“أمام عوائق التشريع والتشتت السياسي … بلاد بلا قوى موحدة ولا شخصية جامعة” و”مساعدات الذل والعار” و”مسلسلات رمضان … عنف واستهتار … من أجل الاشهار” و”هيئة الانتخابات لم تبلغ بعد عتبة المليون … الاحزاب تطالب بالتمديد في فترة التسجيل”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
أشارت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الى أن تونس دخلت في حلقة مفرغة تزرع الخوف من المستقبل لان تعديل الدستور غير متاح دون أغلبية ديمقراطية واسعة مبينة أن تحقيق هذه الاغلبية غير ممكن دون توحد القوى الوطنية المتفقة على ضرورة تعديل النظام السياسي بالكيفية التي تسمح بممارسة السلطة بالانسجام اللازم فكرا وأسلوبا، كما افتقدت تونس الشخصية الجامعة المترفعة عن الخصام السياسي والحائزة للحس الوطني القوي والتي يمكن أن تكون مدعومة من أغلب القوى السياسية.
وأضافت أن ما يلمسه المواطن اليوم أن القوى السياسية الحاكمة خذلته وأن فاقد الشئ لا يعطيه وأن النواب الذين تم اختيارهم فشلوا في تحقيق المطلوب لذلك يسود الاعتماد لدى فئات واسعة من الشعب أن التغيير لن يأتي ممن يحكمون اليوم، وهو ما سيجعلها حاضرة بالغياب أو تلجأ الى من يدغدغ آمالها لدى المستقلين مشيرة الى أنه في كلتا الحالتين لن يحصل التغيير بسبب الاسبقية التي يمنحها القانون الانتخابي للاحزاب القوية وتبقى الكرة في ملعب “النخبة الديمقراطية” التي بقيت تلوك الحلول وتفشلها وتفتح الابواب وتغلقها وتشعل النيران لتحترق بها.
وتطرقت جريدة (الصباح)، من جانبها الى الصور والمشاهد التي أذلت التونسيين وأصابتهم بالخزي والعار حيث أصبحت تونس تأكل من موائد الاخرين ويرحب مسؤولوها بمساعدات خارجية قيل انها تقدم لضعاف الحال وتصور ويروج لها عبر تلفزيزنات العالم وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل مهين ومخز دون احترام لعزة بلادنا ونخوة وكرامة شعبنا مبرزة أن ما يؤلم أكثر هو تصريحات بعض السياسيين الذين قال أحدهم انه لولا مساعدات تلك الدولة الاخرى لهلكنا شرا.
وأضافت أن تونس التي لا تعيش حربا ولا مجاعة ولا فيضانات ولا غيرها من الكوارث الطبيعية أهانوها سياسييها بقبول مساعدات غذائية كانت في السابق هي السباقة لمنحها وارسالها لشعوب تعيش الاوبئة والافات والحروب وكأن دولتنا عاجزة عن توفير القوت لشعبها وكأن شعبنا أصبح فقيرا ومعدما الى حد بات فيه غير قادر على توفير لقمة العيش وينتظر الاكراميات والصدقات.
وذكرت بأننا قبلنا في السنوات الاخيرة بعديد الاهانات والمس من الكرامة ومن تاريخ وماضي هذه الدولة العظيمة حتى أن أحدهم تفاخر بتعليم رئيس الدولة السابق بروتوكولات التحية والسلام، واليوم تصور تونس مطمورة روما ودولة ماغون القرطاجي صاحب موسوعة ال28 مجلدا التي اثر جنرالات الجيش الروماني بأن لا يعودوا الى بلادهم الا ومعهم هذا الكنز، تونس التي أنجبت ابن الشباط التوزري مهندس الري .. تونس التي يطلق عليها العالم تسمية “الخضراء” وصلت الى حد فقدت فيه أمنها الغذائي تقريبا بعد أن كانت توفر الغذاء للامبراطورية الرومانية كلها.
وأضافت أننا كنا نخشى من الوقوع في تبعية اقتصادية وغذائية بعد أن أصبحنا نورد اكثر من 50 بالمائة من حاجياتنا فاننا اليوم أصبحنا نخشى كذلك من الوقوع في تبعية سياسية وعقائدية ربما تفرض علينا لاحقا نظرية وشعار التبعية مقابل الغذاء، وفق ما ورد بالصحيفة.
وأفادت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الخامسة، أن عددا من الاحزاب السياسية تعتزم التقدم للهيئة العليا المستقلة لللانتخابات بطلب للتمديد في فترة تسجيل الناخبين للانتخابات التشريعية مشيرة الى أن من بين هذه الاحزاب حزب التكتل وحركة الشعب والتيار الشعبي وحزب المسار والبديل والجبهة الشعبية والحزب الجمهوري وذلك لتسجيل أكبر عدد ممكن من الناخبين المحتملين وخاصة تسجيل أكبر عدد من الجالية التونسية بالخارج.
وأضافت في سياق متصل، أنه من المقرر أن يعقد مجلس الهيئة يوم 22 ماي الجاري، جلسة للنظر في هذه الدعوات أو هذه الطلبات حيث يتجه مكتبها مبدئيا نحو التمديد ليتزامن مع فترة التسجيل في الرئاسية وايجاد صيغة قانونية سانحة لدمج فترة التسجيل للتشريعية بفترة التسجيل للرئاسية مبينة أن مجلس الهيئة سيدرس امكانية تقنية وقانونية للتمديد في آجال التسجيل حتى يصبح لمن يسجل بعد 22 ماي الجاري الحق في المشاركة في الانتخابات التشريعية كما في الانتخابات الرئاسية في اطار احترام وتطبيق القانون الاساسي المنظم للانتخابات والاستفتاء.
وأشارت الصحيفة، الى أنه من المنتظر أن تعقد الهيئة في 22 ماي الجاري ندوة صحفية لتقديم قرارها حول جميع المسائل المتعلقة بالاجال والاحصائيات ومختلف الارقام التي توصلت اليها.
وفي الشأن الثقافي أشارت جريدة (المغرب) في مقال لها، الى كم الانتاج الدرامي والكوميدي الذي يتوفر في رمضان لهذا العام وسط تنافس بين خمس قنوات من بينها القناة الوطنية معتبرة أنه كم لم يوفر الجودة المنتظرة لتنحصر المشاهد بين فقر النص وعنف التصور.
وأضافت أن الانتاجات الدرامية لهذا العام رغم تنوعها تلاقي انتقادات واسعة حيث لم توفر المتعة التي يستحقها مشاهد أمضى يومه صائما ويحتاج الى منتوج يرفه عنه مبينة أنه الى جانب السطحية في طرح المواضيع هناك رسائل سلبية يتم تمريرها فالعنف أصبح أيضا مادة للتندر والضحك وهو ما يفسر محاولة اضحاك المشاهد بترعيب شخصية فنية أو اعلامية أو سياسية بحبسه مع ارهابي وتهديده بحزام ناسف وفي غفلة منا تمر رسالة الفنان محسن الشريف المعروف بتطبيعه مع الكيان الصهيوني وهو يقول “أنا تتمس مني شعرة الدنيا تتقلب عليكم” متسائلة ما كل هذا الابداع الفني الذي نعيشه في زمن الحرية والابداع؟.
وأضافت أن هذا يحصل بعد مضي حوالي 10 سنوات على الثورة ويفترض أن الحرية اشتد عودها بعد هذه السنين وأن الفرصة باتت متاحة للابداع والتميز وليس تأييد الظواهر الاجتماعية السيئة بالتسويق لها وجعلها نموذجا يحتذى.
واعتبرت أن الفن يعني الابداع والخلق وهو بالضرورة لا يعني الصورة والسطحية من أجل المستشهرين مشيرة الى أن بعض المسلسلات المطروحة تعكس نظرية أصحابها في معالجة الواقع الاجتماعي وهي نظريات سطحية لا عمق فيها بل انها قد تعكس مثلا “حالة نفسية” لاصحابها حيث أن العنف والارهاب والرعب ليس مادة للتندر أو الترفيه في شهر رمضان، وفق تقدير الصحيفة.