دعا عدد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان، الأربعاء في تونس، إلى تكوين شبكة من الإعلاميين المختصين في قضايا الهجرة واللجوء، وذلك خلال ندوة دولية حول “الإعلام وقضايا اللجوء: التحديات وأفضل الممارسات”، نظمها المعهد العربي لحقوق الإنسان بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالعاصمة.
وشدد المشاركون في الندوة، التي تنتظم على مدى يومين، إلى ضرورة بناء قدرات الإعلاميين، عبر تمتيعهم بسلسلة من الدورات التكوينية، للتشبع بالاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وبقضايا اللجوء فضلا عن تمكينهم من الاطلاع على الدراسات والاحصائيات والتحاليل الحديثة المتعلقة بهذه القضايا.
واقترح رئيس ديوان وزير الشؤون الاجتماعية، توفيق الزرلي، صياغة اتفاقيات شراكة وتعاون بين التمثليات المهنية للصحافيين ووسائل الإعلام والهياكل العمومية والمنظمات الوطنية والدولية ومكونات المجتمع المدني الناشطة في مجال الهجرة واللجوء، تتضمن برنامجا دقيقا يهدف إلى دعم قدرات أكبر عدد ممكن من الصحافيين في مجال قضايا اللجوء.
وأكد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الطيب البكوش، أن الإعلاميين المتدربين على قضايا اللجوء بشكل مكثف ودقيق يمكن أن يلعبوا دورا جوهريا في الدفاع عن هذه القضايا والاضطلاع بدور التوعية والتحسيس في هذا الصدد، مشددا على أن النجاح في الدفاع عن قضايا اللجوء لن يتحقق إلا عبر التكامل والتنسيق بين الإعلام والمجتمع المدني والمؤساسات السياسية.
وقال “يجب أن لا يكون الإعلام في خدمة المزايدات السياسية أو التلاعب السياسي في قضايا اللجوء وعليه أن يعكس الحقائق كاملة وبكل موضوعية.”
ودعا رئيس مجلس إدارة المعهد العربي لحقوق الإنسان، عبد الباسط بن حسن، الإعلاميين إلى احترام أخلاقيات المهنة عند التعرض إلى قضايا اللجوء عبر احترام كرامة اللاجئ والتعريف بحقوقه المتعلقة بالهجرة والكشف عن مختلف المصاعب التي يتعرض لها فضلا عن التعريف بالسياسات التي من شأنها أن تعزز دور اللاجئين في دفع تنمية البلدان التي تستقبلهم.
وكشف رئيس لجنة أخلاقيات المهنة بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، كريم وناس، أن عددا كبيرا من الاعلاميين غير ملمين بالقدر الكافي بالمفاهيم المتعلقة بقضايا اللجوء وغالبا ما يقعون في الخلط بينها، كما أنهم يفتقرون للدقة والحياد لدى تناول هذه القضايا، مؤكدا أن جل وسائل الإعلام تغيب تماما اللاجئ و طالب اللجوء لدى تناولها لمثل هذه القضايا فلا يجد هذا الأخير الفرصة للدفاع عن قضيته.