الجدل القائم حول تعديل المرسوم 116، والغاية من طرح مبادرات تشريعية وسط مناخ سياسي متشنج و’مجلس الشعب’ في عيون نوابه الى جانب الاثار النفسية للكورونا على الاسرة والمجتمع والتحذيرات من مخاطر تصنيف بلادنا ضمن الدول الراعية للارهاب، مثلت أبرز اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الخميس.
“كلنا أخطأنا … كلنا مذنبون”
جريدة (الصحافة)
“ليست معركة المرسوم 116، ولا هي معركة تحرير الاعلام، ولا هي معركة فصل سياسي أو اصطفاف برلماني، بقدر ما هي معركة تراكمات سنوات عجاف قضاها القطاع في لوك الشعارات وفي المهاترات وفي تصفية الحسابات، أضاع على نفسه وعلى أبنائه وعلى البلاد كلها، فرصة الاصلاح الحقيقي فرصة أن يكون قاطرة للتقدم ومنارة للتثقيف والاخبار والتوعية والتقدم والتحديث والحضارة”.
“ليست معركة يشنها سيف الدين مخلوف والمؤلفة قلوبهم حوله ضد قطاعنا لوحده بل هي معركة سلمناه نحن فيها مفاتيح أبوابنا وكشفنا له أبواب قلاعنا ومكناه من حصوننا ببساطة لاننا كاعلاميين تونسيين لا نمتلك رؤية واضحة ولا برنامجا ولا استراتيجية عمل ولا منهاج بناء يمكن التعويل عليها لتحصين القطاع والدفاع عن مكتسباته ووضعه في منطقة الريادة”.
“لكن السؤال هنا موجه الى هياكل المهنة لماذا أوصلنا قطاعنا الى هذه الدرجة من الهوان، أليس من يهن يسهل الهوان عليه؟ لماذا استوطأنا حائطنا حتى يركب على قطاعنا من يشاء وبأي اسم وعنوان يشاء؟” ألم نكن قادرين أن نقول للهايكا أنها لم تنجز شيئا وأن وجودها وعدمه سيان وأن بقاءها أكثر من المدة القانونية سيفتح عليها وعلينا أبواب جهنم، وأن الامتيازات مغرية صحيح لكن المقابل لا شئ وساعتها يصبح هدر للمال العام؟.
جريدة (الصباح)
“قد تكون نقابة الصحفيين أخطأت بمقاطعة ائتلاف الكرامة وترك المساحات شاسعة لاصحاب مقترح التعديل مقابل غياب صوت معارض لابناء القطاع. وعلى اعتبار أن الطبيعة تأبى الفراغ فقد تحول الحديث عن المرسوم من طبيعته القطاعية الى خلاف سياسي يسعى كل طرف الى الاستفادة وتسجيل نقاط مهمة في البورصة السياسية”.
“بعض الاحزاب لم تدخل الخلاف من باب الدفاع عن الصحفيين ووضعهم الاجتماعي الهش والا لكانوا قدموا مبادرات وتشريعات في أوقات سابقة تقي أبناء المهنة من واقع الهامش. وينسحب ذات الموقف على رئيس الجمهورية، قيس سعيد، الذي انضم الى الجدل من باب استعادة نفوذه وسلطته بعد أن خسرها أمام المشيشي اثر خلاف تعيين الوزراء”.
“وحتى لا ينساق أبناء القطاع وراء هذه الجهة أو تلك وجب رص الصفوف والحرص على أن لا يكون مقترح 116 حصان طروادة حيث يركبه الكل لفك القلاع من الداخل”.
“أي مناخ للتشريع؟”
صحيفة (الصباح)
“الملاحظ في الاونة الاخيرة أن الدافع في أغلب الاحيان لطرح المبادرات التشريعية لا سيما من الاطراف السياسية ليست غايته الصرفة البحث عن حلول للاشكاليات المطروحة بقدر ما هو ردود فعل لا تخرج من دائرة التشنج الحاصل اليوم تحت قبة البرلمان وخارجها أيضا بسبب العلاقة الصدامية بين مؤسسات الحكم (الرئاسة وباردو والقصبة) ومنطق الوقوف بالمرصاد وتصيد كل طرف للاخر”.
“ان التمسك بالنهج الحالي في التعاطي مع المبادرات التشريعية وتداولها ضمن مناخ سياسي متشنج وحسابات خاصة بالسياسيين ومعارك لي ذراع، يفوت على البلاد فرصة طرح نقاش جدي ورصين حول قضايا ومجالات حيوية واصلاحات مصيرية تأخرت كثيرا”.
“المجلس في عيون نوابه … وشهد شاهد من أهلها”
صحيفة (المغرب)
“الملفت للانتباه في الأسابيع الأخيرة، تغيير هوية كارهي المجلس ومصدري الأحكام والانتقادات بشأن النواب. فلم يعد الآخر(البراني) وحده من يطلق أحكاما بشأن مجلس صار لا يمثّل الشعب بل أضحى عدد من المشتغلين بهذا المجلس، ومن الداخل، يعطون انطباعاتهم ويبوحون بما كتموه. فالمجلس على لسان، سامية عبو، هو مجلس الفاسدين والمزورين والمتحيلين وتبييض الأموال، والسرقة، ‘في الوسخ والانحطاط والقذارة …مجلس الإرهاب’، ومن ثمة عبرت عن كره هذا المجلس. أما، عبير موسي، فقد رأت أن هذا المجلس يبيح ممارسة الإرهاب ويعبث بالقوانين. ويعتبر المجلس حسب، وليد جلاد، فضاء لممارسة العنف وتصديره إلى المجتمع ‘من هنا خارج العنف’… ويعدّ هذا المجلس في نظر نائب آخر ‘سيرك’ وفي نظر آخرين ‘رحبة’…”
“وهكذا تتعدّد النعوت والأوصاف السلبية. ولان ‘أهل مكة أدرى بشعابها’ فان كل الادلة والبراهين قد توفرت لتضفي مصداقية على كل ما يقال حول ‘مجلس الشعب’ وينظر إليه على أنه مبالغة وشكل من أشكال التجنيي على ممثلي الشعب”.
“تثبت التجارب السياسيّة العريقة أن للمجتمع المدني سلطة التعديل إذ بامكانه أن يتدخل في اللحظة المفصلية، فيعيد الأمور إلى نصابها. ولاننا ما عدنا نعول على النواب الشرفاء للضغط والإصلاح فان المسؤولية ملقاة اليوم على عاتق كافة مكونات المجتمع المدني”.
الاثار النفسية للكورونا على الاسرة والمجتمع
جريدة (الصحافة)
“تؤكد منظمة الصحة العالمية بأن الاهتمام بالصحة النفسية في مثل هذه هذه الفترات العصيبة يعد أمرا غاية في الاهمية اذ يجب على الدول اتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على الصحة النفسية للمجتمعات المتأثرة بالفيروس ذلك أنه يمكن للمخاوف حول انتقال المرض من شخص الى آخر أن تؤثر على التماسك الاجتماعي وسهولة الحصول على الدعم الاجتماعي المطلوب وبالتالي تترك أثرا سلبيا على الصحة النفسية”.
“ينصح المختصون بضرورة مجابهة الوحدة والعزلة الاجتماعية التي من شأنها أن تولد شعورا بالقلق والاكتئاب بالتركيز أكثر على الانشطة الترفيهية الفردية مثل كتابة المذكرات وقراءة الكتب أو مشاهدة التلفاز والقيام بالانشطة البدنية والتمارين العقلية مع ضرورة التحلي أكثر بالامل”.
“الارهاب ليس وجهة نظر … وحذار من التصنيف الدولي”
صحيفة (الشروق)
“ان المنحى الذي تسير فيه تونس في هذا السياق خطير جدا وقد نستفيق يوما لنجد بلادنا مصنفة ضمن الدول الراعية للارهاب بعد أن تم تصنيفها سابقا ضمن الدول المتورطة في تبييض الأموال والفساد فقد تراجعت موجة الحماس للربيع الديمقراطي وثورة الياسمين لتصبح تونس بسبب المظلة السياسية للارهابيين إلى نقطة سوداء في حوض المتوسط ومثلما صفٌق عدد من قادة العالم لثورة الياسمين سيصفقون أيضا لتصنيفها كدولة راعية للإرهاب”.
“الحملة التي تقودها عديد الصحف الفرنسية على تونس بسبب مواقف النائب، راشد الخياري، قد تكون مقدمة لما هو أسوأ، وما لم يبادر، هشام المشيشي، رئيس الجهاز التنفيذي وقيس سعيد، رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الأمن القومي، إلى عملية جراحية عاجلة لاجتثاث حاضنة هذا الورم الذي ينخر تونس فلن تنجو بلادنا من مصير شؤم محتوم فيما يبدو”.