خرج التونسيّون ليلة الأحد 13 أكتوبر 2019 الى شارع الثورة -شارع الحبيب بورقيبة- للاحتفال بفوز المترشّح المستقلّ للانتخابات الرئاسيّة السابقة لأوانها قيس سعيّد الذي تفوّق بنسبة تفوق الـ70 بالمائة وفق التقديرات الأوليّة لمؤسسات سبر الآراء في حين تحصّل منافسه على أقلّ من 30 بالمائة.
وقد رفع التونسيّون شعارات لم تُسمع منذ 2011 حين هبّوا يدّا واحدة لاسقاط نظام بن علي الذي دام 23 سنة، كما أطلق ذلك الشّاب سراح عصفوره السجين مجدّدا وذلك في اشارة الى قدوم عهد جديد من الحريّة والديمقراطيّة.
هذا ووجّه التونسيّون باختلاف أجناسهم وأعمارهم رسائل الى الرئيس الجديد، رئيس يعتبرونه “الأمل” و يرون من خلاله مستقبلهم الذي يتساوى فيه الجميع دون استثناء أمام القانون ينتهي فيه عهد الفساد بكافّة أنواعه و يُنظر فيه الى الانسان كانسان فقط دون أيّة اعتبارات أخرى.
وفي لقاء لـ”المصدر” مع المحتفلين قالت سيّدة في الخمسين من عمرها أن ” رئيس الجمهورية مطالب بتحقيق أماني شعبه فكلكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته.. كما أن المسؤوليّة تكليف وليست تشريف، معتبرة أن سعيّد أمام تحدّ صعب”.
وقال شاب في عقده الثاني انّ كلّ شاب من موقعه يحمل مشروعه الخاص وتنقصه فقط آليات، مشّددّا أنهم لا ينتظرون مشاريع السياسيّين فهم قادرون على ايجاد حلول لأنفسهم مثلما قال الرئيس قيس سعيّد، وأضاف آخر الشباب قادر على صنع القرار دون انتظار نظريّات الآخرين مشدّدا الشباب قد فاجئ العالم وقلب كافة الموازين.
أما أحد ممثّلي المترشّح قيس سعيّد فقد أكّد أن الاشكاليّة الرئيسيّة في تونس ليست الفقر بدرجة أولى بل هي الفكر المحدود والجامد معتبرا أن سعيّد خاطب العقول وطلب من الشباب الانتفاض وايجاد حلول لاشكاليّاتهم بأيديهم.
وأضاف محدّثنا أنه من أولويّات الدولة هي التكفّل بكل ماهو اجتماعي على غرار اعادة هيكلة المؤسسات العموميّة، مشدّدا أن الدولة مطالبة بالتكفل بهذه المرافق وتطوير قدرات الشباب اضافة الى خلق المشاريع التنمويّة بالجهات.
ومن جانبه اعتبر شاب عشريني أن تونس دخلت مرحلة جديدة مشيرا أن الرئيس مطالب باعادة الدينار الى نسقه الطبيعي، مشدّدا أن الشعب التونسي لا يمكن شراؤه بأي شكل من الأشكال.
كما شدّد رجل في عقده السّادس أن قيس سعيّد جاء في مرحلة مناسبة والشعب بأكمله بحاجة اليه اليوم، مضيفا أن الشباب يستحقّ لفتة لتشغيله وادماجه وداخل المجتمع وجعله عنصرا فاعلا.