والباجي قائد السبسي مطالب بدوره بوضع حد لهذا المسار وبالتالي رفع يد “الحصانة” عن نجله وترك باب الحزب مواربا للعائدين اليه من بعيد، فالانقاذ ممكن ويكفي اختبار “النداء” بلا حافظ المطالب في الاخير “بتجميد نفسه” من “تلقاء نفسه” وبذلك يقدم “خدمة” جليلة “للاب” ويرفع عنه “الاحراج العائلي”، وفق تقدير الصحيفة.