” رغم الارهاب وتواضع الاداء الاقتصادي وتنازعات السياسيين والخوف على مستقبل البلاد…تونس لاباس ” و” وعكة الرئيس خلقت حالة من الخوف والارتباك ..التونسيون يفضلون الاستقرار على المجهول” و” انجلت الحالة لم تنته الازمة ” و” بعد زوال الصدمة …تونس في مواجهة فلول “الدواعش ” والعائدين من بؤر التوتر مثلت ابرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم السبت 29 جوان 2019 .
واعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها ان تونس “لاباس” في وجود الروح المعنوية التي تتجلى جزئيا في بعض الملفات وتظهر عند النخب عندما تتفاقم الازمات وهو ما يقصد به اولا وقبل كل شىء هذه الديمقراطية الناشئة رغم كل التعثرات والاعداء في الداخل والخارج خاصة وانها اظهرت قدرة على المقاومة والصمود وكذلك على ابتكار الحلول المناسبة رغم صعوبات الظرف .
واضافت ، انه يخطىء من يعتقد ان كل النخب السياسية فاشلة وفاسدة وان الوطنية حكر على البعض دون البعض الاخر، مشيرة الى ان ما حصل يوم اول امس في البلد من الهجمتين الارهابيتين المتزامنتين ومن خوف التونسيين على صحة رئيس الجمهورية وتداعياتها الدستورية والسياسية على مستقبل البلاد يؤكد مرة اخرى ان نوازع الحياة والامل اكبر بكثير من معاول الهدم ونوازع الموت وان المؤسسات الديمقراطية رغم النقائص قادرة على ابتكار الاجوبة الملائمة للظروف الطارئة .
واكدت في سياق متصل ، انه امام تونس اصلاحات هيكلية جوهرية لا بد من القيام بها لضمان مستقبل افضل لابنائها واصلاح المنظومة التربوية والتكوينية اساسا حتى نجعل من التفوق والتميز افقا متاحا للاغلبية الساحقة من البنات والابناء ومعالجة مختلفة للتفاوت الجهوي يجعل من المناطق الاقل حظا ونمو مصدرا لخلق خيرات جديدة وللتفوق المدرسي والعلمي والصناعي والا يكون خلق الثروة حكرا على جهات او عائلات بعينها ، مبينة انه رغم التاخر الكبير في هذه الملفات وغيرها الا ان بلادنا بصد انجاح شروط الانجاز بدءا بالوعي بهذه الرهانات ومرورا ببلورة الافكار والتصورات حولها .
وافادت جريدة (الشروق) انه منذ الاعلان يوم الخميس عن خبر تعرض رئيس الجمهورية الى “وعكة صحية حادة ” بدا واضحا ان حالة من الارتباك والمخاوف دبت في الشارع التونسي ولدى الراي العام بمختلف مكوناته من مواطنين عاديين وسياسيين وغيرهم ، مبينة ان مرد ذلك اساسا الخوف من الخروج من حالة الاستقرار السياسي الى وضعية المجهول خاصة بعد وابل التحاليل والاستنتاجات طيلة يوم الخميس حول مسالة “شغور” منصب رئيس الجمهورية وحول الحل الدستوري الذي قد يقع اللجوء اليه في ظل حالة الاختلاف وعدم الوضوح التي سادت .
واضافت ان كامل يوم الخميس تحولت عبارة ” الشغور” الى ما يشبه الكابوس المخيف بالنسبة للتونسيين حيث استحضر الجميع ما حصل من فوضى يوم 14 جانفي 2011 عندما غادر رئيس الجمهورية السابق بن علي البلاد وتم اعلان شغور منصبه وعمت المخاوف بسبب الانفلات الامني الذي حصل انذاك وبسبب حالة التردد والارتباك داخل القصر الرئاسي حول الحل الدستوري الذي سيقع تطبيقه اما الفصل 56 من الدستور(تولي الوزير الاول المنصب ) او الفصل 57 (تولي رئيس مجلس النواب المنصب) .
واشارت الى ان ما حصل يوم الخميس بشهادة الملاحظين اكد بما لا يدع مجالا للشك ان شقا كبيرا من التونسيين اصبح يميل الى الاستقرار في كل المجالات (الامني والسياسي والاجتماعي ) وخاصة الى تمشي التداول السلمي على السلطة التي دابت عليه تونس منذ الاستقلال حيث لم تشهد البلاد في تاريخها تقلبا سياسيا او حالة فوضى او اراقة دماء بسبب نقل السلطة وهو ما حصل خاصة خلال السنوات الاخيرة .
واشارت جريدة (الصباح) في مقال في صفحتها العاشرة الى الاختبار الذي مرت به تونس في الساعات القليلة الماضية وهو اختبار على اكثر من مستوى الامني والسياسي والاجتماعي والتضامني ، مبينة ان الاهم وبعد تجاوز مرحلة الصدمة التوقف جديا لتحديد الثغرات او الاخلالات
التي سمحت للتنظيم الارهابي “داعش” بترهيب التونسيين واستهداف اهداف استراتيجية في العاصمة في عمليتين ارهابيتين فصلت بينهما دقائق معدودة .
واضافت ان الخميس العصيب تحول الى اختبار للتونسيين على اكثر من جبهة وهو اختبار لجاهزية المؤسسة الامنية والسلطة السياسية واختبار لمكانة الرئيس الباجي قايد السبسي ودوره في هذه المرحلة الحساسة لدى التونسيين سواء انصاره او منتقدوه ومعارضوه الذين اعربوا عن انشغالهم بحالته الصحية .
واعتبرت ان احتضان تونس تظاهرة “تونس عاصمة الشباب العربي ” ليس تشريفا وليس مجرد عنوان عابر ولكنه موعد يفترض انه يتجه الى بناء الفكر والمعارف والدفع الى الرهان على الافضل والى تهيئة الارضية لكل ما يساعد على التصدي لثقافة الموت والارهاب والدمار وارساء بدلا من ذلك ثقافة تغيير واقعه ومعانقة الافضل في وطن يجعل من العدالة الاجتماعية ومن المواطنة والحرية عقلية وممارسة يومية وليست شعارات انتخابية.
وجاءت افتتاحية جريدة (الصحافة) تحت عنوان ” انجلت الحالة…. لم تنته الازمة ” حيث اكدت انه مع تواتر الانباء الايجابية على صحة رئيس الجمهورية تراجعت المخاوف كثيرا لدى شرائح واسعة من التونسيين الذين لم يشعروا طيلة اول امس بالاطمئنان وتوجسوا كثيرا من شغور طارئ في اعلى هرم السلطة وتساءلوا عن مدى الخطر المحدق بالبلاد وما قد يسببه مثل هذا الشغور من سيناريوهات .
واضافت ان تراجع المخاوف كشف مرة اخرى عن ميل طبيعي لدى التونسيين الى الاستقرار وعدم رغبتهم في المجهول ولا المغامرات ولا الفراغ مشيرة الى ان الجميع كان مقتنعا ان العهدة الرئاسية يجب ان تنتهي في وقتها الطبيعي وان الانتخابات ستنجز قريبا جدا وان الشرعية هي التي يجب ان تتحكم في مسار العملية السياسية .
واعتبرت انه بغض النظر عن كل التصاريح التي سبقتها والاستنتاجات التي بنيت على اخبار مغلوطة وفرضيات لا اساس لها من الصحة يظهر مرة اخرى ان الطبقة السياسية ما تزال في اغلبها هاوية ولم تتعود التعاطي مع المستجدات الكبرى وغير قادرة على ادارة الازمات وهذا ما يجعل من تواصل ازمة الحكم امرا طبيعيا .
واكدت في سياق متصل ، ان الخوف والرعب من الفر اغ الدستوري هو ناتج عن تقصير السلطة وخصوصا مجلس نواب الشعب الذي استهلك نوابه خمس سنوات عجاف من حساب المجموعة الوطنية وعلى حسابها ولم يتوصلوا الى اقرار اهم سلطة قادرة على حسم كل اشكال في الحكم وهي المحكمة الدستورية التي ما تزال الى حد الان محل جدب وتصفية حسابات فئوية ومناكفات حزبية بل وحتى محل بيع وشراء بين مختلف الاطراف .