“منعرج خطير في الحملة الانتخابية … نشر الغسيل يسئ للدولة” و”في فن التشويه والتمويه والكذب” و”حملة الانتخابات الرئاسية … المناظرات والاجتماعات الشعبية ورقة الانتقال الى السرعة الثانية” و”تصريحات الرياحي … حقائق تنتظر التأكيد أم تصفية حسابات سياسية؟” و”حملة الفضائح والملفات … ونتائج يكتنفها الغموض … انتخابات مفتوحة على كل المفاجآت…”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
لاحظت جريدة (الصحافة) في اقتتاحية عددها اليوم، أن من يتجول هذه الايام في ربوع الجمهورية التونسية شمالا وجنوبا وفي الوسط والساحل يدرك دون بالغ عناء أن الحملة الانتخابية تكاد تكون هزيلة ومازالت حتى اللحظة بعض المعلقات غير مكتملة كما أن الحضور الميداني للمرشحين محدود وموجه اذ فضل جلهم الانطلاق في حملاتهم من أماكن مخصوصة لدواعي ذاتية كأن ينطلق من مسقط رأسه أو من الحي الذي عمل فيه أو من مكان يفترض أنه يحتضن العدد الاكبر من مريديه معتبرة أن ذلك يفضح عقلية الانحياز في التعاطي مع المناطق التونسية وهي المعضلة المركزية التي عانت منها البلاد طوال ما يربو عن نصف قرن.
وأضافت أن هناك من المترشحين من تراخى حتى على مستوى تقديم برنامجه أو تعليق الملصقات وهذا يعكس غياب الجدية والحرص على انجاح الاستحقاق الانتخابي كما أن البرامج الانتخابية التي تقدم بشكل نمطي وممل تطغى عليها الطوباوية والمثالية ومجمل لبرامج لا تتصل حقيقة بجوهر صلاحيات الرئيس مضيفة أنه من الناحية الجمالية فان الحملة الانتخابية ومن خلال متابعتها من ناحية سيميولوجية واتصالية تفتقر الى الجمالية وهو ما يعكس حالة التعفن والقبح التي يتميز بها المشهد السياسي خصوصا والمشهد التونسي عموما بكل تمظهراته.
وخلصت الى أن أغلبية المترشحين قد اختصت مع انطلاق الحملة الانتخابية في بيع الاكاذيب والاوهام ومراودة الشعب عبر أساليب في مجملها شعبوية وخالية من الرصانة والعقلية لا تخدم قطعا لا تونس ولا التونسيين، وفق تقدير الصحيفة.
وفي سياق متصل، أشارت (المغرب) في ورقة خاصة، الى أنه بات جليا أن الحملة الانتخابية ستشهد نقلة خلال اليومين القادمين اذ سينتقل المتنافسون الى سرعتهم القصوى تدريجيا مستغلين ورقتين أساسيتين المناظرات التلفزية وعطلة نهاية الاسبوع اللتين ستمكنانهم من القدرة على عقد اجتماعات شعبية، ورقتان يأمل كل متنافس أن تحققا المنشود مبرزة أنه رغم مرور أربعة أيام على انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية المبكرة الا أن نسقها لم يشهد بعد أي تسارع لوتيرته اذ ظل كما هو نشاطات ميدانية ولقاءات مباشرة مع الناخبين في مختلف الجهات دون أي حدث كبير قد يوحي بأن صاحبه له حظوظ هامة في المرور الى الدور القادم.
وبينت أنها حملة حافظت على نسق بطئ في أيامها الاولى ولكن بات جليا وفق برامج المترشحين انها ستسرع في نسقها بداية من اليوم حيث أعلنت فرق الحملات الانتخابية لعدد من المترشحين عن برنامج مرشحيها ليوم الجمعة الذي يتضمن اقامة اجتماعات شعبية في الجهات مضيفة أنها اجتماعات ستتواصل خلال الايام القادمة بل انها قد تشهد تصاعدا لوتيرتها وتبارى المترشحين في من يعقد اجتماعات جماهيرية ذات شأن لهذا فقد انكبت فرقهم الانتخابية على تهيئة المناخات لضمان نجاح هذه الاجتماعات التي سيجيش لها أنصار الحزب وقواعده لضمان حسن سيرها وكثافة الحاضرين فيها.
وأضافت أن تجييش الانصار وتعبئتهم لتأثيث الاجتماعات الشعبية القادمة لا يبدو أنه آلية مرور المترشح الى سرعته الثانية فقط اذ أن الالية الاثقل وفق جل فرق المترشحين تتممثل في المناظرات السياسية التي ستبث على القنوات التونسية انطلاقا من غد السبت مبينة أن هذه المناظرات التي أعلن عن رزنامتها وعن ما أسفرت عنه القرعة وترتيب مشاركة المترشحين وضوابطها والشروط والتوقيت ومحاور المناظرات ستكون بالاساس القاطرة التي ستنقل حملة الانتخابات الرئاسية الى نسق اخر، حسب ما ورد بالصحيفة.
وأفادت جريدة (الشروق) في ورقة خاصة، أن الانتخابات الرئاسية السابقة لاوانها لسنة 2019 ستدخل التاريخ من الباب الكبير نظرا لما أحاط بها من اثارة خلال الحملة الانتخابية وما يكتنفها من غموض حول نتائجها المنتظرة مضيفة أن ما جعل هذه الانتخابات الرئاسية مثيرة ومفتوحة على كل المفاجات هو أنه منذ الايام الاولى للحملة الانتخابية بدأت تظهر بوادر حروب شرسة بين عدد من المترشحين توزعت بين حرب التصريحات والحرب “الفايسبوكية” وذلك لكشف حقائق مثيرة أو ملفات تدين وتشوه منافسيهم وتضعهم في موضع احراج أمام الرأي العام أو ادانة أمام القضاء.
وأشارت في هذا الصدد، الى أن من العوامل التي جعلت هذه الانتخابات الرئاسية استثنائية ومثيرة هو الغموض الذي يكتنف ما ستفرزه من نتائج مبينة أن المراقبين والمختصين يتحدثون عن شبه تساو في حظوظ أغلب المترشحين أو على الاقل بالنسبة ل10 منهم أسماؤهم بارزة في المشهد السياسي وفي عمليات سبر الاراء وهو ما يجعل النتائج التي سيقع الاعلان عنها بعد يوم 15 سبتمبر مفتوحة على كل المفاجات بما في ذلك مفاجأة صعود أحد المستقلين أو صعود مترشح من داخل السجن أو اخر من المنفى.
وأكدت جريدة (الصباح) في مقال لها، أن الحوار التلفزي للمترشح للانتخابات الرئاسية سليم الرياحي تجاوز مسالة استعراض البرنامج الانتخابي للرياحي ومواقفه من بعض القضايا الوطنية الخارقة أو العالقة الى الحديث في قضايا خطيرة بتفاصيل مثيرة على لسان الرياحي أثارت موجة عارمة من الجدل والشكوك سواء في الاوساط السياسية أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت، أن تصريحاته اثارت موجة من التهكم والسخرية اللاذعة وتحولت عبارة “مريقل” وهي المفردة التي استعملها، سليم الرياحي، ناسبا اياها ال المترشح للرئاسة ورئيس الحكومة يوسف الشاهد الى “هاشتاغ ” على صفحات وحسابات عدد من رواد هذه المواقع.
وأشارت، في سياق متصل، الى أن هذه التفاصيل التي أسهب الرياحي في سردها “صدمت” البعض وأقلقت البعض الاخر وأثارت الهواجس والمخاوف بشأن ما حدث وما يحدث في كواليس الحكم والسلطة في البلاد.
كما وصف أنصار الرياحي حواره بالحقيقي لتضمنه معطيات وأسماء وازنة على الساحة السياسية من وزراء ورجال أعمال وأمناء عامين لاحزاب ليكون الجميع في مرمى هذه التصريحات النارية مبينة أن الهجوم اللاذع لسليم الرياحي على يوسف الشاهد كان من أكثر ما يلفت الانتباه في هذا الحوار.
وأشارت الصحيفة الى أنه تعذر عليها الاتصال بالمترشح يوسف الشاهد أو مدير حملته سليم العزابي، للاستفسار عن موقفهما من هذه التهم.