تسجل السينما الجزائرية حضورها في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية بفيلمين روائيين هما “بابيشا” للمخرجة مونيا بيدور و”أبو ليلى” لأمين سيدي بومدين الذي تم عرضه، مساء الخميس بقاعة “أ.ب.س” بالعاصمة.
دام عرض الفيلم 135 دقيقة، عاد من خلالها المخرج إلى سنوات الإرهاب في التسعينيات من القرن الماضي من خلال قصة الشابين سمير ولطفي، وهما أمنيان يعملان على مطاردة الإرهابي الخطير “أبو ليلى” عبر الصحراء.
ينطلق الفيلم بمشهد قتل إرهابي لمحامي بعد أن ترصده وهو خارج من بيته باتجاه مكتبه، تلاه تبادل لإطلاق النار مع عناصر من الشرطة، ليجد المتفرج نفسه في مشهد جديد لشابين في سيارة في منطقة صحراوية يتجهان نحو الجنوب.
ارتكزت أحداث الفيلم من البداية إلى النهاية على الغموض، فلا أحد يعرف من هما هاتين الشخصيتين، فأحد الشابين بدا في حالة من التوتر والهذيان المستمر وأما الشخصية الثانية فكانت طبيعية في ظاهرها لكن التوتر يغلب عليها من الداخل.
لقد أتقن المخرج في أول عمل روائي طويل، مرواغة الجمهور والتلاعب بعقله ووجدانه، إذ لم يجد الخيط الرابط بين الشخصيات والأحداث والمشاهد الفيلمية وظل مشوش الذهن مختلط المشاعر مسكونا بالخوف والرعب والشك وتذبذب الحالة النفسية. وهذه السمات ظلت حبيسة المتفرج إلى نهاية الفيلم ليحل اللغز.
ولكسر الرتابة عن الفيلم، كانت المشاهد الطبيعية المفتوحة للصحراء ملاذا للجمهور للاستراحة من عناء تداخل المشاهد وإعادة التركيز مجددا على ما سيأتي من أحداث أكثر عنفا ودموية.
وأراد من خلال هذا التوجه السينمائي تسليط الضوء على الحالة النفسية للأمن الجزائري في حقبة العشرية السوداء، ووقوفه سدا منيعا في حماية الوطن وملاحقة الإرهابيين.