“ساعة الحسم” و”الكل سيكون خاسرا … التشتت يهدد نتائج الرئاسية” و”قبل 48 ساعة من التصويت … مفاوضات في الكواليس للانسحاب أو عودة تكتيك البحث عن العصفولار النادر” و”وسط غموض المشهد وتشابه المترشحين … في البحث عن الرئيس الممكن”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
أشارت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الى أن هناك عديد الامكانيات المتاحة لتغيير المشهد السياسي شريطة أن يدرك الفاعلون السياسيون واجباتهم ويقرر “زعماء الاحزاب” تغيير قواعد اللعبة وتحمل مسؤولياتهم التاريخية فاما أن نغادر الحياة السياسية من “الباب الكبير” تاركين وراءنا ما به سندخل التاريخ أو نغادرها من “الباب الكبير” فنلفظ من التاريخ الكبير تاريخ العظماء اللذين فهموا السياق ومتطلباته معتبرة أن الحل للخروج من هذا الوضع الفوضوي هو ممارسة التفاوض والتنازل اذ لا عيب في أن يفسح “الكبير” المجال “للصغير” ليشارك من موقع مختلف وبتصور جديد في بناء المستقبل ولا عيب في أن يتنازل الاقل خبرة ومعرفة بخبايا الامور السياسية لمن حنكته التجارب فالوضع لا يتحمل اللعب والتطفل والتدرب ولا ضير في أن يتنازل من هو غير قادر على مواجهة المصاعب والازمات لمن هو أكثر دراية بالمشهد.
ورأت في هذا السياق، أن الاختبار الحقيقي هو مدى قدرة القيادات المعروفة على اختيار كيفية الحسم في مسار الانتخابات وتحديد التموقع الجديد حيث أن من دلالات الحسم القطع والابعاد والانتهاء وكلها أفعال تخلف الالم والمرارة متسائلة أليس في تونس ما يستحق أن تضحي من أجله؟، وفق ما ورد بالصحيفة.
ولاحظت (الصحافة) في ورقة خاصة، أن معظم التونسيين مازالوا في حيرة من أمرهم يبحثون عن اختيار موفق لرجل المرحلة القادمة حيث غلب التساؤل والبحث المتواصل عن الشخصية التي ستفوز بثقة أغلبية الشعب وذلك من خلال المتابعة اليومية لكل البرامج السياسية التي يظهر فيها المترشحون ومتابعة أخبار وتحركات المعنيين بالسباق الرئاسي مشيرة الى أن التونسيين سيجدون أنفسهم بعد سويعات قليلة أمام حتمية الاختبار ومازال الضياع سيد الموقف والتساؤلات حول من سننتخب؟ ومن سينقذنا؟ ومن سيحمي العباد وينمي البلاد؟.
وبينت أن فكرة ثقة المواطن في الدولة تتمثل في تطبيق القانون وبشكل عادل وليس بشكل سياسي، اذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد واذا سرق القوي تركوه مبرزة أن ثقة الدولة في المواطن تتمثل في أن لا يؤثر رأي أو اتجاه سياسي على أمنه الشخصي والاقتصادي وفي احترام الناخب وصوته الانتخابي وليس المتاجرة به سياسيا ليضفي شرعية على عملية انتخابية وبعدها يذهب الناخب الى الجحيم.
وأضافت أن طريق بناء الثقة بين المواطن والحكومة محددة وواضحة وعلى الطبقة السياسية وخاصة الذين يلهثون وراء كرسي قرطاج أن يتخذوا الاتجاه الصحيح حتى يكون الرهان في قدرتها على الاستمرار فيه وصولا الى امتلاك صلاحياتها الدستورية كاملة لاصلاح هيكل العلاقة بين الدولة والمواطنين التي تضررت كثيرا في السنوات الاخيرة مشيرة الى أن التونسيين اليوم يبحثون عن منقذ لهم يقطع مع أزمة الثقة التي سيطرت على الوضع العام للبلاد منذ سنوات ويفتح لهم أبواب الامل من جديد بعيدا عن الوعود الكاذبة والمتاجرة بأصواتهم لبلوغ كرسي الرئاسة ثم تخلف كل الوعود كالتي سبقتها، حسب ما جاء بالصحيفة.
وأفادت جريدة (الصباح) في مقال بصفحتها الثالثة، أن الساعات الاخيرة من الحملة الانتخابة شهدت عودة التنافس بين المترشحين بعد أن تسارعت وتيرة الحديث عن مفاوضات خلف الكواليس وتنازلات محتملة لهذا المترشح أو ذاك في اشارة واضحة الى أن الحملات الانتخابية جميعها لم تسجل التقدم والاستقطاب المرجوين لاستفتاء شروط الفوز مبينة أن احتمالات التنازل التي ظهرت باحتشام في الايام الاولى من الحملة تعود ولو بنسق تصاعدي.
وأشارت الى أن المشرفين على الحملات الانتخابية سعوا لفتح الطريق أمام مرشحيهم تجنبا للاختناق المروري الى القصر الرئاسي في ظل التنافس غير المفهوم أحيانا بين المنتمين لذات الانتماءات السياسية والايديولوجية كما هو الحال بالنسبة لمرشح حزب البديل، مهدي جمعة، الذي يتنافس جهويا وسياسيا مع المترشح عبد الكريم الزبيدي مضيفة أنه تنافس دفع بعضهم للدخول على الخط على أمل تعبيد الطريق أمام المترشح الاوفر حظا للوصول الى قرطاج.
وبينت، في سياق متصل، أن ازدحام الطريق تعيشه الضفة الاخرى من المترشحين أو ما يعرف بقوى الثورة حيث يعد المترشح عبد الفتاح مورو عن حركة النهضة أهم العناوين فيها بالاضافة الى شخصيات وازنة داخل هذه الجهة وقد تشكل تهديدا حقيقيا لمرشح الحركة كما هو حال منصف المرزوقي وحمادي الجبالي وأساسا قيس سعيد وبدرجة أقل المترشح الشاب عن ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف والذي أكد أن الانسحاب لفائدة المرزوقي أمر محتمل جدا منذ بداية الحملة الا أنه يواصل حملته.
وفي، سياق متصل، أوضحت جريدة (الشروق) في ورقة خاصة، أن مخاطر جمة تهدد العائلات السياسية أهمها تشتت الاصوات بين أبنائها المترشحين بما يمنع أحدهم من العبور الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية مشيرة الى أن هذه المخاطر تتعلق بالمرشح أولا والحزب ثانيا والعائلة الحزبية بصفة أوسع وهي تهم العائلة الوسطية واليسار الايديولوجي الكلاسيكي واليسار الاجتماعي الديمقراطي بالاضافة الى حزب النهضة.
وأكدت أن الخطير هو أن تشتت الاصوات يعني عدم حصول أحد المترشحين على كل الاصوات مما يضعف حظوظه في الفوز مبينة أن الاخطر أيضا هو امكانية تأثير الانتخابات الرئاسية في التشريعية ذلك أن من يفشل في الرئاسية يؤثر بالضرورة في حظوظ حزبه وعائلته الموسعة تشريعيا كما أضافت أن المتضرر الاول قد يكون حركة النهضة فلاول مرة قد لا تتوجه اصوات أبنائها الى مرشح واحد حيث يمكن أن يفقد مرشحها الرسمي مورو العديد من الاصوات لفائدة الجبالي أو المرزوقي أو مخلوف أو سعيد.
كما أشارت في المقابل الى أن أطرافا أخرى ستستفيد من التشتت بلغة المنطق وستتحقق الاستفادة لمن لا يملك قاعدة انتخابية خاصة مثل أغلب المترشحين المستقلين وغير المدعومين من بعض الاحزاب مثل سعيد والمرايحي ومخلوف لكن الاستفادة الاكبر قد تكون لنبيل القروي الذي لا يعول على أصوات العائلة الوسطية بل انه يستهدف الفئات الفقيرة والمهمشة التي لا ينازعه عليها أي مترشح آخرن وفق ما جاء بالصحيفة.