تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني أبرزها ضرورة الالتفاف حول حوار وطني شامل يتم فيه التوافق بالاساس حول تشخيص المشاكل والصعوبات والمخاطر التي تحدق بالبلاد الى جانب التطرق الى مشكلة ضيق المقابر البلدية خاصة مع ارتفاع ضحايا فيروس كورونا والتعريج على تصريحات نبيل القروي الاخيرة للوطنية الاولى التي حملت معها شكوكا حول تحوله الى “ناطق رسمي باسم حكومة هشام المشيشي”.
عقد حوار وطني شامل … آخر خيار للخروج من الازمة
صحيفة (الشروق))
“”أمام حالة الانسداد التي كرسها النظام السياسي والدستور وغذتها هشاشة الدولة وضعفها، لم يبق اليوم غير ضرورة استعادة كل الأطراف رشدها والالتفاف حول حوار وطني شامل يحصل خلاله في مرحلة أولى توافق حول تشخيص المشاكل والصعوبات والمخاطر، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ثم في مرحلة ثانية توافق حول الحلول”. “لن يكون ذلك ممكنا إلا بالتزام كل الأطراف بتقديم تنازلات وبالتخلي عن الحسابات الضيقة وبوضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وبتقديم حلول وأفكار تحل الأزمات بشكل جذري ونهائي وتعيد إلى الدولة قوتها وتكرس تطبيق القانون بصرامة . وقد تعددت في الفترة الأخيرة المبادرات الداعية لحوار وطني شامل وسط إجماع لدى مختلف الأطراف بأنه لا مخرج للبلاد من هذه الأزمة الخانقة دونه. وما يبعث على الارتياح في هذه المبادرات هو انخراط أطراف فاعلة فيه تنوعت بين أحزاب كبرى وكتل برلمانية ومنظمات وطنية على رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل”.
“يبقى الدور الأهم لرئيس الجمهورية، قيس سعيد، الذي عبر عن ترحيبه بمثل هذه المبادرات لكنه لا يجب أن يكتفي بـ”الترحيب” بل عليه أن يكون طرفا فاعلا يتحرّك هنا وهناك ويحث بقية الأطراف على الانخراط في هذه المبادرة وأن يكون عنصر تجميع لا تفريق، باعتبار المكانة الاعتبارية الهامة التي منحها إياه الدستور (رئيس كل التونسيين). وهو الدور الذي يجب أن يلعبه أيضا رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، من خلال حث المؤسسة البرلمانية على المساهمة في إنجاح الحوار وأيضا رئيس الحكومة ، هشام المشيشي، من خلال العمل في ما بعد على تسهيل تنفيذ وتكريس مخرجات الحوار”.
صحيفة (المغرب)
“في خضم الازمات التي تمر بها البلاد تشخص الانظار في اتجاه قصر قرطاج وهي تنتظر أن يطل صاحبه ويلقي طوق النجاة بأن يدعو الى حوار وطني قد يكون شاملا كما يرى ذلك البعض أو يكتفي بالملف لاقتصادي والاجتماعي كما يقترح ذلك التيار، الكل ينتظر ولكن يبدو أن الرئاسة في حاجة الى المزيد من الوقت الذي سيكون مكلفا للاسف”
“الامر مرتهن بما سيوضع على طاولة الحوار والمراد تحقيقه عبر الحوار أي هل سنعيد صياغة عقد اجتماعي جديد يعيد تعريف الادوار والعلاقات بين الجميع ، مؤسسات الدولة والفاعلين السياسيين والاجتماعيين والمجتمع والافراد أم تجميل العقد المتآكل الحالي ببعض المساحيق لضمان حوار ناجح شكلا”.
“هذا ما ستقع الاجابة عنه بانطلاق الحوار الذي سيكون بمثابة الفرصة الاخيرة لتجنب الغرق الجماعي فكل المؤشرات الاقتصاية والاجتماعية والسياسية تبين أن هامش المناورة وتجنب الاسوء لم يعد ممكنا فالازمة بلغت أوجها ولم تعد البلاد قادرة على استيعاب كم الازمات المتشعبة بها”.
“حوار سيرتهن بادراك أصل الازمة، اننا نفتقد لعقد اجتماعي جديد ولمشروع وطني جامع يعيد تحديد قواعد اللعبة وأي دور للدولة في المجال الاقتصادي وأي منوال تنمية يتماشى مع امكانياتنا وقدرتنا وماهي الاصلاحات التي علينا القيام بها. بعبارات أخرى عقيدة جديدة للدولة وأجهزتها وادارتها وأحزابها ومنظماتها ومواطنيها اذا تعلق بالعيش المشترك”.
“ارتفاع ضحايا كورونا كشف ضيق المقابر البلدية”
جريدة (الصحافة)
“غير بعيد عن محاولات المجالس البلدية ايجاد حلول للدفن السريع للموتى خلال هذه الفترة تتواصل تشكيات المواطنين وتذمرهم من ضعف البنية التحتية وتدني طاقة استيعاب المقابر مطالبين بان تتولى البلديات ادراج الاهتمام اللازم بهذا العنصر في أمثلة التهيئة العمرانية في المستقبل حيث أن أزمة كورونا واصلت في كشف عديد النقائص التي تشكو منها بلادنا في جل القطاعات دون استثناء”.
“كما أن هذه التشكيات كان مردها بطء الاجراءات البلدية والصحية في عمليات الدفن نظرا لما يتطلبه البروتوكول الصحي لعملية الدفن من توفر شروط خاصة لاتمام العملية وأبرزها تهيئة مساحات خاصة بقبور دفن الاموات بسبب فيروس كورونا حيث أن عديد الحالات تم دفنها بعد أيام معدودات دون احترام حرمة الميت بسبب تقلص مساحات القبور”..
“حديث القروي عن تحوير وزاري قادم … هل هي بداية هزيمة معلنة لحكومة المشيشي؟”
صحيفة (الصباح)
“مع خروجه من كهف الازمة مع أحزاب التيار وتحيا تونس ورئيس الجمهورية، عاد نبيل القروي لسياسة السفسطة مع ظهوره أول أمس على الوطنية الاولى حيث نصب نفسه منظرا للمشهد بعد أن قدم نفسه كأنه ضحية من سبقوه “.
“براغماتية قلب تونس حولها القروي الى انتهازية مفضوحة وعاد ليجدد متاجرته بالام الفقراء والبائسين ممن يستغلهم القروي وحزبه وجمعيته المشبوهة. عودة القروي الى صنيعه قد لا ينطلي هذه المرة على التونسيين بعد أن اكتشف عموم المتابعين أن محاربة الفقر عنده ما هي الا وسيلة للنفاذ لعالم السلطة”.
“ظهور نبيل القروي وحواره على الوطنية الاولى تزامن مع حديث الكواليس بشأن تغيير حكومي محتمل، تحوير كشفه حين أكد أنه سيتم اخال تعديلات على تركيبة الحكومة بما سيسهل عملها ويمكن من تمرير الاصلاحات اللازمة. ولعل المقلق هنا أن يعلن رئيس حزب عن تحوير حكومي هو لا يشارك فيه أصلا، بمعنى أن قلب تونس ونبيل القروي تحولا الى ناطق باسم حكومة المشيشي التي يبدو أنها ارتهنت فعليا لتهريج القروي الذي اصبح يحدد السياسات الوطنية الكبرى”.
“انتقال قلب تونس من وضعية ‘الركشة السياسية’ في حكومة، الياس الفخفاخ، الى رأس حربة في زمن، هشام المشيشي، يطرح اكثر من سؤال ، كما تنسحب ذات الاسئلة عن الاسباب الحقيقية لصمت حركة النهضة وعجزها عن لجم القروي”..