“النتائج الاولية للانتخابات الرئاسية المبكرة … اي تداعيات على التشريعية؟” و”اجتازت امتحان القائمات التشريعية” و”نبيل القروي … حكاية توبة … قيس سعيد انا ضد السيستام” و”شتت العائلات السياسية … مرض الزعامة أنهك الاحزاب”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
أثارت جريدة (المغرب) في مقال بصفحتها الرابعة، استفهاما جوهريا حول تداعيات النتائج الاولية للانتخابات الرئاسية المبكرة على التشريعية مبرزة أن هذه النتائج تمهد نسبيا لاعادة صياغة مشهد برلماني وحزبي جديد سواء بتأكيد النزعة العقابية ومواصلة خيار تجنب الاحزاب التقليدية أو ما يمثل “المنظومة” والتوجه الى من يقدمون أنفسهم كخصوم لها أو من خارجها، أم أن المزاج قد يتغير مرة أخرى وتنتهي النزعة العقابية.
وأضافت أن المشهد مركب بشكل غير مسبوق ولا توجد معطيات متوفرة حاليا تسمح بالذهاب بعيدا في تحليله وفهمه فقط بعض المؤشرات الاولية التي تتعلق بالمرشحين للرئاسية وبحظوظ أحزابهم في التشريعية على ضوء النتائج التي حققوها ليبرز في هذا الصدد بالاساس اسم حركة النهضة وحركة تحيا تونس والحزب الحر الدستوري والتيار الديمقراطي حيث ستخوض هذه الاحزاب الاستحقاق التشريعي اثر خسارتها للدور الاول من الرئاسية وما قد يعنيه ذلك من اهتراء خزانها الانتخابي الصلب المقدر ب500 ألف صوت وهي قادرة على الحفاظ عليه وتعزيزه في التشريعية.
وبينت أن ذات الامر قد ينطبق على كل من التيار الديمقراطي والحزب الحر الدستوري فكلاهما يستطيع تحسين نتائجه وحشد ناخبين جدد في التشريعية مفسرة بأنه نظريا هناك
3ر1 مليون صوت منحت لمرشحين لا أحزاب لهم وكانوا ضمن العشرة الاوائل في النتائج وهؤلاء هم قيس سعيد حيث أن هذا الخزان لا يعلم بشكل واضح اي خيار سيتجه اليه في التشريعية والخيارات هنا تمتد من حركة نداء تونس ولآفاق تونس بالنسبة لناخبي الزبيدي الى حركة الشعب بالنسبة لناخبي الصافي سعيد اذ ان هذه الاحزاب الثلاثة أعلنت عن هوية المرشح الذي تدعمه في الرئاسية على أمل ان تنعكس نتائجه عليها في التشريعية، وفق ما ورد بالصحيفة.
واعتبرت (الصحافة) في ورقة خاصة، أن الرسالة التي توجه بها القيادي في حركة النهضة زبير الشهودي الى رئيس الحركة راشد الغنوشي خلال نشر استقالته من كل مهامه حدثا استثنائيا مشيرة الى أن الحركة التي عرفت بانغلاقها على أسرارها عرفت في السابق استقالات عديدة وحتى من الاحجام الكبيرة لكنهم كانوا يغادرون بصمت (الجبالي والغربي والشعيبي وحتى الشهودي نفسه سبق وأن استقال من ادارة مكتب الشيخ راشد) ولم يضعوا ابدا اصابعهم على الجرح الحقيقي ولم يصرحوا بشئ يمكن ان يمس من هيبة ووقار الشيخ الرئيس ولا بشئ يمكن ان يكون سببا في تصدع الحركة أو تحميلها ما لا طاقة لها به.
وأضافت أن هذه المرة قال الشهودي عاليا انه لم يعد بالامكان المواصلة على نفس النسق من الهيمنة أحادية الجانب للشيخ وعائلته ولم يعد ممكنا السكوت عن سنوات من التسيير الفردي ومن هيمنة القرار الواحد مبينة أن استقالة الشهودي ليست فردية بقدر ما هي تعبيرة مصغرة عما تعيشه أسوار مونبليزير من تململ وصل الى حد اعلان نوع من العصيان ابان اختيار القائمات التشريعية استطاع الغنوشي أن يسيطر عليه ويستوعبه بترضيات وبوساطات لكن يبدو أن آثار ذلك التمرد الذي قاده بالخصوص عبد الحميد الجلاصي وعبد اللطيف المكي ومحمد بن سالم وساندهم فيه زبير الشهودي لكن دون أن يكون له دور بارز تجلت اليوم في تعبير الشهودي عن المرارة التي يشعر بها جيل كامل داخل الحركة يعتبر نفسه قد خسر حياته في سبيلها ويكافؤ اليوم بأن يجد نفسه خارج السياق وبعيدا عن صنع القرار وبعيدا عن المشورة ومقصيا من المهام التي يتقنها بل ولا يحترم رأيه حتى لو كان بالانتخاب والاغلبية كما حدث في صدمة تصفية القائمات التي رسمها أو رسمت له في دائرته التي تضيق عليه يوما بعد يوم والتي باتت تسبب الكثير من الصداع لابناء الحركة خاصة وأنها تتابع الفشل تلو الاخر ولم تستطع الى حد الان أن تكون طاقما استشاريا ناجحا.
وأشارت الى أن هذا الطاقم المحيط بالشيخ اختطف الحركة رهينة قراراته سواء على مستوى ضيق من ابنه معاذ وابنته سمية وصهره رفيق عبد السلام بقيادة نور الدين البحيري أو حتى مكتبه الاعلامي والسياسي الذي يكتفي بالترويج للخسارات ويسوقها على أساس أنها مكاسب ونجاحات مضيفة أن الحركة خسرت الكثير من أنصارها ومسانديها سواء في البلديات العام الفارط أو في انتخابات الرئاسة في دورها الاول وخسرت في تفتيت قائماتها التشريعية عددا لا بأس به من كوادرها من الذين حملوها سنينا على أكتافهم وخسرت أيضا تحالفاتها مع الباجي قايد السبسي وارتمت في تحالف فاشل مع يوسف الشاهد رغم نداءات لطفي زيتون ساعتها وزبير الشهودي وحتى الجلاصي والمكي كما خسرت بالخصوص مصداقية كبيرة لدى الرأي العام النهضاوي حين ألقت بمورو في خضم معركة شرسة دون أن توفر له كل أسباب الدعم والمساندة، وفق تقدير الصحيفة.
وأفادت جريدة (الشروق) في ورقة بصفحتها السادسة، أن الانتخابات الرئاسية السابقة لاوانها كشفت عن نتائج غير متوقعة للاحزاب المنتمية لمختلف العائلات السياسية وهي نتائج كان بالامكان أن تكون الافضل للاحزاب لو وقع تفادي التشتت بين مكونات العائلة الواحدة.
وأوضحت، في سياق متصل، أن البلاد مازالت على وقع مفاجأة الدور الاول من اللانتخابات الرئاسية السابقة لاوانها حيث اعتبر المختصون أن مرشحي الاحزاب كان بامكانهم تحقيق نتيجة افضل لووقع التوافق داخل كل عائلة سياسية على مرشح وحيد يقع دعمه من بين الاحزاب ولذلك وقع تفادي تشتت الاصوات وتكون المنافسة ساخنة ويبقى اعطاء صورة أفضل لتجربة اللانتقال الديمقراطي.
وأضافت أن المتابعين وقفوا على أن الجبهة الشعبية لو حافظت على تماسكها وعلى صورة 2014 لكانت نتائجها افضل في الرئاسية الحالية مهما كان اسم المترشح ليتضح بذلك أن حرب الزعامة كانت وراء ما حصل حيث رفض أي منهم التنازل لفائدة الاخر.
واعتبرت، الصحيفة ذاتها، أن الاحزاب اليمينية لم تكن في منآى عن التشرذم في الانتخابات الرئاسية فالنهضة اختارت العمل بمفردها وقدمت مرشحا من داخلها ولم تبادر بدعوة القريبين منها الى الالتفاف حولها لدعمه مبينة أن بعض أبنائها السابقين اختاروا الترشح بصفة مستقلة مثل حمادي الجبالي وحاتم بولبيار شأنهما شأن بعض القريبين من اليمين على غرار سيف الدين مخلوف، والهاشمي الحامدي ومحمد عبو ومنصف المرزوقي.وأكدت أنه كان بامكان كل هؤلاء ان يتوافقوا على مرشح وحيد وتكون النهضة جامعة لهم ويقع دعمه وكان بالامكان ان يؤدي ذلك الى تحقيق نتيجة كاسحة منذ الدور الاول لهذا المترشح مشيرة الى أن ذلك لم يحصل أيضا بسبب الرغبة في الزعامة وفي التفرد بالراي وبالقرار داخل العائلة الواحدة فكانت نتائجهم ضعيفة للغاية باستثناء عبد الفتاح مورو.
وحاورت جريدة (الصباح) الباحث والمختص في الاتصال والانتروبولوجيا، كريم بوزويتة، الذي قام بقراءة شخصية كل المترشحين، قيس سعيد، ونبيل القروي، حيث أفاد أن نبيل القروي نجح في خلق “علاقة عاطفية” بينه وبين جمهوره من خلال التواصل والالتحام المباشر معهم والاقتراب من همومهم ومشاغلهم ومساعدتهم في حلها وكذلك من خلال خطاب راديكالي ضد الدولة المتقاعسة ضد الفقر والجوع والنسيان والتهميش.
كما أكد أن خطاب، نبيل القروي، أشفى غليل فئة كبيرة من المهمشين ومن المنسيين الذين أقبلوا على انتخابه دون برنامج سياسي واضح دون افكار أو رؤى مبينا أنه استفاد من مشروعية المظلومية التي حولته من داخل سجنه الى ضحية تعاطف معها الكثيرون وصوتوا له تعاطفا اوعقابا لمن وضعه بالسجن.
وبخصوص قيس سعيد ، اضاف المتحدث ان صورة الاب الصارم لم تكن بعيدة عنه ولاقت قبولا اكثر عندما استلهمت من استثماره في الراديكالية، راديكالية المسار الثوري الذين يرون أنصاره انه سرق من قوى مضادة للثورة اضافة الى راديكالية الخطاب الذي هو ضد “السيستام” في بعده السياسي والنقابي وحتى في الاعلام خاصة وان لم يسع كغيره للحضور في منابر اعلامية بل ذهب الى الاقصى واختار مقاطعة بلاتوهات اعلامية مبينا أن قيس سعيد كان ضد منطق “الماكينات” ولوبي المال والاعمال الى درجة أنه رفض التمويل العمومي لحملته.