ولاية جندوبة تسجل ارتفاعا ملحوظا في عدد الحرائق في ظل تعدد اسباب نشوبها وغموض نوايا مرتكبيها

ارتفعت وتيرة حرائق الغابات و الأعشاب و المواد العلفية التي شملت مركبات فلاحية دولية وضيعات تابعة لفلاحين بولاية جندوبة، بحلول منتصف اوت 2020 ، مما غذى الشكوك بشان أسباب نشوبها وفتح باب التحقيقات الامنية والقضائية.

وأدت هذه الظاهرة الى تنفيذ عدد من الايقافات وتوجيه تهم لأشخاص لازالوا في مرحلة الاستنطاق في وقت يسعى فيه المحققون الى الكشف عن المتسببين الرئيسيين الذين يقفون وراء هذه الحرائق المتزامنة أحيانا.

وتخطى معدل ارتفاع الحرائق الغابية ، خلال صيف 2020 ، نسبة 100 بالمائة بعد نشوب اكثر من ثلاثين حريقا من بينها الحريق الذي شب صباح اليوم الاحد بمنطقة الحوامدية من معتمدية طبرقة مقابل 13 حريق للصائفة المنقضية.

وأكد المدير الجهوي للحماية المدنية بجندوبة منير الريابي ، في تصريح لـ(وات)، ان الحرائق الغابية تسببت في اتلاف 150 هكتار من الغابات شملت بالأساس معتمدية طبرقة وعدد من المناطق الحدودية.

وكشفت بيانات جهوية قدمت خلال جلسة العمل المتعلقة بتجسيم الإجراءات الوقائية المتخذة لتامين الثروة الفلاحية والغابية من الحرائق ارتفاع حرائق الاعشاب من 80 حريق صيف 2019 الى 99 حريق لهذه الصائفة مما ادي الى اتلاف 128 هك .
وناهز عدد الحرائق المتعلقة بالمواد العلفية 25 حريق مقابل 22 حريق بالنسبة للصائفة المنقضية استهدفت بالأساس عددا من المركبات الفلاحية التابعة لديوان الأراضي الدولية من بينها بدرونة والكدية من معتمدية بوسالم .
واستهدفت الحرائق الغابات القريبة من تجمعات سكنية ومراكز خدماتية سياحية وأخرى منشئات عمومية ذات طابع فلاحي صناعي فضلا على الطابع الليلي .
واصدر قاضي التحقيق الأول في منطقة بوسالم في 6 اوت الجاري ست بطاقات إيداع بالسجن في حق عدد من عمال المركب الفلاحي ببدرونة وذلك على خلفية الحريق الذي شب في 23 من شهر جويلية 2020 والذي تسبب في اتلاف اكثر من 7000 قطعة علف.

واكد عدد من شهود العيان بمعتمدية طبرقة ومناطق قريبة من قرى بمعتمدية غار الدماء ومسؤولون محليون طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم ان الحرائق التي طالت مناطق غابية ناهزت 25 هكتار قريبة من الطريق الوطنية رقم 7 الرابطة بين طبرقة وتونس العاصمة هي محاولة من بعض النافذين لتهيئة الأرضية المناسبة لتحويلها الى مناطق سكنية وسياحية.

واعتبر آخرون ان الحرائق التي تطال مناطق غابية وعرة عادة ما يتسبب فيها عدد من المستفيدين من صناعة الفحم والبحث عن مراع او مناطق يمكن تحويلها الى مزارع على غرار ماحدث في منطقة عين سلام

وتستاثر ولاية جندوبة باهم مساحة غابية مقارنة ببقية الولايات وذلك بنحو 120 الف هكتار يجمع كافة المراقبين على انها في تراجع كبير نتيجة الإهمال والفساد الذي ينخر هذا القطاع.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.