“شروخ المدرسة التونسية وسبل التجاوز” و”حكومة انتخابات … انشقاقات في النداء … طموحات رأسي السلطة التنفيذية … استكمال المؤسسات الدستورية … اصطفافات واصطفافات مضادة .. وانطلق الموسم الانتخابي” و”هل صفر الغنوشي نهاية الاستراحة؟” و”بداية العد التنازلي قبل الاوان”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
أثارت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، استفهاما جوهريا حول مدى امكانية القول بأننا تجاوزنا أزمة التعليم وكل ما من شأنه أن يعكر صفو العملية التربوية بالسلاسة والنجاعة اللازمتين مشيرة الى أن الاجابة هنا تختلف من شخص الى آخر فاذا كان أغلب التونسيين قد استبشروا خيرا بالاتفاق الذي حصل مؤخرا بين وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي ورأوه حلا لتجاوز نذر السنة البيضاء التي كانت بمثابة شبح مخيف أقض مضاجعهم على امتداد أسابيع وبالتالي اعتقدوا أن الازمة انتهت وربما بلا رجعة وفق تمثلهم الشخصي لمفهوم الازمة، فان قسما كبيرا من عموم الشعب ومن المهتمين بالشأن التربوي والدارسين له يعتقدون خلاف ذلك تماما بل ويمضون بعيدا الى الاعتقاد بأن أزمة التعليم في تونس أمامنا وليست خلفنا وهم يستشهدون بما حصل في الرقاب مؤخرا وهو المثال الذي لا زال حيا في الاذهان ويثير السجال حتى حدود هذه اللحظة.
وأضافت أن هذه الحادثة تؤكد للجميع أنه لم يستشعر كل فرد سواء كان مسؤولا أو وليا أو مدرسا خطورة الامر فاننا حتما سنمضي الى ما لا يحمد عقباه كما أنه من المهم التأكيد على أن المدرسة العمومية التونسية اذا لم تستعد أدوارها التي رافقتها منذ بداية الاستقلال فان نموذج ما اصطلح عليه ب”مدرسة الرقاب” سيكون ماثلا أمامنا كحقيقة ثابتة فهو الذي سيسود ويبسط نفوذه داخل المجتمع التونسي، وفق ما ورد بالصحيفة.
ووصفت (المغرب) من جانبها، الوضع السياسي والحزبي الحالي للبلاد بالمعقد والمعقد للغاية لا يطفو منه على السطح الا النزر اليسير فيما يظل جله الى اليوم رهين مشاورات ومفاوضات وصفقات وموازين قوى وتريد كل القوى الفاعلة أو الطامحة الى ذلك تحسين شروط التفاوض وتحقيق بعض المكاسب في انتظار يوم الحسم مبينة أن الفرق بين اليوم والامس لا يكمن في حجم هذا التعقيد وعمقه بل في اقترابنا من المواعيد الانتخابية التي تفرض على كل الاطراف استحثاث الخطى حتى لا يفوتها ركب الصندوق.
وأضافت أن الواضح في كل هذا التعقيد هو أنه لدينا انتخابات تشريعية في أكتوبر القادم ودور أول للرئاسية في نوفمبر القادم ورزنامة ستعلن عنها هيئة الانتخابات بعد حوالي 10 أيام وأن موازين القوى الحالية كما تبدو من خلال سبر آراء نوايا التصويت الذي أجرته مؤسسة سيغما كونساي بالتعاون مع صحيفة المغرب تعطي تقدما واضحا للنهضة في التشريعية ب33 بالمائة من نوايا التصويت المعلنة وتراجعا حادا للنداء 5ر15 بالمائة في انتظار معرفة الوزن الاولي لحزب “تحيا تونس” في عملية سبر الاراء القادمة كما يعطي سبر الاراء هذا تقدما كبيرا للشاهد في الرئاسية 3ر30 بالمائة مقابل امكانية اخفاق رئيس الدولة الحالي الباجي قائد السبسي في تجاوز الدور الاول موضحة أن هذه المعطيات ستؤثر بدورها في التموقعات خاصة بعد معرفة مآلات الجلسة العامة اليوم لمجلس نواب الشعب ومعرفة هل ستتم المصادقة على العتبة المقترحة ب5 بالمائة في الانتخابات التشريعية.
وتطرقت (الشروق) في تحليل لها، الى تصريح رئيس حركة النهضة أول أمس الاحد، بمدينة المنستير والذي ذهب فيه الى امكانية تغيير حكومة يوسف الشاهد قبل الانتخابات مما أثار موجة من ردود الفعل المتباينة كان الاندهاش والتعجب حيث ذهب بعض السياسيين بتعاليقهم نحو استنتاجات تتراوح بين الترحيب والتخوف وفق ما يراه كل طرف مناسبا لحساباته أو توجهاته.
وأضافت أنه بين من رأى في تلويح رئيس النهضة “أمرا كان منتظرا” وبين اخر اعتبره “انعطافا يخفي أهدافا خطيرة” هناك دون شك حقيقة أخرى أكثر معقولية يجب البحث عنها عبر التطورات التي شهدتها الساحة السياسية الوطنية في الايام القليلة المنقضية والتي تعني بصفة مباشرة أو غير مباشرة حزب النهضة كحزب أول في البلاد اذا اعتبرنا وزن كتلته النيابية أو نتائجه في البلديات أو كشريك أساسي في حكومة يوسف الشاهد مبرزة أن الحدث الاول كان لافتا وتمثل في خروج القيادي في النهضة والمستشار السياسي لرئيسها، لطفي زيتون، على الرأي العام بأكثر من حديث وحوار أكد فيه موقفه المعارض لدعم يوسف الشاهد حيث ذهب زيتون أبعد هذه المرة في تصريحاته وطالب حزبه بالمضي قدما نحو “تمدن” أكبر للنهضة ملوحا في ذات الوقت بامكانية الانشقاق عن النهضة لتأسيس تيار يكرس توجهه.
وأضافت أن الحدث الثاني تمثل في زيارة رئيس الحكومة وما سبقتها ورافقتها من تصريحات بعض “المتنطعين” من المحسوبين على يوسف الشاهد والذي قد تكون دفعتهم “نشوة النجاح” الى اغراء التنصل عن التزامات الشراكة مع النهضة أو التحامل عليه صراحة.
واعتبرت أن راشد الغنوشي يطلق صفارة نهاية الاستراحة “للمتنطعين” ومرشحي التمرد والانشقاق من هذا الطرف وذاك من مكوني الائتلاف الحاكم ويذكر بشكل عابر أن للنهضة رئيسا منتخبا يتحمل مسؤولية القرار وأن هناك قائدا في الطائرة النهضوية، حسب ما جاء بالصحيفة.
ولاحظت (الصباح) في ورقة خاصة، أن بلادنا تواجه منذ سنوات العديد منذ سنوات العديد من التقلبات والازمات ونكاد نجد أنفسنا منذ الثورة يوميا أمام مطب جديد لكن ما ينتظرنا في الايام القادمة لعله يكون أخطر مما نتصور فنحن ببساطة في عام انتخابي انفتحت فيه شهية الكل من أجل التموقع في السلطة وبدأ العد التنازلي للمواعيد الانتخابية قبل أوانها بكثير مشيرة الى أنه مازالت أمامنا أشهر والساحة السياسية متقلبة وكل شئ جائز ومع ذلك فان الحمى الانتخابية تكاد تسري بين غالبية المشاركين والفاعلين في المشهد السياسي.
وأضافت أن كل الاحزاب تقريبا كبيرها وصغيرها ومن ولد منها قبل الثورة أو تمت رسكلته بعدها أعلنت أنها معنية بالترشح الى الانتخابات الرئاسية وأغلبها أعلنت أنها معنية بالانتخابات التشريعية معتبرة أن هذا من حقها من حيث القانون فالعمل الحزبي هدفه الاساسي الوصول للسلطة.
وتساءلت هل قامت هذه الاحزاب بدورها المطلوب منها المتمثل في التأطير السياسي وتنمية الوعي الوطني الذي يسهل عملية الاختيار في الانتخابات؟ وهل تعي القيادات الحزبية والشخصيات السياسية ذات الانا المتضخم أنه في غياب هذا الدور هناك خطر يهددنا هو أن نعيد في أفضل الاحوال انتاج نفس التجارب الفاشلة التي عشناها بعد الثورة ووقفنا فيها على ضحالة المستوى السياسي لاغلب متصدري المشهد العام وبسببها هناك امكانية أن تكون نسب العزوف عن الانتخابات القادمة قوية مما يضاعف من حجم المخاوف من أن نجبر على التعايش مجددا مع مشهد سياسي هو نسخة عن المشهد السابق أو لعله يكون أسوأ.
وأوضحت أن هذه الاحزاب لم تقم بدورها فحسب وانما هي مرتبكة ولم تستقر على قرار لان المسألة ببساطة فيها تغليب للمصالح الخاصة على المصلحة الوطنية وان كان هناك من لوم يوجه لبعضهم اليوم فهو بالتأكيد سيكون لتلك الشخصيات السياسية التي من المفروض أن تكون متعقلة أكثر من غيرها لتجربتها الطويلة ولعمرها البيولوجي والسياسي، وفق تقدير الصحيفة.