“بين عمليتن ارهابيتين … وبلاغ رئاسي … خميس عصيب على تونس” و”تونس أقوى من الارهاب” و”حتما ستتكسر شوكة الارهاب على صخرة الوطن” و”كلنا درعا لهذا الوطن”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية اليومية الصادرة الجمعة.
أشارت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، الى ان تونس مرت يوم أمس الخميس بيوم عصيب امتد عسيرا بين وقائع اجرامية معلنة هزت صباح العاصمة التونسية وتحديدا قلبها النابض في منطقة باب بحر (نهج شارل ديغول المكتظ) بعد عملية ارهابية فجر فيها “ضبع” من ضباع الارهابيين نفسه على مقربة من دورية امنية قارة استشهد على اثرها عون من الشرطة البلدية مع اصابات متفاوتة في صفوف عدد من الامنيين والمدنيين وبعد اقل من ساعة فجر “ضبع” ثان نفسه امام الباب الخلفي لثكنة القرجاني حيث مقر الفرقة المختصة في مقاومة الارهاب وفي الثالثة من صبيحة نفس اليوم استهدف “الضباع” محطة الارسال الاذاعي بجبل عرباطة من ولاية قفصة ثم لاذوا بالفرار ليصدر بعد ذلك “بلاغ رئاسي” في توقيت قاتل يؤكد أن رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، قد تعرض الى وعكة صحية حادة تم نقله على اثرها الى المستشفى العسكري.
واعتبرت أن الاعلام الرئاسي استعجل نشر خبر الوعكة الصحية التي تعرض لها السبسي، وهي ليست الاولى بهذه الحدة، حيث اتسم البلاغ الرئاسي الاول من نوعه بالحدة في الصياغة مقابل تعتيم الاعلام الرئاسي عن سابقاتها واخرها كانت منذ أسبوع تقريبا وأكثر حدة من وعكة صباح أمس التي تزامنت مع العمليات الارهابية مضيفة انه لذلك نضع نقطة استفهام كبرى فوق وتحت البلاغ الرئاسي الذي ضخم من دائرة الهلع وكان وقعه على التونسيين اشد من العمليات الارهابية التي تحولت الى خبر ثانوي أمام اشاعة وفاة الرئيس التي استحوذت على كل المنابر الاعلامية.
وفي ما يتعلق بالعمليات الارهابية المتزامنة لم تنف الصحيفة وجود حالة من الاسترخاء غير المفهومة في هذا التوقيت الذي تتجه فيه تونس الى محطات انتخابية كبرى تشريعية ورئاسية وهي استحقاقات مستهدفة في مواعيدها متربص بها من الداخل ومن الخارج ومن أطراف اقليمية تسعى الى تخريب المسار التونسي مشيرة الى أن لهذه الاطراف الاقليمية أياد في البلاد التونسية مرتبطة بها تنظيميا وماليا ولا تخفي ولاءها وهي التي تعمل على ارباك التونسيين ولا تتردد في تشغيل “ماكينة الارهاب” لاقناع الرأي العام بهذا الخطر الداهم الذي يستوجب دستوريا ارجاء المواعيد الانتخابية، وفق ما ورد بالصحيفة.
وفي، سياق متصل، اعتبرت (المغرب) في تحليل اخباري، أن المحكمة الدستورية تلعب الدور الاساسي في معاينة الشغور وتبليغه لمجلس النواب مشيرة الى دورها المحوري في كل الوضعيات بالنظر الى أنها الضامن للانتقال السلس للسلطة ولا تترك فرضية الا وأوجدت لها الحلول.
وتساءلت في هذا الخصوص، مالعمل في ظل غياب هذه المؤسسة المحورية؟ مبينة أن المخرج الوحيد هو التفويض الوقتي لسلطات رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة لفترة ثلاثين يوما قابلة للتجديد مرة واحدة وفق منطوق الفصل 83 ولكن على شرط أن يقوم رئيس الدولة بنفسه بهذا التفويض ولكن حتى في هذه الحالة لا يمكن المرور الى المرحلة اللاحقة أي الشغور النهائي دون محكمة دستورية.
وأشارت الى أن لاستاذ القانون الدستوري، سليم اللغماني، قراءة أخرى جديرة بالتدبر وقد وضحها يوم أمس على قناة الحوار التونسي، حيث يقول انه بالرجوع الى المطة الرابعة من النقطة الثانية من الاحكام الانتقالية ومفادها أن كل الاحكام الواردة بالمحكمة الدستورية لم تدخل بعد حيز التطبيق وبالتالي بالامكان معالجة حالات الشغور المختلفة بالاعتماد على السلطة البرلمانية وفق التقارير الطبية مبرزة أن هذا هو وضعنا الدستوري والمؤسساتي اليوم وهو وضع لم يفترض مرحلة حوكمة شغور رئاسة الجمهورية الوقتي او النهائي في غياب المحكمة الدستورية.
ورأت أنه لا ينبغي ان نجزع أكثر من اللازم فالبلاد على بعد امتار قليلة من الانتخابات ولمؤسساتنا الحالية القدرة على ايصال البلاد لهذه المواعيد ولو كان ذلك ببعض الاجتهاد في الحالات القصوى ولكن أحد الدروس الاساسية للمجلس النيابي القادم هو ضرورة استكمال المؤسسات الدستورية حتى لا نبقي انتقالنا الديمقراطي في مهب الرياح، وفق تقدير الصحيفة.
أما صحيفة (الشروق)، فقد بينت في ورقة بصفحتها السادسة، أن اقدام الارهابيين ومشغليهم على اللجوء الى مثل هذه العمليات الاستعراضية انما يعبرون عن عجزهم في مواجهة بواسل المؤسستيتن الامنية والعسكرية كما أنهم يبحثون عن نجاحات وهمية يعوضون بها عن الضربات التي تلقوها وعن الاضرار الكثيرة والكبيرة التي لحقتهم نتيجة العمليات الاستباقية التي طالتهم ونتيجة التضييق عليهم في جحورهم وتجفيف منابع تزودهم بالمؤن والاموال والادوية حتى أنهم باتوا يكررون عمليات السطو على المنازل لافتكاك المؤن والاغذية ويكررون عمليات الاحتطاب من خلال محاولة السطو على الفروع البنكية وغيرها.
وأضافت أن النجاحات والاختراقات التي يحققها اشاوس المؤسستين الامنية والعسكرية لا يجب ان تحجب عنا عديد المعطيات والحقائق مشيرة الى وجود معطيات داخلية وأخرى اقليمية ودولية وجب التنبه اليها والتركيز عليها من باب قطع الطريق على أصحاب الانفس المريضة والشريرة والذين ارتهنوا قرارهم وضمائرهم المريضة لخدمة أجندات اقليمية ودولية.
وأضافت أن الارهابيين ومشغليهم فاتهم أن الشعب التونسي قد تحصن ضد شرورهم واكتسب المناعة الكافية التي تجعله يدرك أن معركته مع الارهاب طويلة وأنها تتطلب الكثير من الوقت والجهد والتضحيات كما فات هؤلاء بأن مؤسستنا الامنية والعسكرية بالمرصاد لكل شرورهم وأنهم متسلحون بارادة صلبة قادرة على كسر رؤوسهم ودك جحورهم حيثما توارو معتبرة أن المسألة مسالة وقت ليس أكثر قبل أن يقتلعوا نبتتهم الخبيثة من هذه الارض الطيبة، ولينظر الارهابيون الى حجم هزائمهم وانكساراتهم عساها تكون لهم دروسا وعبرا وعساها تجعلهم يدركون أن معركة مع الوطن والشعب خاسرة وأنه ليس أمامهم الا الهزيمة واللعنة.
من جهتها، اعتبرت (الصباح) في مقالها الافتتاحي، ان عمليتي أمس أكدتا أن الارهاب يلفظ لأنفاسه الاخيرة وأن عملياته النوعية انتهت ولم يتبق لبعض فلوله سوى الانتحار بتفجير النفس عبر عمليات فردية بائسة وهو ما يعني أن محاولات الارهاب التغلغل وتقويض أركان الدولة باءت بالفشل وهذا يظهر من خلال تقلص العمليات الارهابية وتراجع الخسائر حتى في العمليات التي نجحوا في تنفيذها الى جانب تزايد معدلات الخسائر في صفوف الارهابيين.
وأضافت أنه على من مازال يعتقد ويأمل في أن تكون هذه الارض ملعبا للارهابيين أن يعي جيدا أن قوات الامن والدفاع ومن ورائهم كامل أبناء هذا الشعب الابي هم حصن ودرع لهذا الوطن الذي لن يتأخر أي تونسي وطني في الدفاع عنه والتضحية بنفسه حتى تبقى تونس شامخة وأبية وعصية على من يريد بها سوءا.