“أقسم بالله العظيم أن أتفانى في خدمة الوطن والدفاع عن حوزته و حماية مؤسساته الشرعية و مكاسبه من كل خطر أو عدوان داخلي أو خارجي وأن أحترم قوانين الدولة و أقوم بعملي بكل شرف و أمانة في كنف الطاعة والإنضباط كي تبقى تونس حرة منيعة ابد الدهر أبد الدهر أبد الدهر.”
قسم العسكري قسم تقشعر له الأبدان بمجرد سماعه حيث يعكس انتماء المُقْسِم للوطن والشعور تجاهه بالمسؤولية فهو بمثابة قلادة يتقلدها ويزهو بها عزة وافتخاراً..بعيدا عن الشعارات والخطابات الرنانة ترى في عوينهم وخشوعهم أمام راية تونس حبا ووفاء للوطن لا حدود له فمن أمامه تنطلق رحلتهم وفي سبيله يركبون الخطر ويبحرون الى عرض البحر.
الكل تمركز في مكانه..طلائع جيش البحر يتأهبون للتدخل عند الاقتضاء..الخافرة العسكرية “صفنبعل” تستعد للابحار من ميناء حلق الوادي.. تبحر “أعالي البحار” متوجهة الى عرض البحر في عملية روتينية لحماية المياه الاقليمية الخاضعة للسيادة الوطنية من الجرائم المنظمة والارهاب وبمجرد توغلها بالمياه الإقليمية ترصد البحرية التونسية باخرة مشبوهة تتصل بها على اللاسلكي وتطلب من قائدها كافة المعطيات عن عدد طاقمها وجنسية ركابها والبضاعة.
معطيات تعتبر هامة بالنسبة لآمر الخافرة البحرية التونسية فهي تكشف مدى قبول طاقم الباخرة المشبوهة التعاون مع البحرية التونسية وبعد الحصول على بيانات الباخرة يتم عقد اجتماع لعناصر من طلائع العسكرية توضع على اثره خطة للتحرك والتحري ثم يتحول الطلائع الى الباخرة للتأكد من صحة المعطيات المقدمة وصدق ربانها وهنا كانت المفاجئة حيث تم خلال مداهمة وتفتيش الباخرة التفطن الى مدنين لم يتم الابلاغ عن تواجدهم على متنها من طرف ربانها ليقرر الطلائع توجيهها الى اقرب ميناء بهدف التحري معها بعد التشاور مع البحرية العسكرية…
هذه العملية العسكرية في عرض البحر وعلى متن خافرة اعالي البحار “صفنبعل” ليست مشاهد من فيلم قصير بل هي تمرين واكبه مجموعة من الصحفيين خلال زيارة ميدانية نظمتها وزارة الدفاع بمناسبة الاحتفال بالذكرى 63 لابعاث الجيش الوطني.
تمرين تم خلاله تسليط الضوء على جزء من مهام البحرية التونسية وكيفية تعاملها مع السفن المشبوهة واقتحامها والمخاطر التي يواجهوها عناصر جيش البحر خلال عملهم اليومي، مشاهد تحمل في طياتها جهد السواعد الوفية وعزيمة رجال مخلصين آمنوا بقدرهم، وتحملوا مسؤولياتهم بإصرار وعزيمة فصدقوا ما عاهدوا الله عليه من خدمة لوطنهم.
العملية قال عنها العقيد بالبحرية وليد بن سالم آمر خافرة أعالي البحار “صفنبعل” أنها عبارة عن سيناريو باخرة مشبوهة تم رصدها من طرف ضابط النوبة ثم اخذ قرار لاقتحامها بعد المعاينة والاتصال بها عن طريق القناة 16 واخذ المعطيات الكاملة عنها ثم توجيه فريق التفتيش بناء على الاستعلامات لاقتحامها ومن ثم وجهت لاقرب ميناء وفق تعبيره.
وبخصوص خافرة أعالي البحار صفنبعل قال العقيد بالبحرية وليد بن سالم انها صنعت طبقا للمنهج التجميعي الذي تصنع به جل الخافرات في العالم مما يجعلها متعددة المهام من ابرزها المشاركة في عمليات ومهام دولية مشتركة أي يمكنها تعويض 4 خافرات لأنها تتميز بعدة إمتيازان وقدرات في مقاومة القرصنة والإرهاب والتدخل السريع كما يمكنها أن تكون باخرة تكوين لوجود أجهزة متطورة بها .
وبين بن سالم أن صفنبعل هي الخافرة الرابعة التي عززت اسطول جيش البحر سنة 2018 مجهزة باحدث التكنولوجيات في مجال الملاحة الحرية والطاقة والدفع ومنظومات المراقبة الالكتروينة المركزة على متنها.
التمرين الذي واكبناه كشف صورة لا يعرفها كثيرون عن جيش البحر هي صورة الجيش العصري المعزز بالمعرفة والمهارات والقدرات التي تجعل منه درعاً للوطن وحامياً لحدوده البحرية.