كل حكاية نهاية، لكن حكايات النساء اللواتي تعرضن للعنف عبر السنين لا نهاية لها، لكل حكاية نهاية لكن قصص الاغتصاب والوجع الذي تعانيه المرأة الايفوارية وعانته سنوات الحرب لا نهاية له، لكل حكاية نهاية لكن وجع المرأة المغتصبة هو وجع الأرض المنتهكة وجع لا نهاية له.
ولكل “حكاية نهاية” هو عنوان المسرحية الايفوارية التي قدمت مساء أمس الأحد بمسرح الحمراء ضمن العروض الموازية في الدورة الحادية والعشرين لأيام قرطاج المسرحية من إخراج غودي جان سارج وأداء كل من اساندي اوليفي وبوكوبريا انجوا ماري و وآشي اماندا.
على الركح تختصر المرأة وجع الوطن، جسدها هو جسد الوطن المثخن بالجراح، على الرّكح تتحدث الممثّلة عن بلدها الذي مزّقته الحرب والمجاعات والخوف، تتحدث بوجع عن جسدها المغتصب هو ذاته جسد الوطن الذي عانى الكثير من الاغتصاب من الغزاة باسم حقوق الإنسان وباسم القانون.
على الرّكح امرأة بملابسها المنزلية، تهتمّ بمطبخها، تحادث زوجها عن شؤون خاصة، وفجأة يغادر الزوج، تقف الهنيهة ثمّ تستحضر لحظات اغتصابها للمرّة الأولى، من الذاكرة الخاصة ترحل إلى الذاكرة الجماعية المشتركة لتحدث الجمهور عن جسد المرأة في وطنها ،جسدها ذلك الجسد المستباح باسم القانون، باسم الحرب، باسم الانفتاح، جسد يستبيحه الزوج، وتنتهكه القبيلة ويسرق الجنود نظارته فقط لأنه جسد امرأة.
الشخصية الثانية تلعب دور الراوي مرّة فهي تترجم رقصات الشخصية الأولى وانفعالاتها النفسية، كلما تسارعت ضربات الوجع والخوف كلما كانت الكلمات قاسية وموجعة، كلمات تحاول وصف وجع امرأة تتعرض للاغتصاب أكثر من مرة حدّ السؤال “أليس شرب دماء البشر اقل قسوة من اغتصاب امرأة؟”.
تتصاعد الأحداث ويختلف المكان بتغيير الديكور البسيط، تتغير شخصية الزوج ليصبح كاتبا يكتب رواية عن وجع المرأة الإفريقية، من حكاية زوجته الحقيقة وآلام اغتصابها سيصنع رواية جميلة، لكنها تنصدم بتزييف الحقائق فالزوج لم يكتب الحقيقة بل كتب ما طلبه صاحب الشركة وذلك “اغتصاب ثالث تعرضت له” كما تقول، تضربه فيموت، وتحاكم، وفي المحكمة تسترجع الوجع الأول، تعيد للمحكمة قصص الاغتصاب، تستحضر من جديد حكايات كلّ نساء وطنها اللواتي تعرضن للعنف والتعنيف، تعيد من جديد قصة الوطن الموجوع وقصة جسد المرأة المعرض لجراحات لا تندمل وحكايات بلا نهاية.