أطلق قياديون في ائتلاف “قادرون”، وهو ائتلاف سياسي مواطني، اليوم الخميس، “نواقيس الخطر” حيال ما اعتبروها “مخاطر” تهدد المسار الانتخابي من جهة وتأزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى، فضلا عن استعراض المسار والمجهودات التي يبذلها هذا الائتلاف لتوحيد القوى الديمقراطية والاجتماعية”.
وقال القيادي بالائتلاف، محمود بن رمضان ( وزير نقل أسبق ) خلال لقاء اعلامي بالعاصمة، “نحن اليوم ندق ناقوس الخطر بشأن تورط المال المشبوه في تشكل حزب جديد هو في طور التكوين من رحم الحكومة الحالية”.
وأضاف أن التونسيين والفاعلين السياسيين اليوم أمام وضعية مختلفة عن مراحل ما قبل انتخابات 2011 و 2014 لأنهم “امام منظومة حكم مرشحة للانتخابات ومرشحة ايضا للفوز بها” ، قائلا ” رئيس الحكومة يوسف الشاهد يوظف دواليب الدولة لانشاء حزب سيرأسه وهذا امر غريب عن الاعراف السياسية… نحن أمام حزب – دولة”.
من جهة اخرى لاحظ بن رمضان ان تونس “مهددة اليوم في مسارها الانتخابي ومكتسباتها السياسية التي راكمتها خلال السنوات السابقة ، مؤكدا أن السلطة التنفيذية الحالية “تستغل وسائل الاعلام بمختلف توجهاتها وتوظف القضاء لتسوية الخلافات مع الخصوم”، حسب تعبيره .
ودعا القضاء الى البت في أقرب الآجال وقبل الانتخابات المقبلة في الكشف عن حقيقة التهم الخطيرة الموجهة الى حزب النهضة (ممثل في البرلمان بـ 68 نائبا من اصل 2017 ومشارك في الحكومة الحالية) والمتعلقة بتهم موجهة له حول مسؤوليته في اغتيالات سابقة وتحوّزه على جهاز امن موازي .
وشدد بن رمضان على ان ائتلاف “قادرون” يدعو الى “مشاركة مكثفة في الانتخابات المقبلة لضمان مستقبل الديمقراطية في البلاد”.
من جهتها أكدت القيادية بهذا الإئتلاف، لبنى السعيدي، أن “قادرون” ستطلق قريبا منصة واب لإيصال اكبر قدر من افكار هذا الائتلاف و التفاعل معها بالاضافة الى مواصلة الجهود للالتقاء و تجميع القوى الإجتماعية و الديمقراطية” .
واوضحت في هذا السياق ان الائتلاف يريد “تجميع الجهود بغرض الوصول الى قائمات موحّدة لخوض غمار الانتخابات التشريعية المقبلة” والتي ستجرى مطلع اكتوبر المقبل، مضيفة ان ائتلافها يطرح أيضا فكرة اختيار الجهات لممثليها في هذه القائمات يتم لاحقا اجراء انتخابات أولية بين المرشحين لاختيار أعضاء كل قائمة انتخابية .
وبخصوص الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة والمقررة أواخر نوفمبر المقبل قالت السعيدي، “ليس لدى الائتلاف حاليا مرشحا بعينه ومن يرى في ائتلافنا أو ضمن القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية نفسه كفء لتولي منصب الرئاسة سندعمه”.
أما ليث بن بشر، القيادي بهذا الائتلاف والرئيس السابق للنقابة الوطنية للفلاحين، فحذّر من “التداعيات الخطيرة للزيادات الأخيرة في أسعار المحروقات على جل القطاعات الإنتاجية ” وعل قطاعي الفلاحة و الصيد البحري ومنظومتي الانتاج الخصة بهما و “المهددة بالاندثار”،حسب تعبيره.
وتساءل في هذا الصدد عن “وجاهة توقيت حديث رئيس الحكومة ،يوسف الشاهد، في كلمته المتلفزة ،والتي بثت الليلة الماضية حول تنظيم حوار حول قطاع الفلاحة قبل ستة اشهر من اجراء الانتخابات العامة وانهاء عهدة الحكومة الحالية، مشددا على ان “انهيار منظومات الانتاج الفلاحي هو انهيار للامن الغذائي للتونسيين”.
ودق بن بشر ايضا ناقوس الخطر حيال ما اعتبره “خطة لتحطيم منظومة التعليم العالي العمومي في تونس ” منتقدا في هذا الاطار تعامل وزير التعليم العالي الحالي مع ازمة الأساتذة الجامعيين.
وكانت المبادرة السياسية والتقدمية “إئتلاف قادرون” والتي تضم عددا من الأحزاب والجمعيات والشخصيات الوطنية، قد اعلن عن قيامها في 17 مارس الماضي.