“التشغيل استحقاق … ياحكومة” و”هل نحن جادون في الغاء الحجر الصحي الاجباري؟” و”صلاح الدين الدريدي أستاذ الاتصال الجماهيري والعلاقات العامة .. المشهد الاعلامي فوضوي وبعيد عن الحرفية وأضرّت به الاصطفافات”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة، اليوم الخميس.
تطرقت جريدة (الشروق) في افتتاحية عددها اليوم، الى معضلة التشغيل في تونس خاصة بعد أن أعلنت الحكومة غلق باب الانتداب طيلة سنتي 2020 و2021″ مشيرة الى أن “العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات التونسية كانوا يعتقدون ان سقوط النظام السابق سيفتح لهم الباب للتشغيل ولتحقيق الكرامة التي رفعوها في الاحتجاجات التي انطلقت في 17ديسمبر 2010 والتي انتهت بسقوط النظام، لكن ما حدث أن وضعهم ازداد سوءا وتهميشا فهناك من فاقت بطالته الخمسة عشر عاما وأصبح كهلا دون عمل أو كرامة”.
واعتبرت، في هذا الاطار، أن التشغيل هو “التحدي الكبير لحكومة، إلياس الفخفاخ، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد الا أن ذلك لا يمنع من منح هذا الملف الأولوية المطلقة وخاصة الذين فاقت بطالتهم العشر سنوات والذين لا معيل لهم في الأسرة وذوي الاحتياجات الخصوصية”.
وبينت أن “ملف التشغيل يحظى بأولوية لانه صندوق الكرامة الحقيقي الذي يجب أن تعتني به الحكومة باعتبار أن البطالة أكبر إهانة للمواطن لأن العمل حق مقدّس وعلى أي حكومة أن تحترمه”.
وأضافت أن “الحكومة لا يمكن أن تشغل الجميع في الوظيفة العمومية والمؤسسات العمومية الا أنها يمكن أن تبتكر حلولا لإيجاد مواطن رزق للشباب مثل تسوية المشاكل العقارية ودفع البنوك الى اعتماد سياسات مرنة في منح القروض وتمويل المشاريع واستصلاح الأراضي القديمة مثل الواحات في جهتي نفزاوة والجريد التي يمكن أن يتولاها الجيش الوطني لتخلق آلاف فرص العمل وموارد الرزق وحركة اقتصادية نموذجية”.
وخلصت الصجيفة، الى أنه “بدون فتح هذا الملف والتعامل معه بجدية لن تنجح أي حكومة لا في تحقيق التنمية ولا في خلق الثروة”.
واعتبرت (الصحافة)، في ورقة خاصة، أن “انتصارنا على الكورونا قد جعل عموم التونسيين يتراخون في التعاطي مع مخاطر هذا الوباء كما أن السلطات التونسية التي تراهن اليوم على وعي المواطن من ناحية الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية هي قطعا واهمة ولا تعلم الا الشيء القليل عن سلوك المواطنين كما أن الرهان على وعي العائدين من الخارجين والتزامهم بالحجر الصحي الذاتي هو انتحار جماعي حيث لا أحد سيلتزم بذلك”.
وأشارت، في هذا الخصوص، الى “بدايات انتشار الفيروس في مارس الماضي حيث أن سبب تفشيه كان جراء حالات وافدة لم تلتزم بالإجراءات اللازمة ولم تبدأ الأزمة في الانحسار إلا مع تطبيق الإجراءات الوقائية بصرامة خاصة الحجر الصحي الإجباري في الأماكن المخصصة لذلك”.
وبينت أن “التعويل على الوعي الذاتي للعائدين من الخارج من التونسيين في مرحلة أولى وفتح الحدود في مرحلة ثانية يعد خطرا كبيرا قد يعصف بالانتصار الهش الذي حققناه على فيروس كوفيد 19 لاسيما وأن هذا الوباء لم يتم تطويقه عالميا حتى اللحظة كما أنه لم يتم التوصل إلى علاج له أو لقاح يحمي منه وبالتالي فإنه مازال خطيرا وقاتلا ويحصد آلاف الأرواح في العالم”.
وأضافت أن “الأخبار القادمة من الصين، معقل الفيروس، تحمل نذر التشاؤم فبعد هدوء نسبي عاد العدو الغامض لينتشر من جديد. أما أوروبا فهي لم تتعاف بعد من هذا المرض، وإذا علمنا أن جل السياح المنتظرين سيأتون منها وكذلك جل الوافدين التونسيين سيعودون منها علينا أن نأخذ الأمر مأخذ الجد حتى لا تكون النتائج كارثية”.
وأوضحت أن “كورونا تعرف ذروتها اليوم في العالم العربي وفي إفريقيا، فحالات الإصابة في الجزائر وليبيا تثير القلق وإذا نظرنا إلى حجم التعامل بينا وبين أشقائنا في هذين البلدين سندرك أيضا حجم المخاطر التي ستترتب على فتح الحدود دون إجراءات صارمة. وكذلك الشأن بالنسبة إلى بلدان العربية السعودية وقطر ومصر وهي التي باتت اليوم معاقل لهذا الفيروس”.
كما أبرزت أن “القارة الأمريكية شمالية وجنوبية تعيش أتون حرب ضروس مع الفيروس الغامض وعليه فإن المخاطر ما تزال تحدق بالبشرية جمعاء ومن الحكمة أن نتعظ ونستفيد من نجاحنا النسبي بالمحافظة عليه حتى لا نقع في التراخي الذي سيعصف بكل ما تحقق وسيكون الأمر وبالا على الجميع”، وفق ما ورد بالصحيفة..
وفي موضوع آخر، اهتمت ، ذات الصحيفة، بالمشهد الإعلامي بعد جانفي 2020 الذي “تداخل فيه الغثّ والسمين والحرية المسؤولة والفوضى والحياد والاصطفاف وراء بعض الأجندات الحزبية مما مسّ بأخلاقيات المهنة الصحفية والإعلامية مشيرة الى أنه “”يمكن للمتابع للبرامج الحوارية ملاحظة دخول عدد من الإعلاميين في المعارك السياسية والانخراط في إعلام البوز”.
وأضافت أن “التجاذبات الحزبية التي يعيشها البرلمان والتوتر السياسي الذي تعيش على وقعه البلاد رافقه إقبال عدد من الاعلاميين في منابرهم الحوارية على القيادات الحزبية المتنازعة والنواب المتخاصمين، لتتحول المنابر الإعلامية الى مساحات للسجالات السياسية والايديولوجية والسب والشتم وتصفية الحسابات وأشبه ما يكون ببرنامج (فرغ قلبك) لكن بمحتوى سياسي”.
وحاورت ففي هذا االخصوص، أستاذ الاتصال الجماهيري والعلاقات العامة، صلاح الدين الدريدي، الذي أكد ان “المشهد الإعلامي في بلادنا يرزح تحت العشوائية وغياب الاخلاقيات الشخصية والمهنية بما لا يخدم لا الديمقراطية ولا صورة الاعلام الوطني”.
واعتبرأن “المخرج الوحيد من ذلك هو الحرفية التي يتمثل مفتاحها في التكوين على قواعد صحيحة” مشيرا الى أن “ذلك لم يحصل رغم المناداة على امتداد التسع سنوات الأخيرة بضرورة تكوين الصحفيين والإعلاميين على أسس مهنية وحرفية أصيلة، ونتيجة ذلك نلاحظ المشاهد المزرية السائدة في اعلامنا، والتي تختزل في فضاءات مغلقة صلب إذاعة او تلفزة في شكل بلاتوهات ينشطها من هب ودب ويستدعى اليها من هب ودب، ليختلط فيها الحابل بالنابل”.
وأبرز المتحدث، وفق ذات الصحيفة، أن ” الاعلام الديمقراطي يقوم على الجدل والتناقض في نفس الفضاء مع قدرة الاعلامي او الصحفي على تلخيص الجدل وإدارته مهنيا بعيدا عن لغة الاصطفافات ليبقى الحكم للمتلقي وحده” مبينا أنه “من المفروض ان تكون البلاتوهات التلفزية او الاذاعية تفاعلية، تأليفية واستشرافية وأن تكون إعلامية وليست سياسية موجهة أو مصطفة وراء هذا او ذاك أو مع هذا ضد الآخر، وذك احتراما لاخلاقيات المهنة”.
واعتبر، الدريدي، أن “العيب الأساسي ما بعد الثورة هو تشكيل ما يسمى بـ (صحافة البلاتوهات) التي تأتي في شكل جلسات تجمع أشخاصا وأطرافا للحديث كيفما شاءوا وكأن الصحافي أو الإعلامي أصبح قوالا والبلاتوهات تجلب القوالين من كل حدب وصوب، وهو ما لا يمت للصحافة والعمل الصحفي بعلاقة”، حسب ما جاء بالصحيفة.