تسارعت خطوات التلاميذ والأساتذة والمسؤولين داخل معهد الصادقية بتونس العاصمة، استعدادا لإجراء أول اختبارات اليوم الأول من الدورة الرئيسية لباكالوريا 2019، في وقت أكد فيه رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي أدى زيارة لهذا المعهد على تأمين كل ظروف نجاح هذا الامتحان.
وفي طوابير صغيرة أمام أبواب القاعات، تجمّع تلاميذ معهد الصادقية قبل نحو نصف الساعة من انطلاق الاختبارات ممسكين بأقلامهم وأوراقهم، فيما هرول البعض الآخر للإلتحاق بقاعاتهم ممسكين وجباتهم الصباحية وقوارير مياه معدنية صغيرة.
ومُنع التلاميذ في هذه الدورة من جلب هواتفهم الذكية التي لا تفارقهم عادة في حياتهم اليومية تحسبا لأي محاولات الغش، في وقت أكد فيه وزير التربية لـ(وات) أنه تمّ اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع تسريب أي امتحان أو وقوع محاولات للغش تنسف فرص التكافؤ بين المترشحين.
وفيما بدت ملامح الخوف والارتباك واضحة على التمليذة فاطمة (18 عاما) المنتمية إلى شعبة العلوم التجريبية وهي تخوض هذه التجربة لأول مرة، بدا التلميذ سهيل (18 عاما) في شعبة الرياضيات أكثر تركيزا وثقة في النفس بفضل نتائجه الجيدة خلال هذه السنة.
هذا الشعور الموزع بين الرهبة والثقة والارتباك والطمأنينة كان قاسما مشتركا بين تلاميذ معهد الصادقية أول مدرسة عصرية أسسها المصلح خير الدين باشا (1822-1890) وتخرجت منها أكبر قامات الحركة الوطنية على غرار الحبيب بورقيبة والحبيب ثامر ومحمود الماطري والطاهر صفر والطيب المهيري وغيرهم.
وبين تلاميذ معهد الصادقية وعددهم 329 مترشحا لاجتياز هذا الامتحان موزعين على شعبة العلوم التجريبية (143) والرياضيات (104) والاقتصاد والتصرف (82)، تجلس تلميذة شابة تعاني من إعاقة بصرية بمفردها في قاعة منعزلة لتشرع في اجتياز الاختبار منتفعة بإجراء تضخيم الخط.
وبعد الإذن للتلاميذ بالدخول إلى قاعاتهم في انتظار شروع رئيس مركز الامتحان ومعاونيه في تسليم أوراق الامتحانات إلى الأساتذة داخل القاعات، خيّم هدوء ساحر وسط ساحة المعهد الذي تتوسطه حديقه مليئة بالأزهار فيما يحيط بيها سور مقوس ملون بالأبيض والأسود ثبتت على جدرانه صورة خير الدين باشا وأبناء الصادقية القدامى.
لكن سرعان ما عادت الحركية تدب في المعهد مع تسارع خطوات الصحفيين وأصوات عدسات المصورين عند قدوم رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى معهد الصادقية للاطلاع على ظروف إجراء هذه المناظرة وذلك إثر عودته ليلة الثلاثاء الأربعاء إلى تونس عقب مشاركته في فعاليات احياء الذكرى المائة لانبعاث منظمة العمل الدولية المنعقدة في مدينة جنيف السويسرية.
وأكد الشاهد على هامش زيارته أنه تم اتخاذ كل التدابير لإنجاح هذه المناظرة وضمان تكافؤ الفرص بين المترشحين الذي تجاوز عددهم أكثر من 131 ألف، منهم 517 107 تلميذ من المعاهد العمومية، و583 18 تلميذ من المعاهد الخاصة، و5807 تلميذ ترشحوا بصفة فردية.
وأعرب الشاهد عن تفاؤله بنجاح دورة الباكالوريا رغم ما تخللها من انقطاعات وإضرابات طيلة السنة الدراسية نتيجة الأزمة السابقة بين وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي بشأن الزيادات في الأجور وغيرها من المسائل العالقة التي تم حلها في نهاية المطاف.
بدوره أكد وزير التربية حاتم بن سالم لـ(وات) على نجاح هذه الدورة بفضل الإجراءات التي تم اتخاذها على غرار وضع منصة الكتورنية تتمثل في تلفزة على موقع يوتيوب ينشطها أساتذة مختصون لتأمين دروس تدارك لتلاميذ الباكالوريا.
وقال “لقد زار هذه المنصة أكثر من 280 ألف زيارة من بين أكثر من 131 ألف تمليذ في الباكالوريا”، مستبعدا أن تنعكس الانقطاعات والاضرابات السابقة بشكل سلبي على أداء المترشحين.