استأثر نيل حكومة، هشام المشيشي، ثقة البرلمان وردود الافعال حول فعاليات جلسة منح الثقة وكواليسها الى جانب تسليط الضوء على التموقعات الجديدة داخل المشهد البرلماني، باهتمامات الصحف التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
حكومة المشيشي تمر ب134 صوتا
جريدة (الصحافة)
“في مناخات انعدام الثقة تم منح الثقة للتشكيلة الحكومية المقترحة ولكل أسبابه المعلنة والخفية لذلك فالبعض يأمل في امكانات استقرار في ظل وضع مأزوم والبعض الاخر يحركه الخوف من حل البرلمان ولا يثق في وعود الرئيس في حين لا يعدو أن يكون سلوك بعض السياسيين سوى رد فعل على السلوك الذي أتاه الرئيس وبالتالي فتصويته ليس سوى شماتة”.
“ما يعني التونسيين اليوم ليس كل هذا مع الاسف، وهم الذين سئموا سفه السياسيين منذ مدة، هم فقط معنيون بايجاد حلول سريعة لمعاناتهم التي طالت وهم يريدون اعادة الامن والطمأنينة الى نفوسهم بعد ن استفحلت مظاهر الجريمة بشكل سافر تماما”.
صحيفة (الشروق)
“مرور رئيس الجمهورية المفاجئ في الساعات التي سبقت التصويت على فريق المشيشي من رفع شعارات مناهضة للاحزاب الى حد التحريض عليها ثم استجدائها للاطاحة بحكومة هي من المفارقات. اذ تعجز نظريات العلوم السياسية عن تفسير الانقلاب الراديكالي من الرئيس، قيس سعيد، على شخصية هي صنيعته بالاساس خرج بها من كواليس قرطاج الى اروقة الداخلية قبل أن يصعدها الى منصب رئيس الحكومة”.
“رئيس الجمهورية يبدو اليوم في وضع صعب حيث خسر هامش المناورة بعد أن اهترأت علاقته بمكونات الساحة السياسية وخسر معها ثقة المشيشي الذي يعول على التقاط الاحزاب اللحظة التاريخية لتوفير سند سياسي وشعبي يقيه من مناورات القصر في مقابل عقد اتفاق بدأت تنكشف ملامحه عبر اجراء تحوير وزاري يتم بمقتضاه تعويض الاسماء المقربة من رئيس الجمهورية بشخصيات أخرى”.
جريدة (المغرب)
“الخطر الداهم على تونس في الايام والاسابيع القادمة هو حصول صراع وجود بين أهم مؤسسات الدولة .. رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان وهي لن تؤدي الا الى مزيد من تفكك الدولة وانفلات الوضع العام أمنيا واجتماعيا”.
“هل يوجد في هذه المؤسسات للدولة ما يكفي من عقل وحكمة لايقاف نزيف الصراع على السلطة؟ هل سيتعامل هؤلاء الفاعلون السياسيون الاساسيون وفق المبادئ البسيطة للعقل أي تجنب التناحر واحترام قواعد العيش المشترك وفق قراءة نزيهة للدستور؟”.
“لو حصل هذا -ولرئيس الحكومة القادم دور كبير في هذا- نكون قد جنبنا بلادنا كارثة اضافية أما لو حكم كل طرف نزواته ورغباته وغلب نرجسيته فسنكون أمام الطامة الكبرى التي قد تأتي على الاخضر واليابس”.
صحيفة (الصباح)
“خلافا لجلسات منح الثقة للحكومتين السابقتين المقترحتين وهما حكومة، الياس الفخفاخ، وقبلها حكومة، الحبيب الجملي، لم تكن كواليس البرلمان أمس صاخبة ولم يقع الحديث لا عن عمليات بيع وشراء ولا عن ضغوطات بل كان هناك حديث عن ضرورة ملحة لتمرير الحكومة لتلافي فرضية حل البرلمان وهناك من النواب من اعتبروا أن رئيس الجمهورية وضع الجميع أمام الامر المقضي وأنه ليس هناك من خيار سوى التصويت لفائدة الحكومة المقترحة وهناك من قال انه لا يثق في أن، قيس سعيد، لن يمارس صلاحية حل البرلمان في صورة عدم منعد حكومة المشيشي الثقة لذلك لا يمكن الذهاب بالبلاد الى المجهول”.
“واضافة الى مسألة منح الثقة للحكومة تحدث النواب في الكواليس عن جائحة كورونا وعن مخاطر انتشار العدوى في بعض الجهات وعن نقص التجهيزات الصحية في المستشفيات خاصة الواقعة منها في المناطق الداخلية. وفي نفس السياق يذكر أنه في اطار التوقي من كورونا تم اخضاع جميع الوافدين على مقر البرلمان الى عمليات قيس درجات الحرارة عند الدخول مع دعوتهم الى حمل الكمامات”.
“تغيرات في خارطة التموقعات داخل المشهد البرلماني”
جريدة (المغرب)
“أعادت حكومة، هشام المشيشي، حسابات عدة أحزاب وكتل برلمانية وخلطت الاوراق من جديد وبعد جلسة منح الثقة يوم أمس تغيرت خارطة التموقعات داخل المشهد البرلماني بين أغلبية مساندة للحكومة رغم عدم المشاركة فيها، تتمثل في حركة النهضة وقلب تونس وتحيا تونس وكتلة الاصلاح والكتلة الوطنية وكتلة المستقبل وأخرى في المعارضة وبالمعنى الاصح معارضات تضم الكتلة الديمقراطية اي حركة الشعب والتيار الديمقراطي وفي الجهة المقابلة الدستوري الحر وائتلاف الكرامة من الجهة الاخرى، فالثلاثي الاخير سيجمعه صف المعارضة فقط وسيضم المشهد البرلماني معارضات”.
“حكومة المشيشي بعد منحها الثقة فجر اليوم ستكون في مواجهة مع مكونات برلمانية تتميز بالتناقض والاختلاف الشديد في التوجهات والرؤى والمواقف حتى ان رئيس البرلمان راشد الغنوشي في جلسة أمس قد شدد على أن الخلافات التي يشهدها المجلس تدعو الجميع الى ضرورة التحلي بروح المسؤولية العالية القائمة على قيم التعاون والتآزر والعمل على التهدئة للتغلب على كل الصعوبات”.