” وانطلق مسلسل انتخابات 2019…في دروس سوق الجديد ” و” منصب رئيس الجمهورية يربك حسابات الاحزاب ” و” الشعوذة في ثوب جديد انتشرت على الانترنات ” و” التضييقات البنكية وقف القروض الاستهلاكية والترفيع في نسبة الفائدة تضرب الاستهلاك وتعصف ب850 الف اسرة ” مثلت ابرز عناوين الجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء 28 ماي 2019 .
واعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها ان الحماسة للذهاب لصندوق الاقتراع حسب انتخابات سوق الجديد مازالت ضعيفة نسبيا اذ كانت نسبة التصويت في حدود 34 بالمائة فقط متاخرة بحوالي 7فاصل5بالمائة مقارنة ببلديات 2018 .
واضافت ان الانتخابات الجزئية هي دوما اقل جاذبية ثم ان شهر رمضان قد يثبط من عزائم البعض مما يعني ان السلوك الانتخابي مازال لم يتغير لعدم احساس الناخبين بمصيرية هذه الانتخابات الجزئية اضافة الى ان المسجلين الجدد والذين بلغ عددهم 2349 في سوق الجديد لم يسمح لهم التصويت يوم الاحد الفارط .
واشارت ، الى انه في هذا الامتحان الاول قبيل الانتخابات العامة اكد التيار الديمقراطي انه بصدد التحول الى حزب وازن في البلاد من خلال بلديات 2018 ثم جاءت الانتخابات الجزئية لسوق الجديد لتؤكده ، مبينة انه في المقابل فقد خرج حزب ” تحيا تونس ” الخاسر الاكبر من هذه الانتخابات الجزئية فهو لم يتمكن من تاكيد مقولة الحزب الذي ولد كبيرا مع اقترافه لمخالفات انتخابية تمثلت في توظيفه لوضعيته في الحكم توظيفا لم يؤثر على النتائج بحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي رفعت هذا الملف للقضاء ليبت فيه .
واكدت انه بعد الحلقة الاولى من سوق الجديد ستكون هناك حلقة ثانية يوم 14 جويلية في باردو وهي حلقة تتوقع ان حمى الانتخابات فيها ستكون
ارفع بكثير وقد تعطي صورة اولية اكثر دقة لما يعتمل في العمق الانتخابي لتونس .
وتطرقت جريدة (الصحافة) في مقال الى ان التصريحات تتوالى بشان المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وتتوالى معها التاويلات والحسابات والاحتمالات رغم انه في نهاية المطاف لايمثل سلطة فعلية الا في اطار محدود جدا رغم ان الجميع يعرف ان السلطة الاصلية في مجلس نواب الشعب والحكم الفعلي في القصبة .
واضافت ان اخر التصريحات جاءت من حركة النهضة حيث كتب القيادي رفيق عبد السلام على صفحته الرسمية اول امس ان يوسف الشاهد قد يكون هو العصفور النادر الذي تبحث عنه النهضة وهو ثاني تصريح بهذا الوضوح بعد تصريح سابق في نفس السياق للشيخ راشد الغنوشي قال فيه منذ حوالي الشهرين ان الشاهد سيحظى بدعم النهضة ان هو ترشح للانتخابات الرئاسية .
واشارت الى انه حتى في الوسط الذي يعرف بشباب الثورة يبدو ان معظلة الرئاسة هي التي تقود بشكل مباشر كل التحالفات والتنسيق فمجموعة سوسة التي حاول حمادي جمعها لترشيحه هو تشبث كل منها باحقيته في الترشح ومجموعة الامل يبدو انها دخلت في خلاف مع النائب ياسين العياري بسبب الموقف من دعم ترشيح الدكتور المرزوقي .
وبينت في سياق متصل ، انه يمكن الجزم بان هذا المنصب الذي لم يعد له صلاحيات كثيرة مازال يحظى باهمية فائقة في العقلية التونسية ومازال هو المهيمن الى حد الان على كل الحسابات السياسية .
ورصدت جريدة (الصباح )اراء بعد الفاعلين في القطاع البنكي حول التضييقات المتكررة التي فرضتها البنوك في ما يتعلق بصعوبة الحصول على قروض استهلاكية وتعطل منظومة ” الروج ” والترفيع في تسبة الفائدة المديرية اكثر من 3 مرات في اقل من سنة فضلا عن المشاكل التقنية عند سحب الاموال من الموزعات الالية للبنوك خاصة ايام العطل الاسبوعية والعطل الرسمية السنوية .
وافاد رئيس الجمعية المهنية التونسية للبنوك والمؤسسات المالية احمد كرم ، ان قرارات السلطة ىالنقدية ليست عن طيب خاطر كما يعتقد الجميع خاصة عندما تكون قرارات مكلفة للاقتراض لان البنك المركزي مطلوب منه اليوم تحمل مسؤوليته في ما يخص الضغط على الاسعار وفرض كل الاجراءات الممكنة والمتاحة له للحد من ارتفاع الاسعار التي من شانها التاثير سلبيا على النمو الاقتصادي وعلى الطاقة الشرائية للمواطن .
ومن جهته يرى رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك ان من اهم تداعيات هذه التضييقات هو توجه الاسرة التونسية للاقتراض من السوق الموازية خاصة الشركات التي تنتصب اليوم بطرق غير شرعية وتعمل على اقراض الناس بنسب فائدة تتراوح بين 15 و20 بالمائة ،مشيرا الى ان مثل هذه القرارات من شانها ان تساهم في تغذية السوق الموازية وتخلق هياكل بنكية موازية وبالتالي سيؤثر ذلك على المؤسسات البنكية المنظمة وعلى القطاع المصرفي عموما .
وسلطت جريدة (الشروق ) الضوء في صفحتها الثامنة على الشعوذة التي اضحت نوعا من انواع التجارة الالكترونية خاصة خلال السنوات الاخيرة والتي تستقطب خاصة الفاشلين في مجال الدراسة والعمل والزواج ، متسائلة عن اسباب اقبال التونسيين على مثل هذه الاشكال .
واضافت ان التونسي اليوم يواجه صعوبات الحياة بمختلف اشكالها وانواعها حيث اصبح عاجزا عن دفع فاتورة الطبيب التي بلغت 60 دينارا دون اعتبار ارتفاع اسعار الادوية وضرورة اجراء التحاليل لتشخيص المرض بدقة ، مبينة انه مقابل هذه الصعوبات هناك من ينادي عبر شبكات التواصل الاجتماعي او عبر الفضائيات المختصة بالحل وبتكاليف اقل فيذهب التونسي الى الحجامة بعشرة دنانير ليعالج ارتفاع ضغط الدم ويذهب للرقية الشرعية ليعالج الاسهال المتكرر اضافة الى بعض الاسباب الاخرى كالتوتر النفسي والضغط اليومي الذي يعيشه التونسيون جراء التحولات التي عرفناها في السنوات الاخيرة في المفاهيم والمرجعيات وتكاثر قوى الجذب الى الوراء .
واعتبر الدكتور محمد بن راشد الاخصائي في علم الاجتماع ، ان الواقع المر الذي يعيشه التونسيون اليوم جعل الناس يخلقون بدائل والتي توفرت في تكنولوجيا المعلومات بسرعة الولوج اليها والانسياق وراءها بحثا عن علاج روحي لهمومه الكثيرة والاعلام الموازي ساهم في ترسيخ هذه الظاهرة بالاشهار، مشيرا الى ان فقدان الطابع التضامني في المجتمع ايضا دفع الى البحث عن بدائل للمساعدة كالعزام والعراف .