“تسع سنوات على لثورة التونسية … الحصاد المر…” و”في الذكرى التاسعة ل14 جانفي 2011 … تقييم المسيرة وفرصة مراجعة المسار” و”غياب تونس لا يلغي دورها في حل الازمة الليبية .. ديبلوماسية الفراغ تعزل تونس عن مؤتمر برلين” و”بزمن الديبلوماسية الغائبة والعاجزة”، مثلت ابرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
لاحظت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الخامسة، أن “احياء ذكرى الثورة في نسخته التاسعة يتخذ صبغة خاصة جدا فهو يتنزل في اطار بالغ الارتباك والتعقيد” مبينة أن “الوضع مازال غائما مع غياب حكومة مستقرة وفاعلة خاصة بعد سقوط حكومة الحبيب الجملي وعجزها عن نيل ثقة مجلس النواب ومع بطء ايقاع حكومة تصريف الاعمال التي لازالت منتصبة حتى اللحظة بعد مرور زهاء ثلاثة أشهر عن الانتخابات الاخيرة التي راهن الجميع على أن تكون مفصلية وأن تعيد الامور الى نصابها”.
وأضافت أن “الاوضاع الاقتصادية تفاقمت مع تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين التي ما فتئت تزداد يوما بعد آخر ولا يبدو أن هناك نورا يلوح في آخر النفق في بلد يقع في كماشة المهربين وسماسرة التجارة الموازية بعد أن باتوا أقوى من الدولة التي عجزت بوضوح عن مواجهتهم والحد من سلطتهم وسطوتهم على قوت التونسيين” لافتة الى أن “الازمات التي يعيشها اقليمنا قد ألقت بظلالها على المشهد التونسي حيث أن الملف الليبي الحارق والحرب الدائرة في هذا القطر الشقيق والجار قد أضفت مزيدا من الارتباك على الوضع في تونس”.
وبينت، في سياق متصل أنه “لا يمكن التغافل عن الصراعات السياسية التي قادت الى توترات بالجملة بدءا بالفسيفساء البرلمانية التي تحمل في طياتها بذور الانقسام والتي تؤشر لازمات سياسية قادمة لا محالة” مضيفة أن “فرضية حل البرلمان من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد في صورة فشل التوصل الى تمرير شخصية قادرة على تحمل أعباء رئاسة الحكومة بتكليف من الرئيس وبالتشاور مع الاحزاب والكتل البرلمانية، باتت هاجسا يؤرق الكثير من الفاعلين السياسيين تماما كما يثير مخاوف التونسيين الذين ملوا انتظار الذي لا يأتي وهم يتأملون هذا الحصاد المر”، وفق ما ورد بالصحيفة.
وأفادت (المغرب) في افتتاحية عددها اليوم، أن “المشخصين لاسباب انسداد الافاق السياسية انتهوا الى التسليم بضرورة اصلاح النظام السياسي وتعديل الدستور وتغيير النظام الانتخابي بالكيفية التي تحقق الاستقرار وتجنب التكلس والدوران في حلقات مفرغة” مشيرة الى أن “مناسبة التصويت على منح حكومة الجملي ثقة أعضاء البرلمان لتكشف توفر امكانية كسر التغول والحد من الهوى الجامح للتفرد بالسلطة بعد أن فشلت سياسة حركة النهضة في تمرير الحكومة التي أرادت لأن تحقق بها، ضم الرئاسيتين (البرلمان والحكومة) والاطمئنان على فرض خياراتها لمستقبل تونس الذي تراه”.
وفسرت أن “هذا الفشل في منهجية حركة النهضة، جعل بقية الاحزاب الحائزة على بقية الكتل البرلمانية تنتفض وتنجح في التكتل ضد الحركة المهووسة بالتغول والتي كانت صراعاتها الداخلية وهواجس خلافة زعيمها، راشد الغنوشي، الطامح للمزيد وراء اغفال التفكير في امكانية تكتل منافسيها ضدها وتناسي ضعف رصيدها التمثيلي الحقيقي وهشاشة تحالفاتها الظرفية” مبرزة أن “القوة البرلمانية التي لم تصوت لمنح الثقة لحكومة الجملي كشفت عن توفر امكانية تشكيل تكتل برلماني قادر على قلب كل المعادلات واحداث تغيير جذري في المشهد السياسي وفي المشهد البرلماني”.
وبينت أن “تكتل الضرورة الذي تم اللجوء اليه لاسقاط حكومة الجملي يمكن أن يتطور الى تكتل واع بضرورة توسيع الجبهة الديمقراطية للذهاب في اتجاه تعديلات هامة في التشريع الجاري به العمل وهو ما يتطلب تجاوز خلافات الماضي والتوجه نحو البحث عن عوامل التقارب من أجل بناء المستقبل” مشيرة الى أن “كل هذا يقتضي الوعي بأهمية التخطيط الاستراتيجي والرؤية المستقبلية الثاقبة التي ترصد كيفية التخلص من الاحكام المسبقة ومخلفات الماضي التي لا تضيف شيئا في بناء المستقبل وانما تضع عقبات تحول دون التقدم”، حسب ما جاء بالصحيفة.
واعتبرت جريدة (الصباح) في ورقة خاصة، “أن عدم دعوة تونس لحضور مؤتمر برلين نهاية هذا الاسبوع فيها كثير من الاجحاف والانكار لكل ما تحملته تونس على مدى السنوات الماضية في الجوار الليبي أمنيا وسياسيا واقتصاديا”.
وأضافت “أن هناك الكثير من المؤاخذات على الديبلوماسية التونسية التي اختارت العزوف والتقوقع عن دورها في هذه المرحلة مما حكم عليها ربما بالاقصاء من المشهد”، مبينة “انه لم يكن من العادي ولا من المقبول في شىء أن تتم اقالة وزير الخارجية دون التفكير في بديل ملء الفراغ “.
وأبرزت”أن الامر كان واضحا منذ زيارة وزير الخارجية الالماني انريكو ماس الى تونس قبل شهرين ومنها الى ليبيا والجزائر لاعداد مؤتمر برلين واختارت يومها تونس لسبب غير واضح اعفاء اواقالة وزير الخارجية خميس الجهيناوري لتظل وزارة الخارجية حتى اليوم في انتظار الوزير الجديد الذي سيتاخر تعيينه مجددا في انتظار ان يكتمل هلال الحكومة اوحكومة الرئيس “.
واوضحت ، “أن التصريحات المهينة التي تداول عليها الكثيرون بأن زيارة الرئيس أردوغان الى تونس كانت بهدف البحث عن مشاركة تونس في مؤتمر برلين، تفاقم اليوم الحيرة والتساؤلات بشأن الديبلوماسية التونسية الغائبة أو المغيبة بعد أن اختارت الانطواء والانعزال”، وفق ذات الصحيفة.
وبينت في سياق متصل، “أن المثير ومنذ اندلاع الازمة في الجوار الليبي كانت تونس ولا تزال الساحة المفتوحة لمختلف الندوات واللقاءات والمؤتمرات التي جمعت مختلف مكونات المجتمع الليبي من اعلاميين وسياسيين ومن ممثلين للمجتمع المدني وللقبائل ولاطراف الصراع وكان لتونس دورها في مختلف المشاورات وفق مبادرة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي بمشاركة دول الجوار الليبي”.
أما صحيفة (الشروق) فقد أشارت في افتتاحيتها، الى “أن دعوة وزير الخارجية الايطالي الى ضرورة اشراك تونس في مؤتمر برلين حول الازمة الليبية وتغاضي ميركل عن دعوة بلادنا يختزلان اهتزاز الموقف التونسي على الساحتين الاقليمية والدولية ويختزل انهيار أداء الديبلوماسية التونسية وانحسار تأثيرها في محيطها الجغرافي والسياسي”.
وأشارت الى “أن تونس كانت على الدوام تلك القاعدة الخلفية التي يستند اليها الليبيون في الايام الصعبة كما كانت تونس على الدوام ذلك الحضن الدافىء والمفتوح لاحتضان الاشقاء الليبيين ومساعدتهم على تجاوز محنتهم” مذكرة بما “قدمته تونس زمن الحصار الظالم الذي فرض على ليبيا بسبب قضية لوكربي وكيف كانت لسنوات طويلة بمثابة الرئة التي تنفس بها الليبيون وساعدتهم على تجاوز الاثار المدمرة لذلك الحصار الظالم”.
وأوضحت “أن المبادىء والاسس التي أقام عليها الزعيم الحبيب الكبير الحبيب بورقيبة منذ قيام دول الاستقلال الديبلوماسية والعلاقات الخارجية كانت بمثابة البوصلة التي ضبطت السياسات والتوجهات وبمثابة قوة ضاربة مكنت البلاد من تكسير قيود الجغرافيا ومن اسماع صوتها على الساحتين الاقليمية والدولية”، حسب ما ورد بالصحيفة.