نفذ الاطباء بكافة المؤسسات الصحية بولاية قبلي والاطارات شبه الطبية والتقنيين والعملة بالمستشفى الجهوي، صباح اليوم الخميس، اضرابا جهويا حضوريا عن العمل يمتد طيلة 24 ساعة، وذلك للمطالبة بتحسين ظروف العمل وخاصة منها دعم الجهة بطب الاختصاص والممرضين والعملة علاوة على الارتقاء بالبنية التحتية للقطاع.
واوضح كاتب عام النقابة الاساسية للاطباء واطباء الاسنان والصيادلة صلاح الدين حمزة لمراسل (وات) بالجهة انهم وجدوا انفسهم مضطرين لخوض هذا الاضراب الجهوي بالاشتراك مع النقابة الاساسية لاعوان الصحة بعد تاجيله وتعليقه لمرات متعددة في ظل عدم ايفاء الطرف الوزاري بتعهداته لدعم القطاع الصحي بالجهة بالاطباء واطباء الاختصاص والاطارات شبه الطبية والعملة، فضلا عن العناية بالبناءات وتجهيزها.
واضاف المصدر ذاته ان المطالب المرفوعة خلال هذا الاضراب “مطالب قديمة متجددة” تهم القطاع الصحي بالجهة، وقد باتت معروفة لدى المواطن العادي قبل حتى المسؤولين عن القطاع انفسهم من قبيل النقص في طب الاختصاص وخاصة طب الاشعة والتوليد وامراض المعدة والمجاري البولية، وذلك بسبب تعويل الوزارة على طبيب واحد في كل اختصاص، حيث يقع يرتبك سير العمل وتزداد المشاكل عند مغادرته للمؤسسة الصحية تحت اي ظرف كان.
كما تتعلق المطالب المرفوعة، حسب ذات المصدر، بدعم الجهة بسيارات الاسعاف والسيارات الوظيفية خاصة وان اسطول السيارات المتوفرة حاليا تهرأ بسبب تعويل الجهة على اطباء الدعم الذين يتم جلبهم للجهة اكثر من مرة اسبوعيا من العاصمة او من ولايتي سوسة او صفاقس، علاوة على دعم الاطباء للمطالب المرفوعة من النقابة الوطنية، والمتعلقة اساسا برفض الامر 341 والمطالبة بزيادة خصوصية مجزية للاطباء وتنظير اطباء الاسنان والصيادلة.
من ناحيته، اكد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل علي بوبكر لمراسل (وات) بالجهة انه على اثر برقية الاضراب الصادرة عن الاتحاد يوم 22 جوان الفارط، دخل الاطباء واعوان الصحة والفنيين والعملة اليوم في اضراب حضوري “لا يمثل الحل النهائي”، وفق تقديره، واضاف ان الجهة “اكرهت عليه في ظل تنصل وزارة الاشراف والحكومة من تعهداتها التي من شانها الارتقاء بالقطاع الصحي”، واشار الى ان مصداقية التفاوض في ظل هذه الاوضاع “قد مست ولم تعد هناك ثقة في القائمين على وزارة الصحة او حتى في رئاسة الحكومة التي تراخت في حل اشكاليات القطاع الصحي بهذه الربوع “.
وحذر المصدر ذاته في كلمة توجه بها للحاضرين في هذا الاجتماع، الذي تم عقده بساحة المستشفى الجهوي من “الاسلوب الذي تنتهجه الوزارة والحكومة والقائم على الممطالة والتسويف والاستخفاف بالجهة” على حد تعبيره، واكد ان هذه التصرفات “ستزيد في تازم الوضع الراهن” خاصة وان القطاع الصحي قطاع حياتي وبات اليوم يكلف المواطن بولاية قبلي مصاريف طائلة في ظل اضطراره للتنقل لبعض الولايات المجاورة للحصول على ابسط الخدمات من قبيل الصور بالة المفراس او اجراء بعض التحاليل الطبية، وهو ما زاد في تعطيل عمل الاطباء وسرعة تدخلاتهم لمعالجة المرضى، علاوة عن النقص الفادح المسجل في الاطارات شبه الطبية بسبب تقاعد اكثر من 80 ممرضا او فنيا في السنوات الاخيرة لم تقم الوزارة بتعويضهم.
كما اكد الكاتب العام المساعد للفرع الجامعي للصحة وعضو الهيئة الادارية الوطنية للقطاع عبد الوهاب بن سالم لمراسل (وات) التحضير لعقد هيئة ادارية قطاعية قريبا ستقرر الخطوات التصعيدية المقبلة، واكد ان المجلس الجهوي للصحة الذي عقد يوم الاثنين الفارط بمقر وزارة الصحة “لم يقدم اية اضافة للقطاع بالجهة، بل قام فقط باعادة استنساخ عدد من المشاريع المعلنة للجهة منذ سنوات”.
واشار بن سالم الى فشل الجلسة الصلحية التي انتظمت مساء يوم السبت الماضي بمقر الولاية بحضور ممثل عن وزارة الاشراف بسبب المقترحات الهزيلة التي قدمها الطرف المفاوض، الامر الذي دفع بالاتحاد الجهوي للشغل للاعلان عن مقاطعته للمجلس الجهوي للصحة.
واضاف ان المطالب التي ترفعها الجهة تشمل الى جانب الدعم بالاطار البشري الطبي وشبه الطبي تفعيل عديد المشاريع المعطلة على غرار اتمام مشروع المستشفى الجهوي بدوز والمركز الوسيط بالبليدات، والمركز الوسيط بجمنة، مع بناء بعض الاقسام الجديدة التي تستغل منذ سنة 1989 وباتت غير قادرة على الزيادة الكبيرة في عدد المرضى، على غرار قسم الجراحة وقسم التوليد، مع معالجة النقص في المعدات ببعض الاقسام الحيوية كقسم المخبر، وتفعيل قرار احداث قسم للامراض السرطانية وتوفير الة لتصوير سرطانات الثدي، مع تجديد البنية التحتية لمراكز الصحة الاساسية وتحويل مدرسة الصحة بالجهة الى مدرسة عليا لعلوم التمريض.
يشار الى انه رغم تذمر بعض المرضى الذين قصدوا المستشفى الجهوي اليوم من اضراب الاطباء الا انهم اغلبهم عبر عن مساندته المطلقة للمطالب المرفوعة التي ستساعدهم مستقبلا في حال تنفيذها في الحصول على خدمات طبية محترمة تجنبهم عناء التنقل للولايات المجاورة على حد تعبيرهم.