تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي منذ انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسية 2019 في تونس اسم “كافور الاخشيدي” وذلك بعد أن استشهد به الرئيس قيس سعيّد في خطاباته.
من هو الإخشيدي؟
أبو المسك كافور الإخشيدي، كان من رقيق الحبشة وأصبح رابع حكام الدولة الإخشيدية في مصر والشام، وكان الحاكم الفعلي لمصر منذ 946م ودام حكمه 23 عاما.
اشتراه في عام 923 محمد بن طغج مؤسس الأسرة الإخشيدية وكان كافور مخصيا وأسمر اللون، ولم يكن وسيما ومشوه القدمين بطيئاً ثقيل القدم. وقد عانى كثيرًا من الرق ولقي الكثير من الشدة من سيده الذي خرج من تحت قبضته بعد أن اشتراه محمود بن وهب بن عباس وهو كاتب علّمه القراءة والكتابة.
وقد كان صديقا لمحمد بن طغج وهكذا تعرف على كافور.
كان كافور مخلصا لمؤسس الأسرة الإخشيدية ليس طمعا في إرثه أو هداياه، وعندما انتبه سيده لذكائه وموهبته وإخلاصه جعله حرا وأطلق سراحه، وأرسل كافور كقائد عسكري في عام 945 لسوريا.
كما أرسل ليقود حملات أخرى في الحجاز، وكانت له دراية بالترتيبات والشؤون الدبلوماسية بين الخليفة في بغداد والأمراء الإخشيديين.
أصبح الحاكم الفعلي لمصر منذ 946 بعد وفاة محمد بن طغج (كوصي على العرش) وتوفي في القاهرة ودفن في القدس.
بالرغم من أن المؤرخين وصفوه بأنه حاكم عادل ومعتدل، إلا أن شهرته ارتبطت بالقصائد الساخرة الموجهة ضده من قبل المتنبي والذي كان الأكثر شهرة عربيا.
قصة وعود الإخشيدي للمتنبي
كان المتنبي أحد أشهر شعراء العرب، وهو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي، وقد ولد في الكوفة عام 303 هجرية، وقد لازم المتنبي سيف الدولة الحمداني في حلب سنوات طويلة ، وكان سيف الدولة يغدق عليه العطاء كما كتب المتنبي في سيف الدولة عدد من أفضل قصائده في المدح .
وفي أحد الأيام وقع خلاف بين المتنبي وشاعر أخر يدعى ابن خلويه أثناء تواجدهما في مجلس سيف الدولة ، فقام ابن خلويه وضرب المتنبي في وجهه بمفتاح كان يمسكه في يده فشق وجهه .
ولم يتدخل سيف الدولة للدفاع عن المتنبي فشعر بالغضب وخرج من مجلس سيف الدولة واتجه نحو دمشق وظل هناك حتى وصلته دعوة من كافور الإخشيدي حاكم مصر وأجزاء من الشام في ذلك .
قرر المتنبي أن يرحل إلى مصر، وكان الإخشيدي وقتها حاكم الدولة الإخشيدية في مصر.
ولما علم المتنبي أن الإخشيدي يرعى الأدباء والشعراء ، ولأنه كان من ألمع شعراء عصره ، فقد قرر أن يذهب إلى كافور طمعًا في عطاياه وكان يطمع أيضًا أن يحصل عنده على منصب هام في الدولة الإخشيدية ، وبالفعل ذهب المتنبي لمصر وتقرّب إلى كافور وبدأ يمدحه بعدد من القصائد الشهيرة وفي نفس الوقت كان يهجو سيف الدولة الحمداني.
و قام كافور بإجزال العطاء لأبو الطيب المتنبي ليس لأنه مدحه فقط ولكن لأن كافور كان يعلم أطماع المتنبي ويعلم أنه نابغة شعراء عصره وبإمكانه أن يهجوه كما فعل مع سيف الدولة الحمداني من قبل ، ولكن المتنبي كان يطمع في أكثر من ذلك ، فلما لم يحصل على ما تمناه وهو منصب في الدولة، قرّر أن يغادر مصر وقام بكتابة قصيدة هجاء في الإخشيدي قائلًا :
جوعان يأكل من زادي ويمسكني لكي يقال عظيم القدر مقصود
أولى اللئام كويفير بمعذرة في كل لؤم وبعض العذر تفنيد