“تنكصت عنها الاغلبية .. في مسؤولية ارساء المحكمة الدستورية” و”القدر يهدي الرئيس فرصة لتصحيح المسار” تحسن الدينار طفيف وعرضي” و”بقعة ضوء”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية اليومية الصادرة الاربعاء.
أشارت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الى أن النواب وخاصة منهم نواب الاغلبية اكتشفوا بمناسبة مرض رئيس الجمهورية، أن هناك نقصا واضحا في مؤسساتنا الدستورية وأن غياب المحكمة الدستورية يمثل أكثرها خطورة وحيوية مبرزة أن حوالي ثلاث سنوات من المناورات والمناورات المضادة والتأجيل تبع التأجيل لنجد أنفسنا في نهايات هذه العهدة النيابية دون ارساء مؤسسة دستورية من تلك التي افترضها الدستور في بابه السادس ولا استكمال هيكلة السلطة المحلية بالانتخابات الجهوية ثم تركيز الاقاليم وفوق كل ذلك نجد أن مؤسسة المؤسسات وهي المحكمة الدستورية قد تاهت في ثنايا وكواليس التوافقات.
واعتبرت أن الغريب أن كل النواب وكل أحزابهم مدركون للاهمية البالغة للمحكمة الدستورية لا فقط في حالات الشغور الوقتي أو النهائي لمنصب رئاسة الدولة بل وأساسا لملاءمة كامل ترسانتنا القانونية مع مقتضيات دستور 2014 وهذا عمل جبار يستوجب سنوات طويلة وجهدا كبيرا حتى تكون قوانيننا فعلا مطابقة ومنسجمة مع الروح التحررية لدستور 2014.
وتساءلت في هذا الصدد .. مالاولى تمرير فلان أو علان أو رفض تمريرهما أو تركيز هذه المؤسسة الضرورية لدولة ديمقراطية؟ مشيرة الى أننا أمام نموذج صارخ لغلبة الحسابات السياسوية والشخصية الضيقة أمام ما تقتضيه مسؤولية سلطة تشريعية في مرحلة انتقالية وكيف أن غياب العقلانية هنا أو هناك يمكن أن تكون له انعكاسات كارثية.
وأضافت أن مرض رئيس الدولة قد يكون دفعا معنويا لانجاز ما عجز البرلمان عنه على امتداد ثلاث سنوات ولكن شريطة تجاوز كل الحسابات أما لو بقيت حليمة على عادتها القديمة ولو احتفظ كل الفرقاء بشيطان في حيبه فحينها لا خير يرجى من هذه التوافقات وسيسجل التاريخ أن أول برلمان منتخب بعد الثورة قد عجز عن ارساء كل الهيئات الدستورية حيث مازالت هناك فسحة من الزمن ان صدقت النوايا، وفق ما ورد بالصحيفة.
واعتبرت (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، أنه على رئيس الجمهورية التونسية، الباجي قائد السبسي، الذي أكسبه مرضه شرعية اضافية استمدها من حب الناس له أن يرد الجميل لهذا الشعب الذي شعر لوهلة بأنه قد يفقد قريبا عزيزا، ويتحمل مسؤولياته كاملة وأن ينجز ما أمكن انجازه من وعود انتخابية في ما تبقى له من مدة نيابية رغم قصرها من خلال فتح الملفات الخارقة التي لن يقدر غيره على فتحها انطلاقا من الكشف عن المسؤولين الحقيقيين عن مقتل الشهيدين البراهمي وبلعيد وعن حقيقة الجهاز السري وشبكات التسفير وتمويل الارهاب وغيرها من الملفات التي لن يكون للانتقال الديمقراطي معنى ما لم تكشف كل تفاصيلها الة جانب اطلاع الناس على حقيقة ما جرى في علاقة بوضعه الصحي.
وأضافت أنه قبل اشهر من الانتخابات من حق التونسيين أن يعرفوا الحقيقة وواجب رئيسهم أن يفتح الابواب المغلقة ويطرق باب الحقيقة حتى تتضح عملية الفرز وحتى يعلموا من كان معهم ومن كان ضدهم معتبرة أن أمام السبسي فرصة تاريخية ليحفظ التاريخ اسمه ويكتب عن اسهاماته في استقرار تونس وفي انجاح العملية الديمقراطية والمحافظة على مؤسسات الدولة واستمرارها، وفق تقدير الصحيفة.
وتطرقت، ذات الصحيفة، في مقال بصفحتها الخامسة الى التحسن الطفيف الذي شهده الدينار التونسي مؤخرا أمام العملات الاجنبية وخاصة اليورو والدولار وأوقف نسبيا نزيف انهياره الذي يتواصل منذ مدة طويلة ونقلت عن أستاذ الاقتصاد، عبد الجليل البدوي، قوله ان تحسن سر صرف الدينار التونسي جاء نتيجة لعوامل عرضية فقط وليس نتيجة لتحسن الاداء الاقتصادي بالنظر الى أنه حدث بعد تدفق عديد القروض والموارد المالية التي تحصلت عليها الدولة التونسية بالعملة الصعبة من الهياكل الدولية المقرضة بالاضافة الى تدفقات مالية من طرف التونسيين بالخارج ومن القطاع السياحي وغيرها من الموارد التي تدخل للبلاد في مثل هذه الفترة وترفع مستوى احتياطات البلاد من العملة الصعبة.
واعتبر، ذات المتحدث، أن تحقيق انتعاشة دائمة ومتواصلة للدينار التونسي أمام العملات الاخرى يتطلب قبل كل شئ جرأة سياسية واجراءات جدية وعميقة ومتزامنة معا بهدف احداث التغيير الجذري في الوضع الاقتصادي في تونس مشيرا الى أنها ستكون اجراءات مؤلمة بالنسبة لبارونات الفساد ومافيات التوريد العشوائي من خلال ايقاف نزيف استيراد قائمة طويلة من الكماليات التي لا تحتاجها البلاد وضرب القطاع الموازي واسترجاع الحقوق ممن خرب البلاد وعدم التسامح مع التهرب الجبائي علاوة على مراجعة المنوال التنموي الذي لفظ أنفاسه ولم يعد مستوعبا للسياسات المطلوبة، وفق ما جاء بالصحيفة.
ولاحظت جريدة (الصباح) في ورقة خاصة، أن صورة رئيس الدولة محاطا بكفاءات تونس الطبية في مستشفى عمومي جاءت لتكمل وتثمن حقيقة النجاحات الطبية في بلد لا يعول، ولا مخرج له، الا على طاقاته البشرية لكنها حملت في المقابل حقيقة أخرى مفادها أننا لا نحسن الاستثمار في النجاحات بقدر قدرتنا على الاستثمار في الفشل والازمات وفتحت الاعين على أننا أغفلنا طويلا التوظيف الجيد دعائيا للتسويق لصورة تونس الكفاءات و”المادة الشخمة” كما كان يقول الزعيم الحبيب بورقيبة.
وأضافت أن تلك الصورة الجميلة التي نزلت بردا وسلاما على جل التونسيين، حتى من كانوا أشد المعارضين والمنتقدين لرئيس الجمهورية وخياراته، ستظل منقوصة ولن نستطيع استثمارها ما لم نستوعب الدرس وينصب الجهد في كسب تحدي اجراء الانتخابات في موعدها واستكمال مسار الانتقال الديمقراطي معتبرة أن ذلك خير رد على كل المناوئين والمشككين والمتآمرين على هذا البلد الصغير في مساحته، الكبير باستثنائه وكفاءاته البشرية وبالاصرار رغم الصعوبات والتحديات وهي كبيرة وموجعة ما في ذلك شك، على تسويق صورة أخرى ممكنة وليست مستحيلة، حسب ما جاء بالصحيفة.