“قيس سعيد ونبيل القروي … الى الدور الثاني” و”… فاز الشعب” و”سخرية طرائف دعوات للمشاركة في الاقتراع … السوشيال ميديا على ايقاع الانتخابات” و”انطلقت حملتها نهاية الاسبوع .. أي تداعيات لنتائج الدور الاول للرئاسية السابقة لاوانها على الانتخابات التشريعية؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاثنين.
أشارت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، الى أنه خلافا لكل التوقعات والتحالفات صعد الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية كل من الاستاذ، قيس سعيد، في المرتبة الاولى يليه، نبيل القروين معتبرة أن النتيجة مثلت زلزالا سياسيا حقيقيا ليس لانها فاجأت الجميع فقط بل لان الفائز الاول مرشح مستقل لا حزب له وهو كما يعلم الجميع دخل السباق دون امكانيات مادية ولا لوجستية حيث خاض الانتخابات بعيدا عن الماكينات الاعلامية والحزبية والمالية.
وأضافت أن النتيجة تعتبر زلزالا لان الفائز الثاني موقوف في السجن ومنع من الاتصال بالناخبين بشكل كلي وحتى ان كان حاضرا عبر قناته التلفزية الا أنه لم يحظ بنفس الفرصة التي أتيحت لباقي المترشحين مشيرة الى أن ما حصل يوم أمس يطرح الكثير من الاسئلة وأكبرها هو الوضع المستقبلي لنبيل القروي فهل سيطلق سراحه من أجل مواصلة الدور الثاني أم لا؟ وان فاز فهل سيمارس صلاحياته كرئيس للجمهورية أم لا؟.
كما بينت، في هذا الصدد، أن هذه النتيجة تمثل ضربة مباشرة لدور النخب السياسية في البلاد وكأنها لم يعد لها تأثير فعلي على الجسم الانتخابي وأطروحاتها وخطاباتها أصبحت مرفوضة من المواطنين الى جانب أنها اسقطت بالضربة القاضية العائلة الوسطية التي حكمت تونس منذ الاستقلال وهي زلزال أيضا لانها تفتح الابواب مجددا أمام كل الاحتمالات في الاستحقاق الانتخابي التشريعي لما سيكون لها من تأثير مباشر عليها وعلى المزاج الانتخابي العام، وفق ما ورد بالصحيفة.
وفي سياق متصل ، اعتبرت ذات الصحيفة، في ورقة أخرى، أنه لم يهزم العائلة الوسطية غير تشتتها حيث أصرت على بقائه على الرغم من كل التنبيهات والمحاذير وذلك بسبب النرجسية المفرطة والانانية وتعاظم الزعاماتية في كل قياداتهم التي لم تكتف برفض كل طرح نحو التجميع فحسب بل اتجهت في العديد من المحطات الى الصراع بين مكوناتها بما حقق الاستفادة الى خصومها من جهة والى التيار المضاد للسلطة من جهة أخرى مضيفة أن هذا الصراع المحتدم داخل مكونات العائلة الوسطية يضاف اليه تقدمها بترشحات متعددة في الانتخابات الرئاسية شكل انطباعا لدى عموم الناخبين بأن معركتهم لم تعد موجهة نحو بناء الدولة بل هي حرب تموقعات من أجل الكراسي والمناصب ليكون بذلك الخيار الاقرب لعموم الناخبين وهو مناصرة التيارات المضادة للسلطة ومن خارج المنظومة التقليدية لا سيما أنها محملة بخطاب سياسي يغازل الوجدان ويقصف في العمق السرديات القديمة التي بنيت العائلة الوسطية عليها طروحاتها الفكرية والسياسية.
أما جريدة (البيان) الاسبوعية فقد أفادت في مقال لها، أن الحملة الانتخابية التشريعية ستعرف ارتفاعا في نسقها بداية من، اليوم الاثنين، بعد أن تم التعرف على مرشحي الدور الثاني للرئاسية وهذا يمس الداعمين للفائزين في الدورالاول وكذلك أغلب المشاركين في السباق الرئاسي مضيفة أنه بالنسبة لانصار وداعمي من تمكنا من المرور للدور الثاني سيكون ذلك الفوز خير حافز لهم لمزيد التعبئة والتحفيز على مساندة مرشحيهم للبرلمان وهو نفس ما ينطبق على عدد غير قليل من اللذين شاركوا في الدور الاول للرئاسية المسبقة ذلك أن أغلبهم يعلم أن حظوظهم في الذهاب بعيدا باتجاه قصر قرطاج محدودة ان لم نقل معدومة مقارنة بغيره.
وأشارت في، سياق متصل، الى أنه في المقابل ستكون لنتائج الدور الاول للرئاسية تداعيات على ما كانت آمالهم متعلقة بالمرور للدور الثاني وقد تحبط عزائم من ساندوا مشاركة بعض المترشحين كما ان ذلك قد يجعلهم يراجعون حساباتهم الانتخابية ويعملون على تدارك تلك “الخيبة” في الانتخابات التشريعية المنتظرة يوم 6 اكتوبر القادم.
كما بينت أنه بعد التعرف على المتنافسين في الدور الثاني للرئاسية المسبقة لاوانها فان الجميع أصبح أمام خيارات محددة لم يعد الظرف والمعطيات تحتمل التردد اوالقراءات الخاطئة لان هامش الخطا لا يجب أن يكون كبيرا حتى لا يجد أصحابه أنفسهم خارج المعادلة السياسية بعد أن فقدوا “موقع الرئاسة” أي أن ضمان تموقع جيد داخل البرلمان القادم يمثل خير معوض لهم ويجنب البقاء خارج دائرة الفاعلين في المشهد العام على مدى السنوات الخمس القادمة.
واعتبرت، الصحيفة ذاتها، أن أطرافا أخرى ستجد نفسها في وضعية صعبة بعد أن راهنت بكامل بيضها الانتخابي على الرئاسية لذلك ستكون مجبرة على نسج تحالفات للتشريعية حتى تعوض خسارتها تلك وتبعد عنها شبح الخروج من الباب الصغير بعد أن رسمت الكثير من الوعود والتمنيات بالاخذ من كل تموقع سياسي بطرف حتى ضمن تحالفات معلنة وأخرى مخفية.
وتطرقت (الصباح الاسبوعي) من جهتها، الى ايقاع الانتخابات الرئاسية في “السوشيال ميديا” حيث كانت على مر الاسابيع الماضية محط اهتمام مستخدمي مواقع الميديا الاجتماعية مشيرة الى أن “تدوينات وتويتات” بالالاف تدعو الناخبين الى الخروج الى مراكز الاقتراع خاصة بعد نسب المشاركة الضعيفة في الساعات الاولى من يوم أمس بالتوازي مع نشر تعليقات ساخرة وناقدة للوضع الاقتصادي والمشهد السياسي كما لم تغب كالعادة صور الناخبين بعد الاقتراع والحبر يغطي سبابتهم اليسرى.
واشارت الى أن تونس تنتخب كانت حاضرة على تويتر للتغريد حول كل ما يتعلق بالانتخابات حيث تداول مستخدمو شبكة التدوين المصغر عديد التوتيات المرتبطة بالانتخابات منها دعوات للتصويت أو مشاركة تجارب التوجه الى مكاتب الاقتراع أو تداول الاخبار يوم الانتخابات أو حتى الترويج للمترشحين المفضلين لديهم.
وأضافت أن هذه الانتخابات لم تخل كغيرها من المحطات الانتخابية الاخرى من مشاركة أكثر من عروس بالفستان الابيض مما حظي أيضا باعجاب بعض المستخدمين.