حاولت وحظيت بشرف المحاولة، لكن لم ترض بغير المواصلة بلاخوف من ان ينكسر حلمها في رحلة الصعود، وبلا رهبة من ان تكون اعاقتها العقبة في طريق النجاح.
التلميذة رنيم السهيلي، من الحالات الخاصة بولاية منوبة، فهي تعاني اعاقة عضوية تمنعها من تحريك يديها ورجليها، اجتازت مناظرة الباكالوريا هذه السنة ونجحت في دورة التدارك بإرادة حديدية وعزيمة لا تلين لينحني لها الجميع إجلالا لتحدّيها وإصرارها على النجاح.
اجتهدت رنيم، التي عوضت شفتاها اصابعها لتكتب وترسم وتقوم بكافة واجباتها المدرسية، واستعادت ثقتها بنفسها بعد تجربة الرسوب في السنة الفارطة، فتحدت عقبات الشعور باليأس والاحباط وطفت امالها في اعالي الاحلام التي لا تعرف حدودا ولا يمكن لاية صعوبات ان تثنيها عن تحقيقها.
حصلت على معدل 10,26 في شعبة الاداب بالمعهد الثانوي ابن عرفة بالجديدة من ولاية منوبة، ورأت في نجاحها المتوسط، مسلكا نحو درب جديد من التحدي الذي ستخوضه بروحها القتالية دون أن تمل أو تصاب باليأس.
ستختار رنيم تخصص الصحافة او علم النفس وفي كلا التخصصين رسالة سامية ونبيلة تريد ان تؤديها لتنفع بها الناس وتوصل اصواتهم، وأسئلتهم، وهواجسهم، وأفكارهم .. ، مهن تراها مؤثرة لبث الأمل في النفوس ونشر الموجات الإيجابية بعيداً عن الاحباط واليأس، ولاثبات ان لاشيء يمنع من فعل المستحيل.
لم يكن من السهل على رنيم ان تواصل دراستها وان تتوج الدراسة الثانوية بشهادة الباكالوريا، وهي ترى ان سندها الكبير في رحلة المعاناة كانت والدتها التي لم تدخر جهدا ولا مالا لمساندتها وتحفيزها على المضي قدما في الحياة.
فرحة عارمة لا توصف اجتاحت قلب الام “سعيدة” التي حولت اعاقة ابنتها الى قصة ابداع فلم تستسلم للقضاء وعودتها شيئا فشيئا على استعمال شفتيها في حمل القلم للكتابة والرسم للقيام بواجباتها المدرسية دون عناء، وذلك منذ طفولتها، وعملت صحبة بقية افراد العائلة على جعل رنيم طفلة ناجحة ومتميزة نالت حب وسند زملائها واطارها التربوي، وانحنى الجميع تقديرا لتميزها.
رنيم لا تتمنى سوى ان تذلل الصعوبات التي قد تعترضها خاصة في مجال التنقل الى الجامعة في ظل عدم توفر وسائل نقل عمومي خاصة بحاملي الإعاقة، وان تحظى بسهولة النفاذ الى الفضاء الجامعي والقاعات خاصة امام عدم تأهيل المؤسسات الجامعية لأصحاب الإعاقات الحركية، هذا مع تمتيعها بالوقت الاضافي في اجراء الامتحانات خاصة انها تكتب بشفتيها فقط وتعاني بطئا في الكتابة.