تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عدة مواضيع أبرزها عملية أكودة الارهابية التي تؤكد من جديد على ضرورة التصدي بكل قوة ل”طيور الظلام” ومدى جاهزية مستشفياتنا لمجابهة فيروس كورونا المستجد الى جانب التطرق الى فشل الحكومات المتعاقبة في ايجاد حلول جذرية لمواجهة تداعيات الفيضانات.
تونس عصية على طيور الظلام
جريدة (الصحافة)
“زفت تونس أول أمس الاحد شهيدا آخر من المؤسسة الامنية هذه المرة، سقط وهو يلبي نداء الواجب على ايدي جراثيم ارهابية كما سماها رئيس الحكومة، هشام المشيشي، وكما صار معلوما فقد هاجمت مجموعة ارهابية نقطة مراقبة للحرس الوطني في مدينة أكودة من ولاية سوسة أسفرت عن استشهاد أحد بواسل الحرس وجرح ثان مقابل القضاء على ثلاثة ارهابيين واعتقال سبعة آخرين”.
“اننا اليوم بحاجة الى تنقية المناخ العام ولا يمكن تحقيق ذلك الا متى انكشفت الحقائق وعرفنا من شجع ودبر ومن خطط ومن مول ومن قدم الدعم اللوجستي والسند السياسي ومن قلل من هول الارهاب وبرر سلوك الارهابيين وتستر على جرائمهم وعلى استخدامهم للدين للتظليل والتعبئة مرة بالقول انهم يذكرون البعض بشبابه ومرة بأن “اللحم النتن مالو الا أهله” ومرة أخرى بأن الجبال فضاءات رياضية لازالة الكولسترول والحفاظ على اللياقة البدنية”.
“ورغم كل المحاذير التي تفرض نفسها في وضعنا الراهنى ستظل تونس المدنية شوكة في حلق كل ارهابي وصخرة تنكسر عليها مشاريع الارهابيين”.
جريدة (الشروق)
“رغم كل ذلك فقد اتضح مع تكرر مثل هذه العمليات أن التونسيين خاصة القوات الامنية والعسكرية ومختلف السلطات لا تؤثر فيهم مخططات الارهابيين بدليل وقوف الجميع للتصدي بكل قوة للارهاب أثناء وبعد كل عملية مهما كان تاريخها أو فترة تنفيذها وادانته والدعوة الى كشف من يقف وراءه سواء في تونس أو في الخارج والى تطبيق القانون بشدة وصرامة في مثل هذه القضايا”.
صحيفة (الصباح)
عملية أكودة الجبانة كشفت مرة أخرى أن للارهاب من يرعاه ويموله ومن يحميه ويمجده، ومرة أخرى تتحرك الالسن لتدافع عن الارهابيين وتتحرك أقلام فايسبوكية مهللة بما أصاب أبطال الحرس الوطني وهو ما يؤكد وجود بقايا خلايا نائمة وجب التحرك لمحاصرتها واستباق ضربها قبل أن تخرج من جحورها وتحاول المس من سلامة أشرف القوات الامنية والعسكرية”.
“ممجدو الارهاب لا نجدهم فقط وراء البروفيلات المغلوطة والصفحات الموجهة والمدعومة بأموال مشبوهة بل نجدهم أيضا من بين مكشوفي الوجه دون خوف ولا خجل تحميهم حصانة سياسية وديبلوماسية اذ لم يخجلوا في الدفاع عن الارهابيين في المنابر الاعلامية وفي تصريحاتهم الصحفية وفي بياناتهم ومواقفهم”.
ما يقوم به بعض السياسيين والنواب من تحد للدولة ولقوانينها وتحد لابناء هذا الشعب يستوجب التحرك القضائي وحتى السياسي من قبل أعلى هرم السلطة لمحاسبتهم على جريمة واضحة وتبرير ودعم الارهاب. أما عن الحصانة التي يحتمي وراءها البعض فمن الضروري والواجب مراجعتها والتخلي عنها لمحاسبة كل مورط بالارهاب أو دعمه ومحاسبة كل مورط في الفساد وكل من تجاوز القانون فالحصانة هي بدعة علابية وتونسية حتى ان دستور 1861 لم يشر اليها أبدا لتتواجد لاحقا في دستور 1959 ثم دستور 2014″.
“هل مستشفياتنا جاهزة لمجابهة كورونا”
جريدة (الشروق)
“يشار الى أن وضع المستشفيات في تونس غير قادر على استيعاب الاف المصابين سواء من حيث نقص الاطارات أو التجهيزات. كما أن التعويل على وعي المواطن فقط لم يثبت نجاعته وهو ما دفع الى اصدار قرار مؤخرا يقضي بالزامية ارتداء الكمامات الواقية من عدوى الاصابة بمرض كوفيد 19 بالفضاءات والاماكن العمومية المفتوحة والمغلقة. كما تم فرض عقوبات ردعية على المخالفين لهذا القانون تتراوح بين عقوبات مالية من 100 دينار الى 3000 دينار وقد تصل العقوبات الى السجن. وذلك أن عدم احترام البروتوكولات الصحية في بعض المصانع وفي حفلات الزواج أدى الى انتشار العدوى بفيروس كورونا”.
ويرى المتابع أن الوضع الوبائي في تونس حرج ويستدعي من كل الاطراف المعنية اليقظة حتى لا تنفلت الامور ويصبح الوضع أكثر خطورة خاصة أن المعطيات العلمية تشير الى أن الوباء سيتواصل سنوات مما يفرض صعوبة فرض الحجر الصحي الشامل نظرا الى العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية. ويشار الى أنه يمكن القيام بحجر صحي شامل في بلدة أو مدينة معينة تكون فيها حالات العدوى مرتفعة كما تم في مدينة الحامة من ولاية قابس”.
صحيفة (الصحافة)
ارتفع العدد الجملي للمصابينلا بفيروس كورونا المستجد في تونس بتاريخ 5 سبتمبر 2020 الى 5014 حالة حالة مؤكدة ويعتبر هذا العدد مؤشرا كافيا للتأكيد بأن الوضع الوبائي أصبح أكثر من خطير خاصة وأن مسار العدوى أخذ منحى أفقيا تصاعديا وجد سريع على مستوى جميع الولايات وذلك منذ حوالي شهرين ونصف من تاريخ فتح المطارات والموانئ وتوافد السياح يوم 27 جوان 2020 حيث زادت حالات الاصابات الجديدة بين الموظفين والعاملين في هذه المنشات وسجلت حالات العدوى تفاقما مستمرا كما تطور عدد الوفايات الى حدود يوم الاحد المنقضي الى 93 حالة وفاة”.
الكوارث الطبيعية … استمرار غياب سبل التوقي
جريدة (الشروق)
“فشلت الحكومات المتعاقبة بعد الثورة في معالجة مشكلة انسداد قنوات تصريف المياه وايجاد حلول جذرية لتداعيات الفيضانات حولت بعض الجهات الى مناطق منكوبة ومعزولة”.
“وبمجرد نزول الامطار يبرز معها تردي البنية التحتية في بلادنا وتزداد معاناة الاهالي في مختلف المناطق والجهات والتي سرعان ما تتحول الى مناطق معزولة وقد يؤدي الى خسائر بشرية ومادية مثل ما حصل مؤخرا في سيدي بوزيد وفي السنة الفارطة في قصر السعيد ونابل والعديد من الولايات الاخرى”.
جريدة (الصحافة)
“ان الكوارث الطبيعية ليست مستجدة ولا طارئة كما أنها ليست عابرة ولا استثنائية، بل هي ظواهر تجد لها تاريخا وتأثيرا في بلادنا منذ قديم الازمنة غير أن حكامنا لم يتعاملوا معها كمهدد حقيقي للافراد والمنشآت والممتلكات الخاصة والعامة. بل نراهم يعتمدون سياسة النعام في التعامل معها أو في أحسن الاحوال يبحثون عن حلول ترقيعية وتلفيقية لا ترقى لان تكون ضمن خطة استراتيجية محكمة لمجابهتها أو على الاقل للحد من خطورة نتائجها”.