“العجز التجاري للاشهر الخمسة الاولى لسنة 2019 … رقم سياسي جديد .. 8106 مليون دينار” و”لا للختراق الصهيوني” و”بعد ارباكات استطلاعات الرأي .. الرئيس يستقبل الشيخ راشد للبحث عن العصفور النادر” و”الحسم بشأنه تاجل الى الاسبوع القادم هذه مواصفات عصفور النهضة النادر”، مثلت أهم عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
عرجت صحيفة (المغرب) في مقال بصفحتها الرابعة، على النشرية الشهرية التي أصدرها المعهد الوطني للاحصاء الخاصة بالتجارة الخارجية للاشهر الخمسة الاولى لسنة 2019 والتي خلصت الى ارتفاع جديد في عجز ميزاننا التجاري اذ تجاوز عتبة 8 مليار دينار لهذه الفترة (8106 مليون دينار تحديدا) بعد أن كان في حدود 6ر6 مليار دينار لنفس الفترة من السنة الفارطة أي أن عجزنا التجاري قد ارتفع مقارنة بالسنة الفارطة ب4ر22 بالمائة مشيرة الى أنه لو واصلنا على نفس هذه الوتيرة فقد نتجاوز لكامل السنة 2019 المبلغ الخيالي ل23 مليار دينار أي أكثر من نصف ميزانية الدولة وحوالي 20 بالمائة من الناتج المحلي.
واعتبرت أن عجزنا التجاري كان الى حدود سنة 2016 تحت السيطرة بمعدل في حدود 12 مليار دينار للسنوات الست الاولى للثورة، ورغم أن هذا المبلغ ضخم بالنسبة لاجمالي الثروة الوطنية ولكنه لم يكن يمثل تهديدا خطيرا لتوازناتنا العامة وخاصة لميزان الدفوعات للدولة التونسية ولكن منذ سنة 2017 تفاقم عجزنا التجاري بصفة مذهلة اذ ارتفع الى
6ر15 مليار في 2017 وتجاوز 19 مليار دينار في 2018 وهاهو متجه لرقم قياسي جديد قد يصل الى 23 مليار لكامل سنة 2019 اذا ما تواصلت وتيرة العجز على هذه الشاكلة.
وأضافت أن مصلحة تونس تتمثل في التضييق على المبادلات التجارية فاقتصادنا مفتوح ولا يمكن له أن يتطور الا في ظل انفتاح أوسع وانخراط أفضل في السوق العالمية ولكن هذا لا يمنع بل يستوجب وضع استراتيجية قوامها دعم الانتاج التونسي وتحفيز اضافي لكل استثمار صناعي أو فلاحي أو خدماتي على حساب النشاط التوريدي الصرف والذي لا يهدف من ورائه لخلق قيمة مضافة في البلاد، وفق تقدير الصحيفة.
وتطرقت (الصباح) من جانبها، الى مقطع الفيديو الذي بثته قناة اسرائيلية ونقلته عنها قناة “الميادين” الاخبارية العربية مشيرة الى أنه قد استفز الكثير من التونسيين الذين اكتشفوا وجود صهاينة اسرائيليين بين جموع اليهود الذين شاركوا في الزيارة السنوية لمعبد الغريبة بجزيرة جربة، لم يكفهم التسلل الى بلادنا مستخدمين جوازات سفر مزورة أو متغطين بجنسياتهم الاصلية بل تجاوزوا كل حدود اللياقة والمقبولية بتجرؤهم على زيارة منزل رمز المقاومة الوطنية الفلسطينية الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) والهتاف هناك باسم اسرائيل وجيش الاحتلال الاسرائيلي.
واعتبرت أن هذه الحادثة لا يمكن أن تقابل سوى بالتنديد من أقصى شمال البلاد الى أقصى جنوبها وبتوجيه دعوة صارمة الى السلطات القائمة فيها لابداء قدر أكبر من النجاعة والحزم في التعاطي مع مثل هذه الاختراقات المرفوضة جملة وتفصيلا من جانب السواد الاعظم من المواطنين التونسيين ولاتخاذ كل ما هو ممكن من اجراءات للحيلولة دون تكرارها مستقبلا.
وأضافت أنه لا مجال في تونس للحديث عن تطبيع أو محاولة تطبيع مع اسرائيل والصهيونية طالما استمر رفض تل أبيب ابرام تسوية سلمية حقيقية مؤسسة على قرارات الشرعية الدولية دون زيادة أو نقصان وعلى مبدا الارض مقابل السلام.
وتساءلت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، عن أسباب تأجيل الحسم في سياق اختيار حركة النهضة لمرشحها للانتخابات الرئاسية ومواصفات العصفور النادر حيث يدفع تأجيل الدورة لمجلس الشورى من السبت 15 جوان الى الجمعة 21 جوان من الشهر الجاري الى ضرورة فهم أسبابه لتبيان المواصفات المطلوبة في مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية القادمة.
وأضافت أن الدورة السابقة لشورى النهضة تم خلالها تكليف المكتب التنفيذي باعداد تقرير يبسط الفلسفة العامة لاختيار مرشح النهضة للتداول فيه ومناقشته صلب مجلس الشورى وذلك للاقرار أولا بين خياري الترشيح من الداخل أو من خارج الحركة قبل الحسم في أحد الاتجاهين سواء بتزكية مرشح يستجيب للمواصفات المطلوبة أو اعلان ارجاء الحسم بهدف توسيع المشاورات.
واشارت الى أن الدورة القادمة حسب عضو المكتب السياسي، عبد الله الخلفاوي، ستتقدم خطوة مهمة في سياق تدقيق الخيار بين الترشيح من الداخل وهو الخيار الذي تكون فيه الاولوية لرئيس الحزب، راشد الغنوشي، عملا بمقتضيات النظام الداخلي وهو الخيار الذي تكون فيه الاولوية لرئيس الحزب راشد الغنوشي عملا بمقتضيات النظام الداخلي وهو خيار مقترح يمكن اعتماده أو بدعم مرشح من خارج الحزب.
وأضاف المتحدث للصحيفة، أن بطاقة التفتيش التي أطلقتها النهضة في شأن العصفور النادر منطلقها وطني لا حزبي وأن الحركة واذا تبحث عن الشخصية التوافقية ليس لحماية نفسها كما يصوره بعض الخصوم بل لحماية التجربة واستمرار النموذج الديمقراطي على حد قوله.
وأكد الخلفاوي أن النهضة تحترم جميع الاسماء المتداولة ولا يهمها الاشخاص بقدر ما تهمها الفلسفة العامة للاختيار لافتا الى أن الشورى سيد نفسه في الحسم في أحد الاتجاهات بين تزكية المرشح من داخل الحركة الذي تكون فيه الاولوية لرئيس الحزب راشد الغنوشي أو خيار دعم مرشح من خارجها أو ارجاء الحسم.
واعتبرت جريدة (الصحافة ) في ورقة خاصة، أن لقاء رئيس الجمهورية بالشيخ راشد الغنوشي فيه ايحاء بأن المشاورات لم تنقطع بين الشيخين وأن العلاقات جيدة وهناك تنسيق في مستوى معين كما فيها رسائل أيضا الى الداخل والخارج وأن الرهانات التي يئس منها البعض ربما مازالت قائمة او هي قابلة للتجدد والتواصل ، مبينة ان الشيخ اراد ان يقول لمن يلهثون وراء “العصفرة” التي لوح بها مؤخرا ان الخيارات مازالت مفتوحة امام الحركة وانها قد تراهن حتى على العصفور الكبير القابع في قرطاج وان لاشىء محدد يجعلها تميل الى عصفور دون اخر.
وأضافت أنه لا أحد ينكر اليوم أن الشيخ يشعر بخيبة أمل من يوسف الشاهد بل يواجه علنا في مجلس الشورى وفي هياكل الحركة بانه أساء اختيار الجواد الذي يراهن عليه وانه ضيع على الحركة فرصة الاستمرار في التحالف مع “عصفور مضمون” اسمه الباجي قايد السبسي وأن الخطوات التي قطعها في طريق الابتعاد والجفوة مع القصر الرئاسي ليست كلها في الطريق الصحيح بل ان الدعم المطلق الذي قدمه للشاهد تحت شعار الاستقرار الحكومي لم تكن الا “حرثا في البحر” وأن الشاهد بدأ يكشر عن انيابه منذ ان اكتمل حزبه ومنذ ان دخل الزمن الانتخابي الذي لم يعد معرضا فيه لمساءلة ولا لامكانية سحب الثقة ولم يف بأي من الشروط التي وضعتها النهضة الى أن اضطرت وحدها لاسقاطها والتراجع عنها.
ورأت أن رئيس الجمهورية ربما كان يسعى منذ فترة لهذه المقابلة باعتبار أن الجبهات الاخرى كلها مغيمة ولاشىء فيها بات واضحا وحتى أقرب مستشاريه قد انفضوا من حوله وحزبه عمليا انتهى ومصير نجله بات اكثر غموضا وريبة مما سبق وبالتالي يحتاج الى شخص في حجم الغنوشي يقدر على تقديم الضمانات ان لزم الامر وهو في نهاية المطاف صديقه ومكنه في يوم ما من موطىء قدم في الحكم تحول به الى حاكم شبه مطلق وبالتالي لن يبخل عليه بالمشورة والدعم، حسب تقدير الصحيفة.