لوح ممثلون عن الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل خلال ندوة صحفية عقدت اليوم الثلاثاء بالعاصمة، بتصعيد احتجاجاتهم خلال الفترة المقبلة في حال لم تستجب الحكومة الجديدة إلى مطالبهم المتعلقة بفتح باب الانتدابات في الوظيفة العمومية وتوظيفهم في مخابر البحث ومنحهم صفة الدكتور.
وقالت سيرين السعيدي منسقة بتنسيقية الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل لـ(وات) إن “مطالبهم لم تجد أذانا صاغية من سلط الإشراف رغم عديد التحركات الاحتجاجية منذ سنة 2011″، ملوحة بتدويل ملف الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل ومواصلة الاعتصام داخل مقر وزارة التعليم العالي وصولا الى مرحلة خوض إضرابات جوع.
وحول تدويل ملف الدكاترة المعطلين عن العمل، أوضحت أن هناك توجه في ظلّ تجاهل الحكومة لمطالب الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل إلى مراسلة المنظمات الدولية ذات الصلة بمجال البحث العلمي والمنظمات الدولية المانحة للتنديد بوضعيتهم الهشة رغم ما تتحصل عليه تونس من دعم مالي في مجال البحث العلمي من تلك المنظمات.
وأشارت السعيدي إلى مواصلة الاعتصام المفتوح الذي تشنّه مجموعة من الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي منذ يوم 29 جوان الماضي إلى حين تحقيق المطالب والمقترحات التي تقدموا بها إلى الوزارة، مشددة على أنهم لن يتراجعوا قبل تحقيق مطالبهم ولو كلفهم الأمر الدخول في إضرابات جوع.
من جانبه قال منعم البرهومي ممثل عن الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل لـ(وات) إن اللجوء إلى هذا التصعيد يأتي بعد سلسلة مشاورات تم عقدها مع مسؤولين بوزارة التعليم العالي دون أن تفضي إلى نتائج ملموسة، معيبا على السلطة تهميش وضعية الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل بعد سنوات طويلة من الدراسة والبحث.
وأضاف إن التلويح بالتصعيد يأتي في ظل الفراغ السياسي الذي تعيشه البلاد بعد استقالة الحكومة واستمرار مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي طرف رسمي في هذا الظرف الراهن قادر على التفاعل مع مطالب الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل ومع مقترحاتهم الرامية إلى النهوض بالبحث العلمي.
وتتمحور مطالب الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل أساسا في فتح الانتدابات في الوظيفة العمومية وتوظيفهم في مخابر البحث، وفق ما صرح به البرهومي مذكرا بأنهم “قدموا عديد المقترحات لوزارة التعليم العالي لاستيعابهم بمخابر بحث بجميع الوزارات للقيام بالدراسات والبحوث وتطوير البحث العلمي وإيجاد الحلول لعديد الإشكاليات التي تعاني منها البلاد”.
من جهته، اعتبر سليمان السالمي ممثل عن الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل ان مطالبهم “واقعية وقابلة للتحقيق وغير تعجيزية”، داعيا إلى إعادة فتح باب الانتدابات بأمر حكومي واستيعاب الدكاترة المعطلين في مؤسسات التعليم العالي التي تحتاج إلى آلاف الخطط الوظيفية فضلا عن فتح مخابر البحث العلمي بالوزارات والدواوين.
ويعيش الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل أوضاعا اجتماعية صعبة فبعهضم يشتغل كعامل يومي في قطاع الأشغال والبناءات والبعض الآخر يعمل بعقود هشة في القطاع الخاص دون التمتع بالتغطية الاجتماعية وبمقابل مادي زهيد، وفق السالمي، الذي طالب بإيجاد حل جذري لهذه الفئة باعتبارها قادرة على النهوض بالبحث العلمي في البلاد، وفق تقديره.