تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع أبرزها مصير الملفات العالقة التي أثارت ضجة كبرى وتم تناسيها وأهمية توجيه النقاشات السياسية نحو مشاريع وطنية كبرى وعدم اضاعة الوقت الى جانب ردود الافعال المختلفة عقب اللقاء الذي جمع سعيد بالمشيشي والتساؤل حول الجدوى من تأسيس أحزاب وائتلافات جديدة دون مراجعة هيكلية لمواجهة المشاكل الحقيقية للتونسيين.
الملفات والقضايا المنسية”
جريدة (الصباح)
“ملف الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي … اختفاء الصحفيين نذير القطاري وسفيان الشورابي … ملف الوردانين … الهبة الصينية … قضية حرق قاطرة الفسفاط وحرق مخازن ديوانة حلق الوادي … قضية سيارة ابنة الوزير … ملف الفخفاخ وتضارب المصالح … فيلات اليكاتي الاسبانية … فضيحة بنما بايبر … وغيرها من الملفات العديدة التي أثارت ضجة كبرى في الوسط الاعلامي والسياسي والمجتمعي في تونس وتم فتح تحقيقات قضائية بشأن بعضها وشكلت محور ‘مونشيتات’ الصحف ونشرات الاخبار ومادة دسمة للملفات التلفزية والاذاعية ومحلليها.. ثم وبمرور الايام تم تناسيها وتجاهلها اعلاميا وقضائيا”.
“لو أردنا الاصلاح فعلا ولو رأينا الانهاء مع منظومة الفساد واعلاء كلمة القضاء وعودة الثقة لابناء هذا الشعب فان الضرورة تقتضي الوضوح والشفافية والكشف عن مآل القضايا والملفات السابقة واطلاع العامة على عمل التحقيقات واللجان. فالشعب الذي فقد الثقة في كل السلطات من تنفيذية وتشريعية وقضائية وحتى سلطة الاعلام التي تسمى بالسلطة الرابعة في حاجة اليوم الى معرفة الحقائق ولا شئ غير الحقائق وفي حاجة الى ادانة من يستحق الادانة وتبرئة من يستحق التبرئة. وفي حاجة الى رؤية مسؤول مخطئ يستقبل ويعتذر وفي حاجة الى رؤية مسؤول ثبت تورطه وفساده وخرقه للقانون يحاسب أمام القضاء. وقتها يمكن الحديث عن الدولة ومقومات الدولة. وقتها يمكن الحديث عن الدولة ومقومات الدولة”.
الدولة التونسية ومعضلة اضاعة الوقت
جريدة (الشروق)
“اليوم يتمنى التونسيون رؤية كبار مسؤولي دولتهم وهم يضيعون وقتهم في الجدل والنقاش حول مشاريع وطنية كبرى وحول أفكار وقرارات ‘ثورية’ تصلح ولا تفسد وتحقق التقدم ولا تجذب الى الخلف، وتضئ الطريق أمام الاجيال الجديدة ولا تعتمها بدل اضاعته في صراعات وتجاذبات يومية لا تهم المواطن في شئ وفي اثارة أزمات دون موجب ويتمنون منهم المرور بسرعة الى التنفيذ على الميدان بدل اضاعة الوقت في الكلام الذي يتحول أحيانا الى ثرثرة مملة والى سعي محموم لربح الوقت قبل مغادرة المسؤولية بأخف الاضرار. فالثابت أن ذلك لن يخلف سوى حالة من السخط والغضب لدى الرأي العام، قد يتحول مع تقدم الايام الى احتقان شديد تبعاته معلومة”.
رئيس الجمهورية و”عقدة الصلاحيات”
صحيفة (الصباح)
“جدل سياسي ودستوري ذلك الذي تسبب فيه رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال لقائه أول أمس برئيس الحكومة، هشام المشيشي، بعد أ رفع اللام الزمخشرية في وجه التعيينات المقررة بالقصبة وبالدعم الحكومي للولاة”.
“واذا اعتبر البعض أن ما أتاه سعيد يندرج في اطار اصلاح الخطا من خلال رفضه للتعيينات المشبوهة وهو تأكيد على سلامة التمشي الرئاسي في التوجه نحو الاصلاح وفرصة حقيقية للرئيس لتدارك خطيئة تعيين الياس الفخفاخ، فان الاخرين لا يرون في موقف الرئيس سوى محاولة صريحة لتأديب هشام المشيشي على تجاوزاته وقطعا للطريق أمام محاولة هذا الاخير فرض نفسه كرئيس حكومة كامل الصلاحيات”.
جريدة (الشروق)
“في كل الاحوال فان ملاحظات الرئيس وحتى مؤاخذاته لرئيس الحكومة كان يمكن أن توجه له بشكل متحضر يحفظ هيبة المنصب ويحفظ مصداقية رئيس الحكومة ولا يظهر رئيس الدولة بذلك الشكل المتشنج وهو يتحدث عن حقبة كان هو الاخر صلبها وعن شريحة كبيرة من شعبه كان يفترض أن يعمل وهو رئيس كل التونسيين على تسهيل ادماجهم بما يصالح بينهم ويوحد صفوف كل التونسيين في مواجهة تحدياتهم ومشاكلهم التي تخص مستقبلهم وليس ماضيهم الذي ولى وأدبر”.
“ان تصحيح كل المسارات وحتى سد الثغرات الكثيرة التي جاء بها الدستور وأظهرات الممارسة عيوبها في علاقة بالنظام السياسي ممكن في أجواء من الحوار البناء والمسؤول. حوار يكرس تضامن رؤوس السلطة ويزيل كل عوامل التجاذب والتناحر ويرسل رسائل الطمأنة المطلوبة الى عامة الشعب الذي يعنيه أولا وأخيرا حل مشاكله الحارقة من تشغيل وأمن واستقرار وقدرة شرائية ومستقبل يريده زاهرا له ولابنائه”.
صحيفة (الصحافة)
“هذا التدخل والتداخل في الصلاحيات من شأنه أن يحدث اضطرابا وتنازعا بين الرئاستين على مستوى التشاور والتنسيق بينهما كما يمكن أن يحمل رئيس الحكومة على التخلي عن المسؤولية التي اختاره من أجلها، قيس سعيد، ولعل مآل العلاقة بين الرجلين بعد هذا الموقف المحرج الذي وضع فيه المشيشي سيكون موضوع جدال في الفترة القادمة والكل يعلم أن تشنج العلاقة بين المؤسستين من شأنه أن يخلق توترا على مستوى تسيير الدولة والامثلة عديدة في هذا السياق”.
أحزاب وائتلافات وتكتلات جديدة … هل من مراجعة هيكلية؟
جريدة (المغرب)
“لا يكفي أن نعلن عن ولاة الاحزاب ونتموقع باعتبارنا أصحاب سلطة وقرار ومال وجاه بل المهم هو أن نكون مؤهلين لمواجهة المشاكل الحقيقية للتونسيين حاملين لرؤية ومشروع ومستعدين للتضحية في سبيل تغيير واقع المنسيين والمهمشين واللامرئيين”.
“لقد صار من السهل جدا تأسيس الاحزاب … يكفي أن توفر المال والخلان والاتباع وبعض الانتهازيين والراغبين في السلطة والغنائم واللاهثين وراء المرئية وتحفظ بعض الشعارات وتتدرب على أشكال المراوغة والايهام حتى تزعم أنك ‘سياسي’ صاحب مشروع ‘باتيندا’ لخدمة الوطن”.
“لكن هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين؟ ما العمل حتى تسترد مؤسسات الدولة عافيتها وهيبتها وتفارق وضع الهشاشة؟ وماهي الاستراتيجيات الكفيلة بدفع عجلة الاقتصاد الى الامام واعادة بناء ثقة المستثمرين في الدولة؟ وكيف السبيل الى اقناع التونسيين بأهمية العمل؟”.