قال المستشار الأول للأمن القومي لدى رئيس الجمهورية الأميرال كمال العكروت، اليوم الثلاثاء، “إن تفشي ظاهرة الإرهاب لدى الشباب يدل على فشل العائلة والمنظومة التربوية والمجتمع ككل في الاكتشاف المبكر لهذه الآفة ومعالجتها”.
وأضاف في كلمة ألقاها أثناء مائدة مستديرة موضوعها “التطرف العنيف وسبل مكافحته: التجارب المقارنة” أن الواقع أثبت أن اعتماد المقاربة الأمنية الردعية بشكل أساسي غير كافية للحد من الظاهرة، مشيرا إلى أن هذه المقاربة أدت أحيانا إلى تعميق مشكل التطرف وأعطت مبررات لبعض الأنظمة لانتهاك حقوق الإنسان دون ان تؤدي إلى معالجة الظاهرة من جذورها.
ودعا إلى اعتماد مقاربة وقائية شاملة تستهدف الأسباب والعوامل التي تدفع الأفراد والجماعات نحو التطرف عوض التركيز فقط على الاعتبارات الإيديولوجية واستبعاد الأبعاد المعقدة لهذه الظاهرة على غرار البيئة الاجتماعية والتربوية والثقافية والاقتصادية والسياسية.
كما حث على ضرورة تحصين الأطفال والشباب باعتبارهما أكثر فئتين مستهدفتين عبر وضع مقاربات وقائية تحميهم من الوقوع في شباك التطرف وتعزيز دور الأسرة والمدرسة في الوقاية والكشف المبكر وتوعية الأولياء وتحسيسهم عبر وسائل الإعلام والمجتمع المدني.
وأكد العكروت ضرورة إرساء رؤية ومقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار “منظومة الأمم المتحدة لمنع التطرف العنيف” و”الإطار الاستراتيجي الشامل الذي أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمنع التطرف العنيف من خلال التنمية وتعزيز التسامح واحترام التنوع” و”مبادرة التعليم من أجل المواطنة العالمية” التي اعتمدتها اليونسكو وذلك دون الاقتصار على الهياكل الرسمية للدولة بل بتشريك كافة مكونات المجتمع.
من جانبه أفاد مدير مكتب “ديكاف” بتونس ستيفان بوكماير بأن لقاء اليوم يهتم بموضوع مكافحة التطرف العنيف وطرق التوقي منه بهدف إنقاذ الأشخاص الذين وقعوا في فخ التطرف، مؤكدا أهمية اعتماد مقاربة شاملة وناجعة متعددة الأبعاد تجمع بين البعد الأمني والتربوي والاجتماعي وتدرج في محاورها الشباب والنوع الاجتماعي والأسرة ومختلف المجالات العمومية بما يؤسس لإستراتيجية ناجعة في مجال التوقي من التطرف العنيف والإرهاب.
يذكر أن هذه المائدة المستديرة، التي نظمتها رئاسة الجمهورية بالتعاون مع مركز جينيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة “ديكاف” وتستمر على مدى يومين، تتضمن مداخلات لعدد من الخبراء من تونس وبلجيكا واسبانيا وفرنسا وهولندا، وهي الثامنة في سلسلة التعاون بين رئاسة الجمهورية ومركز “ديكاف”.