احتفى المعرض الوطني للكتاب التونسي في دورته الثانية التي تلتئم في مدينة الثقافة من 19 ديسمبر وتتواصل إلى غاية يوم 29 ديسمبر، بكتّاب الجهات وقدمهم لزوار المعرض ولزملائهم من سكان العاصمة وعرّف بكتبهم وبمسيراتهم وتجاربهم.
فكان اللقاء مع ولاية قبلي ومنها تعرف الجمهور على الكاتبة نجاة الدهان التي صرحت بأنها تكتب ما تعيشه وتراه وأننا نحتاج إلى ذاكرة عادلة تنقل لنا التاريخ بعيوننا لا بعيون غيرنا قبل أن تقرأ من كتابها “وطن بطعم البرتقال”.
كما شملت التكريمات الوطنية ثلاثة من أدباء ولاية مدنين حيث تعرف رواد المعرض الوطني للكتاب التونسي على الكاتب سالم دمدوم الذي أبدع الأقصوصة والرواية ونقد الشعر والسرد، وكان سعيدا بالدعوة وباحتفالية المعرض وبما لاحظه من مجهود المشرفين عليه واستحسن فكرة الاحتفاء بأدباء الجهات ثم حدث الجمهور عن كتاباته المشاكسة ورأي النقاد فيها وإصداراته وكيف انتقل من القصة إلى الأقصوصة إلى القصة ثم إلى الرواية بعد أن عطلته الوظيفة عن الإبداع .
وقال:” لأن النقاد يكتبون عن الكبار ويهملون المبتدئين فقد اهتممت بإبداعاتهم وكتبت عنه وشجعتهم “. وختم بقراءة قصيدة ” لعنة صيد الغزال” .
من مدنين أيضا تم تكريم الكاتب محمد شوشان الذي يكتب الشعر والخاطرة منذ أكثر من 20 سنة ولكنه لم ينشر إلا حديثا .
هذا الضيف المحتفى به كان سعيدا جدا بمجالسة الجمع الكبير من الكتاب الكبار والمهمين في تونس وقال: ” أعرف أغلب الأصوات ولكنني لا أعرف الوجوه وهذه المناسبة مكنتني من التعرف عليهم وهذا يشرفني والشكر موصول لمن وفر لي هذه الفرصة.” ويرى محمد شوشان أن الكتابة هي تنفيس وعلاج روحي وأنها تنطلق بالنسبة إليه من حالات المرض والبؤس والفقر التي كان يعالجها يوميا، ثم قرأ للحضور نص ” العاصفة” .
وفي نهاية الجلسة، كرم السيد محمد صالح معالج والسيدة إيمان بوخبزة الضيوف وانطلقت بعدها مباشرة جلسة تكريم أدباء ولاية تطاوين ممثلين في الكاتب والباحث والمنتج الإذاعي الضاوي موسى الذي يهتم في كتاباته بالذاكر الشعبية والأدب الشعبي وبكل ما هو شفوي منذ لاحظ ان القص الشعبي مهدد بالاندثار فجمع القصائد من محيطه وولايته تطاوين ودونها وشرح كلماتها ووضعها على ذمة الباحثين . كما جمع الأمثال الشعبية ودون قصتها، ليستعرض الضيف عناوين إصداراته قبل أن يعبر عن استحسانه لفكرة تكريم أدباء الجهات وسعادته بلقاء الجمع الكبير من الزملاء الذين جاؤوا للقائه والاستماع إليه.