“العهدة النيابية على وشك نهاية غير مأسوف عليها … في هدم المبنى والمعنى” و”تشتت الاصوات … والخوف من برلمان مشلول” و”أكمل بمماته ما بدأه في حياته … الباجي يرد الاعتبار الى بورقيبة” و”الانتخابات الرئاسية … موسم الهجرة الى قرطاج”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة، اليوم الخميس.
تطرقت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، الى اختتام أعمال مجلس نواب الشعب للعهدة النيابية التي امتدت على خمس سنوات منذ موفى 2014 الى غاية أمس الاربعاء، حيث يعتبر المجلس منذ اليوم غرة أوت منحلا لكنه يبقى في حالة انعقاد تحسبا لكل طارئ الى حين تسليم العهدة الى النواب الذين سيقع انتخابهم يوم السادس أكتوبر القادم مؤكدة أن الفترة الانتخابية التي قضوها في رحاب قبة باردو لا يمكن الحكم عليها الآن بالدقة المطلوبة خاصة وأن الاجواء السياسية في الاشهر الاخيرة كانت مشحونة ومتغيرة الى درجة يصعب معها تحديد حجم الخطا من الصواب بدقة ونوع العمل المشروع من المزايدة السياسية ونوعية الدعاية الانتخابية من الالتزامات السياسية الحقيقية.
واعتبرت أن الصورة الحقيقية للنواب ولمجلسهم خلال خمس سنوات لم تكن في المستوى الذي كان منتظرا من “نخبة التشريع” التي من المفترض أن تكون في المستوى الارفع الذي يضعها فيه الشعب التونسي الذي يختزن في ذاكرته صورة رمزية غاية في الوقار والرفعة، صورة القبة البرلمانية بباردو وهي تحتضن أول الاجتماعات لمجلس الامة يترأسه، جلولي فارس، ويخطب فيه الحبيب بورقيبة يوم الخامس والعشرين من جويلية 1957 من التاسعة صباحا الى الخامسة مساء ثم يخرج الزعماء ممثلو الامة ساعتها كانوا زعماء بنظر الشعب التونسي والعالم ويتوجهون في رتل من السيارات الى قصر قرطاج ويزيحون الباي ويجبرون العائلة الحسينية على التنحي ويعلنون الجمهورية في مشهد مهيب أبقى صورة نواب الشعب كبيرة وعظيمة في المخيال الجمعي لابناء الشعب التونسي وأبقى تلك الرمزية الكبيرة للقبة التي احتضنت بداية التاريخ الحديث بالنسبة الى تونس الوليدة التي كانت ترسم خطواتها بتؤدة لكن بثقة تستمدها من التفاف الشعب حول نوابه حول زعمائه.
وخلصت الصحيفة، الى أن ما يمكن استنتاجه باختصار أن العهدة الحالية قد هشمت صورة الوقار الذي كان يلف مجلس الامة وحطمت أسطورة النظام البرلماني التي بشر بها المغرمون بقلب الانظمة السياسية وابتكار الموضة في الحكم كما أنها عهدة ستبقى عالقة بالاذهان مرتبطة بالفوضى العارمة والفشل الذريع وخاصة بجريمة خرق الدستور من قبل واضعيه في ما يتعلق بعدم تنصيب المحكمة الدستورية طيلة خمس سنوات.
وفي سياق متصل، أشارت (الشروق) في ورقة خاصة، الى أن كثافة القائمات الانتخابية ستترتب عنها حالة من تشتت الاصوات وقد لا يحصل أي حزب أو ائتلاف على الكتلة التي تؤهله لتشكيل الحكومة لنجد مجلس النواب من الفتات وبالتالي ستعيش تونس حالة من الانسداد السياسي قد يترتب عنها حل مجلس نواب الشعب واعادة الانتخابات خلال أشهر قليلة مبينة أن ما تعيشه تونس اليوم من تشتت للقائمات الانتخابية بنسبة تتجاوز حجم القاعدة الانتخابية هو في الحقيقة أقرب الى الفوضى التي تؤكد أن الديمقراطية لا يمكن أن تكون مجرد شعارات أو مجرد وصفة جاهزة من الخارج أو املاءات فالمواطنة هي الشرط الاول للمشاركة في الشأن العام وهذا مالا زالت تفتقر له تونس التي تعيش حالة ديمقراطية استثنائية تحتاج الى الكثير من المراجعة في مستوى النظام الانتخابي ومقاييس الترشح للانتخابات بعيدا عن تصفية الحسابات السياسية مثلما أراد أن يفعل الائتلاف الحاكم.
واعتبرت أن مراجعة النظام الانتخابي أصبحت أكثر من ضرورية حتى لا تتشتت الاصوات وتصبح الديمقراطية سببا في انتاج برلمان كسيح ومشلول، وفق ما ورد بالصحيفة.
وأفادت، ذات الصحيفة، في مقال آخر أن، الباجي قائد السبسي، ساهم بجدية في الثأر للزعيم، الحبيب بورقيبة، واعادته الى الفلك الذي يرضي البورقيبيين وتحمل في ذلك تهجمات أعداء البورقيبية لكنه لم يكتف بهذا بل ساعد على تكريمه حتى بعد أن لحق به مشيرة الى أن “شارع الحبيب بورقيبة” وتمثال الحبيب بورقيبة” عبارتان ترددتا في مناسبات عديدة خلال جنازة الباجي الوطنية وكانتا فرصة استحضر فيها كل من تابع الجنازة مآثر بورقيبة حيث أن المرور بالمعلمين عفويا لا سيما أن تحاشيهما كان ممكنا فالغالب على الظن أن يكون الباجي قد قصد تكريم بورقيبة عند ضبطه كل التفاصيل مع أسرته ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي عندما تأكد من دنو أجله.
وأبرزت أن صورة بورقيبة وروحه وذكراه كانت جميعها حاضرة في وفاة الباجي وجنازته وان لم يقصدها فقد أتيحت الفرصة للحديث عن انتماء قايد السبسي وجنازته وان لم يقصدها فقد أتيحت الفرصة للحديث عن انتماء السبسي الى النظام البورقيبي والمدرسة البورقيبية والفكر البورقيبي والمدرسة البروقيبية ومفهوم الدولة لدى بورقيبة والوفاء لتونس على الطريقة البورقيبية مضيفة أن الباجي الذي تقمص روح بورقيبة سنة 2012 في المنستير وتشبه به شكلا ومضمونا بدا للبعض نسخة حديثة ومعاصرة من بورقيبة تستهوي البورقيبيين لذلك استحضروا زعيمهم في حكم الباجي وبكوه عندما مات الباجي وتابعوا جنازة بورقيبة بعد 19 سنة من رحيله.
واهتمت (المغرب) في مقالها الافتتاحي بالانتخابات الرئاسية القادمة معتبرة أنها تكتسي أهمية بالغة تتجاوز بكثير حجم وأهمية المنصب والصلاحيات المرتبطة به دستوريا فلن نكون فقط أمام القائد الاعلى للقوات المسلحة ومهندس الديبلوماسية التونسية بل وكذلك أمام من سيعيد تشكيل الخارطة السياسية حوله بشكل كبير حتى وان كان الفائز في الاستحقاق من المستقلين وقد يتوفر لساكن قرطاج الجديد من هامش لعبة سياسية ما لم يتوفر لسلفه الراحل المغفور له الباجي قايد السبسي رغم الدهاء السياسي لهذا الاخير ورغم أن انتصاره قد تزامن مع انتصار حزبه في التشريعية ولكن رأينا جميعا أن تحكمه في اللعبة السياسية ضعف كثيرا عندما فقد أغلبيته النيابية.
ورجحت أن وضع الرئيس القادم سيكون مختلفا لا لنقص في حيلة سلفه بل لتغير الظروف وخاصة لتقدم الدور الاول للرئاسية على التشريعية بثلاثة أسابيع كاملة مما سيعطي للمؤهلين الى الدور الثاني وخاصة صاحب الحظ الاوفر فيها امكانية كبرى لتوجيه تصويت الناخبين للبرلمان الجديد مشيرة الى أن الوضع هو الذي سيدفع بكل الزعامات السياسية الى محاولة التواجد الجدي في منافسة الدور الاول لأن من لم يتقدم له سيحرم حزبه من الحضور السياسي على امتداد الشهر ونصف الشهر الذي يفصلنا عن موعد 15 سبتمبر (الدور الاول للرئاسية) ولان كل الاهتمامات على امتداد شهر أوت والنصف الاول لشهر سبتمبر ستكون مركزة أساسا على هذا السياق بما سيقلص حتما حضور التشريعية في النقاش العام وفي اهتمام المواطنين بها.
وأوضحت أنه من هنا تتضح خطورة الرهان لجل الاحزاب المتنافسة والتي تريد أن تلعب دورا هاما في البرلمان الجديد فكلها أضحت مضطرة للتواجد بشكل أو بآخر في السباق الرئاسي وجلها ستخسر كثيرا من منافسة لن تبتسم الا لشخصيتين على الاقصى ليوم 15 سبتمبر ستؤثر بعمق على نتائج الاحزاب في 6 أكتوبر فالفائز في 15 سبتمبر سيرفع حتما من حظوظ حزبه أما المنهزم فقد ينهار معه حزبه الى حد التلاشي أحيانا، وفق تقدير الصحيفة.