نفّذت صباح اليوم من الساعة الثامنة الى العاشرة مختلف المدارس الابتدائية التابعة الى دائرة جربة أجيم وقفة احتجاجية تنديدا باعتداء ولي بالعنف المادي واللفظي على أحد مربّي مدرسة 9 افريل في أجيم امام تلاميذه مخلفا حالة من الخوف والذّعر لديهم وانهيار نفسي لدى المربّي واحتقان في صفوف
زملائه من نفس المدرسة التي توقّفت بها الدروس منذ يوم أمس وتواصل احتجاجها وفق خطة نضالية أخرى سيحدّدها ظهر اليوم المكتب النقابي الذي هو في حالة انعقاد متواصل وفق ما ذكره حبيب قرقوري كاتب عام النقابة الاساسية في جربة أجيم.
واعتبر القرقوري أن هذا التحرك تضامنا مع زميلهم ودفاعا على كرامة المربين والمؤسسة التربوية التي اصبحت مستباحة الى حد اقتحامها وتسليط العنف على المربّي، مشيرا الى أن التحرّك ينتظر ان يتسع ليشمل في مرحلة ثانية كامل جزيرة جربة ثم جهويا بعد التنسيق مع مختلف النقابات حسب قوله.
وشدّد على ضرورة رد الاعتبار للمربي والسعي نحو الاشعار بحاجة المؤسسة التربوية الى اطار تشريعي يستوجب من مجلس النواب اتخاذه لتجريم الاعتداء على
المؤسسة.
وتعود أطوار الحادثة حسب المعلم الذي تعرّض الى الاعتداء، مصعب مصلح ذو أقدمية في التعليم لــــ16 سنة، يوم الاثنين حيث عمد احد الاولياء الى الاعتداء بالعنف اللفظي والبدني على هذا المربّي أمام قسمه وتلاميذه مصطفّين للدخول الى القاعة بسبب تفطّن المربّي الى محاولة غش التلميذ اثناء الاختبار يوم الجمعة وتدخّل الوليّ يومها طلبا في الاعتذار من المربّي غير أنه يوم الاثنين يعود الى المدرسة لممارسة العنف وهو ما استغربه المربّي وكل زملائه .
وأثناء هذا الاعتداء تناثرت أوراق الامتحان من المربي وحاول جاهدا ان يخلص نفسه الا ان الولي واصل ركله وصفعه وابنه خلفه يدعو الوالد الى مزيد ضربه ما اضطرّ المدير الى التدخّل للفصل بين الولي من هذا المربي الذي حاول ان يتماسك نفسه وان لا يبادله العنف احتراما لحرمة المؤسسة حسب قوله فيما تعالى صراخ التلاميذ وذعرهم.
وتوجّه المربي إلى المستشفى حيث كانت اثار الضرب ودماء من فمه ومنه الى القضاء لرفع قضية متمسكا بمتابعة المعتدي قضائيا ورد الاعتبار له خاصة وأنّه لا يزال
يحسّ بالاهانة امام تلاميذه مع دعوته الى حماية المؤسسة التربوية وصونها من هذه الظواهر التي باتت تهدّدها مستنكرا عدم إيقاف المعتدي .