استعدادا لفترة ما بعد الحجر الصحي الموجه المرتبط بالوضع الصحي للبلاد جراء فيروس “كورونا”، انتظمت صباح اليوم الأربعاء بالجامع الأعظم بمدينة صفاقس العتيقة، عملية بيضاء لعودة المصلين للمساجد المنتظر الإعلان عنها من طرف وزارة الشؤون الدينية في الفترة القادمة.
وتم خلال هذه العملية البيضاء، التي شاركت فيها “جمعية الخطابة والعلوم الشرعية”، تعقيم الجامع من طرف مؤسسة مختصة في التعقيم. كما تم قيس حرارة المصلين عند الدخول للمسجد، ومحاكاة عملية صلاة بمشاركة مجموعة من الأشخاص (حوالي 15 نفرا)، من خلال تباع الضوابط الصحية والتراتيب التي يقتضيها الوضع الصحي في البلاد.
وتتمثل هذه الضوابط، كما بينها المدير الجهوي للشؤون الدينية بصفاقس، فتحي الحاج ابراهيم، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، في احترام التباعد الجسدي أثناء عمليتي الدخول للجامع والخروج منه وأثناء الصلاة، وارتداء الكمامة، واستعمال السجّاد الخاص من طرف كل مصلّ، فضلا عن استعمال الصابون والسائل المطهر.
وأوضح الحاج إبراهيم أن الإطار المسجدي في كل جامع هو من سيحرص على احترام هذه الضوابط، التي سعت العملية البيضاء لتحسيس المصلين بأهميتها وضرورة الالتزام بها بالنسبة للفترة المقبلة، بما يقيهم من انتشار الفيروس.
وحول مسألة إعادة فتح المساجد للمصلين المنتظر الإعلان عنها في الفترة المقبلة، أكد المدير الجهوي للشؤون الدينية بصفاقس أن هذه العودة سوف لن تكون قبل عيد الفطر، وأن الوزارة ورئاسة الحكومة ستحددان ما إذا كانت ستتعلق بالصلوات الخمس أم بصلاة الجمعة.
وكانت الإدارة الجهوية للشؤون الدينية بصفاقس شرعت في الفترة الأخيرة بالتعاون مع “شبكة غصن الزيتون للجمعيات التنموية بصفاقس”، في تعقيم عديد الجوامع بالجهة، على أن تشمل هذه العملية بقية المعالم في الأيام القليلة القادمة. كما قامت الإطارات الدينية بحملات نظافة بالمساجد والجوامع الراجعة لها بالنظر، وذلك بالتنسيق مع البلديات والسلط المحلية والجهوية، وبالتعاون مع عدد من جمعيات المجتمع المدني.
يذكر أن ولاية صفاقس تعد زهاء 600 مسجد وجامع (وهو أرفع عدد في ولايات الجمهورية) موزعة على 16 معتمدية. كما تعد 1700 إطارا مسجديا ودينيا، إضافة إلى 130 كتاب لتحفيظ القرآن الكريم، كلها مغلقة بسبب جائحة كورونا، وفق فتحي الحاج إبراهيم.