ألقى عدد من التونسيين، صباح اليوم الجمعة، بقلوب حزينة، نظرة الوداع الاخيرة على الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، لدى خروج الموكب الذي يقل جثمانه من المستشفى العسكري بالعاصمة، وسط أجواء سادها الهدوء والسكينة والخشوع، ولم يقطعها إلا ترديد النشيد الوطني ورفع الراية الوطنية.
واصطف العاملون في المستشفى من أطباء وممرضين لتحية الموكب المهيب الذي ينقل جثمان الرئيس الراحل، ووقف المواطنون على جانبي الطريق المؤدية الى باب المستشفى، مرددين النشيد الوطني، وهاتفين بعبارات تدعو بالرحمة على روحه الطاهرة.
وحملت عربة اسعاف عسكرية موشحة بالراية الوطنية وباكليل من الزهور جثمان الرئيس الراحل، وسط اجراءات امنية مشددة، اذ انتشرت قوات الامن والجيش الوطنيين في محيط المستشفى وحلقت مروحية عسكرية في سماء المنطقة، وقامت بمرافقة الموكب إلى حين وصوله إلى القصر الرئاسي بقرطاج.
ورغم علامات الحزن والاسى البادية على الوجوه، فقد أكد المواطنون الذين حضروا لتوديع الرئيس الراحل ل(وات) أن “لحظات تخليد الرموز أجل وأبقى من فراق الأجساد”، معربين عن خالص الوفاء لهذا الرجل الذي كان جنديا من جنود الجمهورية، وداعين إلى وحدة الصف، والى العمل من أجل عزة تونس ومناعتها.
وفي هذا الصدد، افادت المواطنة عائشة بن محمد، أن حضورها موكب نقل جثمان الرئيس الراحل يعكس الاعتراف بقيمة الرجل ومكانته في قلوب جميع التونسيين، واصفة، فقدانه ب”الفاجعة الأليمة”.
من جانبه، حضر الشاب محمد علي الطرودي القادم من ولاية باجة مع أمه لأجل حضور جنازة الرئيس الراحل، وقد أكد على ضرورة أن يحظى الفقيد بجنازة تليق بمقامه، خصوصا وأنه كان على مدى فترة توليه الرئاسة حريصا على خدمة جميع المواطنين.
من جانبها، اكدت منيرة الطويهري، عاملة بالمستشفى العسكري، أن وقوف جميع الاطارات العاملة بالمستشفى من أجل توديع موكب نقل الرئيس الراحل يعكس مكانة الرجل في قلوبهم، مبينة، أن مشاعر الحزن والاسى كانت العنوان الأبرز لتفاعل العاملين بالمستشفى مع فراق الباجي قائد السبسي.
وقد تابعت هذا الحدث مختلف وسائل الاعلام الوطنية، إضافة إلى مراسلي العديد من وسائل الاعلام الاجنبية.
جدير بالتذكير الى أن موكب الرئيس الراحل قد وصل إلى قصر قرطاج إثر خروجه من المستشفى، وسيتم تنظيم جنازة وطنية كبرى يؤمنها الجيش الوطني يوم غد السبت، لتوديع الرئيس الراحل، يحضرها عدد من رؤساء الدول، ووفود أجنبية حسب ما اعلن عنه رئيس الحكومة يوسف الشاهد في تصريح اعلامي.
وقد غيب الموت، صباح أمس الخميس، الرئيس الباجي قايد السبسي، عن سن تناهز 93 عاما بعد أزمة صحية. ويؤمن مهام رئيس الجمهوري حاليا، رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، بعد ان ادى اليمين الدستورية امس بالبرلمان إلى حين إجراء انتخابات رئاسية في أجل أدناه 45 يوما وأقصاه 90 يوما، وفق ما تنص عليه الفصول 84 و85 و86 من الدستور التونسي.