دعا حزب قلب تونس، اليوم الثلاثاء، رئيس الحكومة المكلف، إلياس الفخفاخ، إلى الانفتاح على كلّ القوى الحيّة والأحزاب السياسيّة دون إقصاء، معبرا، في ذات الوقت، عن عدم ارتياحه للطريقة التي اعتمدها رئيس الجمهوريّة في اختيار رئيس الحكومة المكلّف.
وأكد الحزب في بيان أصدره عقب اجتماع مكتبه السياسي، عدم وجود احترازات مبدئيّة أو شخصيّة على اختيار إلياس الفخفاخ (وزير أسبق) مكلّفا بتشكيل الحكومة. كما دعا الحزب في بيانه الفخفاخ إلى “التشاور مع كلّ القوى الحيّة والأحزاب حول شكل الحكومة، ووضع البرنامج الملائم حتّى يضمن الحزام السياسي والبرلماني للتغلّب على التحدّيات وتحقيق الأهداف المرجوّة من أجل أن تخرج تونس من أزمتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة العميقة”، حسب نص البيان.
من جهة أخرى، عبّر حزب قلب تونس، الممثل في البرلمان بـ 38 نائبا، عن “عدم ارتياحه” للطريقة التي اعتمدها رئيس الجمهوريّة، قيس سعيد، في اختيار رئيس الحكومة المكلّف.
ولاحظ الحزب، في هذا الصدد، أن رئيس الدولة “لم يتشاور بشكل مباشر مع الأحزاب الفائزة في الانتخابات والممثّلة في مجلس نواب الشعب، إضافة إلى عدم اعتماده على الأسماء المقترحة للتكليف، وذلك خلافا للمنهجيّة التي أقرّها بنفسه، وهي أسماء حازت على توافق واسع، وهو ما لا يتناسب مع إرادة الناخبين والنتائج التي أفرزتها الانتخابات”.
وكان رئيس الجمهورية قرّر مساء أمس الاثنين تكليف الوزير الأسبق، إلياس الفخفاخ، (48 سنة) “بتكوين الحكومة (المقبلة) في أجل لا يتجاوز مدة شهر ابتداء من اليوم الثلاثاء 21 جانفي” الجاري، وهي مهلة غير قابلة للتجديد، بحسب ما تنص عليه الفقرة الثالثة من الفصل التاسع والثمانين من الدستور، على أن تُعرض تركيبة الحكومة على مجلس نواب الشعب لنيل الثقة.
ويخول الفصل 89 من الدستور، لرئيس الجمهورية، تحديد الشخصية التي يراها الأقدر على تكوين حكومة، متيحا بذلك للجهة التي منحها سلطة التقدير أن تختار من يتراءى لها أنها الأقدر.
وكان الفخفاخ قد صرح الليلة الماضية عقب تسلمه رسالة التكليف من رئيس الدولة، بأنّه سيعمل على أن تكون حكومته متناغمة مع ما عبّر عليه الشعب التونسي في الانتخابات الأخيرة، مشيرا إلى أنّ حكومته ستتكوّن من فريق مصغّر ومنسجم وجديّ يجمع بين الكفاءة والإرادة السياسيّة.
جدير بالإشارة، أن رئيس الحكومة المكلف، قد التقى اليوم الثلاثاء في دار الضيافة بقرطاج، كلا من عثمان الجرندي (وزير خارجية أسبق) وعادل الفقيه (سفير سابق) ولبنى الجريبي (عضوة سابقة بالمجلس الوطني التأسيسي) وجوهر بن مبارك (جامعي).