“أراد أن يترك بصمته” و”3 ملايين غير مسجلين … تهديد خطير للانتخابات” و”بدأت ملامح العلني تظهر …” و”نداء تونس يعقد مؤتمره بعد أسبوعين تحت شعار الاصلاح والالتزام في المنستير … الامتحان الصعب لتجاوز الاخفاقات والرد على المشككين”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، أن رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، بدا في خطابة أول أمس الاربعاء وكأنه قد ختم مشواره السياسي أو لم تعد به رغبة في المناورات وخوض المعارك السياسية وتصفية الخصوم بقدر ما بات حريصا على تمرير قانون المساواة كآخر انجاز ربما يطمح لتحقيقه خلال عهدته الرئاسية التي توشك على النفاذ والتي يبدو من خطابه أنه لم يحقق فيها انجازات كثيرة وبالتالي هو مصر على ترك بصمة له في تاريخ تونس لا يرى خيرا من قانون المساواة طابعا لها.
وأضافت أن الخطاب الذي قيل حوله الكثير وتعددت قراءاته بل واختلف الكثيرون في شرح مقاصده والرسائل المضمنة في طياته، يبدو أقرب الى خطبة وداع أراد من خلالها السبسي أن يظهر للتونسيين أنه لم يعد راغبا في لعب الادوار الاولى وأن طموحاته السياسية بدأت تقل وتأفل وأنه غير راض عما لحقه من تنكر الاصدقاء والحلفاء والخصوم على حد سواء وأنه غير راض بالمطلق عن الاوضاع الاقتصادية للبلاد لكنه متشبث بمبادرته حول المساواة في الارث ويعتبر أن من واجبه الحرص على دعمها وتمريرها وتكريسها كمكسب للمرأة التونسية وللمجتمع التونسي يحمل بصمات السبسي ويبقى لبنة حضارية تضاف الى مكتسبات المجتمع التونسي مشيرة الى أن الرئيس استطاع أن يهضم بصعوبة كل التجاوزات التي رأى أنها وقعت في حقه لكنه ربما مستعد أن يغفرها كلها ويتجاوز عنها دفعة واحدة اذا استطاع أن يمرر قانون المساواة في الارث بصمته الاخيرة في الحياة السياسية التونسية، وفق ما ورد بالصحيفة.
وفي سياق متصل، لاحظت صحيفة (الصباح) في ورقة خاصة، أن عددا ممن نصطلح على تسميتهم بالمعلقين أو المحللين السياسيين على خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة احياء بلادنا لذكرى الاستقلال (20 مارس) انقضوا لتوجيه رسائل لمن يهمهم الامر يعبرون فيها عن خيبة أملهم ويعلنون تبرؤهم مما جاء في الخطاب ويحملون صاحبه المسؤولية في كل ما أصاب البلد من هموم معتبرة أن هؤلاء مطالبون بتبرير مواقفهم بالحجة والبرهان وعدم اجترار كل ما قيل ويقال حول الخلافات بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة البلاد وأن يخرجوا بالاستنتاجات المعتادة فيكرروا على مسامع الناس ما هو معروف ومتداول دون أن يشعروا ولو مرة واحدة أنهم خارج منطق تحليل الخطاب تماما وأن القضية اليوم لسيت قضية نقد للخطاب السياسي وانما هي عملية تغيير للموجة وبراغماتية عالية الى درجة تجعلنا نشتم رائحة الانتهازية التي تفوح منها بقوة.
وأضافت أننا نشهد اليوم بداية مزاد علني حقيقي في المنابر الاعلامية التلفزيونية منها بالاساس التي تراهن في لأغلبها منذ سنوات على أسماء هي اما من خارج قطاع الصحافة والاعلام أو هي معروفة بأنها محسوبة على هذا الطرف السياسي أو ذاك مشيرة الى أنه رغم أن أغلب هذه الوجوه (ولا نقول كلها) أصبحت مستهلكة جدا فانه يبدو أنه محكوم على الرأي العام أن يواصل التعرض لنفس الاشاعات ولنفس التحاليل البائسة اللهم ان تحرك أهل المهنة وان تحركت الهياكل المخول لها القيام بدور تعديلي والا فاننا لن نضع حدا لهذا المزاد، فبلادنا نظريا مقبلة على مواعيد انتخابية هامة (تشريعية ورئاسية) لكن عمليا لا شئ مضمون مادام الكل يقتات على الصراعات السياسية بين رأسي السلطة التنفيذية بحثا عن منفذ للتموقع.
وأشارت (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، الى أنه من جملة 8 ملايين يحق لهم التصويت يقبع 3 ملايين و200 ألف خارج السجل الانتخابي ويتشبث أغلبهم بالعزوف عن الاقتراع لاسباب متعددة باتت تدفع الى تكثيف الجهود لضمان مشاركة واسعة تكفل نجاح العملية الانتخابية القادمة مبينة أن مفتاح نجاح العملية الانتخابية في كل ديمقراطيات العالم في كثافة تسجيل المواطنين في الانتخابات ودفعهم نحو السلوك المواطني الذي يربط حق الاقتراع بواجب المواطن في المشاركة في القرار بداية من التصويت.
وأضافت أنه ولئن ذهبت بعض الدول الديمقراطية على غرار اسبانيا في جعل التسجيل في الانتخابات واجبا وطنيا يعاقب المتخلفين عنه فان التجربة التونسية تركت حق التصويت اراديا، ومع تواصل عزوف المواطنين عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية بات من الضروري تكثيف حملات التوعية والدفع نحو التسجيل بكثافة متسائلة هل استعدت تونس كما ينبغي للتعاطي مع هذا الملف؟.
وحاولت الصحيفة تحديد أسباب العزوف الرئيسية لمعرفة التوليفة المناسبة لتلافيها ومختلف الاطراف المتداخلين في العملية ومختلف الصعوبات التي تواجههم وماهية أدوارهم في توجيه المواطنين في الاقبال على صناديق الاقتراع بكثافة مبرزة أنه ولئن كانت مؤسسات الدولة مدعوة الى مضاعفة الجهود في سياق توعية المواطنين بضرورة المشاركة فان المواطنين أنفسهم يتحملون مسؤولية هامة في الوعي بضرورة المشاركة ان هم أرادوا حقا تغيير الواقع، وفق تقدير الصحيفة.
وتطرقت جريدة (المغرب) في مقال بصفحتها الرابعة، الى موعد المؤتمر المنشود لحركة نداء تونس الذي تقرر تأجيله في عدة مناسبات وتقرر رسميا تنظيمه يوم 6 أفريل المقبل مشيرة الى أنه موعد يدرك النداء هذه المرة أنه بات بالنسبة له الفرصة الاخيرة للرد على جميع المشككين وخاصة بعد استقالة رئيس لجنة اعداد المؤتمر رضا شرف الدين وانسحاب عدد من أعضائها وبذلك فانه بالنسبة للحركة لا تراجع عن هذا الموعد لوضع حد للازمة التي تعيشها منذ سنوات.
ونقلت عن قيادات ندائية تأكيدهم أن التحضيرات للمؤتمر تسير بخطى ثابته حيث سيشارك في هذا المؤتمر الذي سينتظم على امتداد 3 أيام ما بين ألف و1200 مؤتمر سيتم انتخابهم خلال الفترة المتراوحة بين 23 و25 مارس الجاري من منخرطي الحزب في المحليات والجهات علما وأن ضبط القائمات النهائية للمؤتمرين سيكون موفى الشهر الجاري.
وأضافت أن نداء تونس يعول كثيرا على انجاح مؤتمره وذلك من أجل وضع حد لازمته وطي صفحة الخلافات والصراعات والانشقاقات التي عاشت على وقعها منذ مدة والسبب هو رفض القيادة الحالية المتمثلة في شخص حافظ قائد السبسي وهي هيكلة جديدة تمكنه من استعادة الموقع الذي خسره في المشهد السياسي والعودة الى الحكم من جديد في الانتخابات المقبلة وتقطع مع الانتقادات الموجهة ضد الحزب بخصوص مسألة الشرعية.