تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الاربعاء، حول عدة مواضيع وأحداث تخص الشأن الوطني أبرزها، التعريج على الخطاب ‘العدواني الحاقد’ الذي توجه به النائب، سيف الدين مخلوف، ضد مؤسسات الدولة ورموزها والتطرق الى الوضع المتأزم الذي تمر به البلاد والذي طال كافة القطاعات وظل السياسيون يسكنون أوجاع البلاد والعباد بأقراص نجاح المسار الديمقراطي الى جانب التأكيد على ضرورة محاسبة كل المذنبين مهما كبر الذنب أو صغر والمضي قدما نحو اعداد برنامج انقاذ واضح.
“سيف الدين مخلوف يتوجه الى الرئيس بخطاب عدواني حاقد … العيب من مأتاه لا يستغرب..”.
جريدة (الصحافة)
“ما صدر عن المسمى، سيف الدين مخلوف، المنتمي، محض صدفة، للمجلس النيابي تحت يافطة حزبية عنوانها ‘ائتلاف الكرامة’ لا يمكن أن يصدر عن شخص متوازن يتوفر على حد أدنى اخلاقي. وهو اليوم يطلق خطابا عدوانيا ضد الكل … ضد مؤسسات الدولة ورموزها وضد الاعلام والاعلاميين وهو للاسف صنيعة من صنيعتهم الاكثر ابتذالا … هذا الكائن يطلق اليوم خطابا عدوانيا بذيئا يستمد لغته ومصطلحاته من قاموسه الشخصي الذي تربى ونشأ عليه أي قاموس الحقد والكراهية والتطرف الذي لا يتردد في الذهاب الى أقصى الممارسات والافعال الاجرامية في حالات التشنج الكبرى… وقد يتحول هذا الخطاب الى وجهة نظر لا تبالي بالدولة وقوانينها بحيث يتم تشغيل جهاز العنف السياسي وقد يتحول، بدوره، في مثل هذه السياقات الملتبسة الى ‘اغتيال محمود’ خاصصة اذا ما اختلط اللاهوتي بالسياسي وتحول بالتالي الى عنوان معركة بين الخصوم السياسيين وهو ما عرفته تونس سنوات حكم الاسلاميين وهي معركة ما تزال مستمرة الى الان بذات العناوين وتطل أحيانا من تلك الثقب غير المرئية التي تركها جماعة الاسلام السياسي مفتوحة ك’أبواب عودة’ لهذا النوع من العنف الهووي كلما دعت الحاجة الى ذلك … وشكري بلعيد، اغتيل في مثل هذه السياقات المتشنجة بعدما أوقعوه في “فخاخ لاهوتية” مدمرة”.
“نهاية مسار … سقوط منظومة”
صحيفة (الشروق)
“بعد عشر سنوات من التدحرج والانحدار يبدو أننا بلغنا القاع. فإذا كان الوضع الاقتصادي سجل انهيارا مرعبا في هذا العقد مع الزمن تدحرجت معه كل المؤشرات واشتعلت الأضواء الحمراء في كل مفاصله وشرايينه… وإذا كان الوضع الاجتماعي قد شهد بدوره انهيارا مروعا حيث تصاعدت نسب الفقر والتهميش وطارت أرقام البطالة وانخرمت القدرة الشرائية للمواطن… إذا كان الأمر بالنسبة لأوضاع البلاد الاقتصادية والاجتماعية على هذه الشاكلة فإن الممسكين بزمام الأمور ظلوا يسكنون أوجاع البلاد والعباد بأقراص نجاح المسار الديمقراطي الذي يمكن البناء عليه وتدارك ما فات عندما تهدأ الأوضاع وتستقر الأمور”.
“لكن الأوضاع لم تهدأ والأمور لم تستقر.. بل على العكس عم الغضب كل أرجاء البلاد… وانتفضت كل القطاعات المهنية وصارت جهاتنا تغلي وكأنما نقف على أطراف بركان يهدد الجميع بحممه… وحتى المسار السياسي الذي كان يتباهى به البعض فقد ظل على مدى السنوات والشهور يتلقى ضربات موجعة… كانت آخرها الضربة القاضية التي أسقطت البرلمان وهيبة ورمزية البرلمان عندما خانت أحد النواب وبقية زملائه في كتلته قوة الحجة فلاذ بحجة القوة.. ليطلق العنان لصراع الأيدي والضرب بقوارير المياه… وليسلط لسانه القبيح لكيل ذلك السيل من الكلام النابي والعبارات البذيئة التي لا يليق أن يتفوه بها مواطن عادي فما بالك حين ينطق بها خريج جامعة وإمام ونائب وتحت قبة البرلمان”.
“سالت فيه الدماء … البرلمان يصدر العنف الى الشارع؟”
جريدة (الشروق)
“في الوقت الذي يعيش فيه المواطن التونسي أزمات كثيرة طالت أبسط حاجياته اليومية من فقدان عديد المواد الاساسية وارتفاع الاسعار وتدهور مقدرته الشرائية التي زادتها أزمة كورونا تعقيدا مما جعله ينتظر الحلول من السياسيين ومسيري البلاد، يتفاجأ بأن هذه السياسية انحدرت الى العنف والتلاسن والشجار حتى أصبح ما يقع تحت قبة المجلس نواب الشعب من خلافات وقذف وتشويه يثير قرف المواطنين ومخاوف المتابعين من أن البرلمان أصبح يصدر العنف الى الشارع التونسي بل ‘يشرعه’ ويكسبه نوعا من ‘التطبيع’ ففي الوقت الذي يحتاج فيه المواطن التونسي من نوابه مبادرات تشريعية تتصدى للفقر والبطالة والجائحة والجهل والفساد … يحول بعض النواب البرلمان الى حلبة صراع لا تختلف عما يأتيه المنحرفون في بعض الاحياء سيئة السمعة. والمؤسف أن هذه الحادثة على فظاعتها ليست معزولة اذ تعود متابعو أشغال البرلمان على أحداث تبادل العنف اللفظي بين النواب من وقت الى اخر بدل الاهتمام بصياغة تشريعات تنقذ تونس من تدهور المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الاهتمام باصلاح التعليم وايجاد حلول للشباب العاطل و’الحارق’ في قوارب الموت”.
“حتى نتفادى دوامة العنف”
صحيفة (المغرب)
“الشرط الاساسي لتجاوز دوامة العنف هو ادانة كل مذنب مهما كبر أو صغر ذنبه ومحاسبته وعدم التساهل معه بحجة تحالفات سياسية أو حسابات حزبية. فاذا لم نفعل ذلك سنكون مهدنا للمستوى الموالي وركزنا الارهاب في بلادنا من جديد”.
“ولكن الخطير في كل هذا أن هذه المعارك السياسية تخاض في بلاد أنهكتها الازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية بما يغذي أيضا من منسوب العنف الجماعي ويجعلنا جميعا على فوهة بركان”.
“اليوم كل المنظومة السياسية على المحك بدءا بأولئك الذين خرقوا مبادئ الدستور ومارسوا العنف وصولا الى الجميع لرسم ملامح الطريق الوطني المشترك المؤسس على مبادئ الدستور واحترام المؤسسات ونبذ العنف بكل مظاهره وأشكاله… فاما هذا أو الذهاب قدما الى الكارثة”.
“نريد حلا”
جريدة (الصباح)
“لقد وجب الاقرار بأننا بلغنا في تونس اليوم مرحلة يصعب معها التكهن بأي شئ. فالبلاد اليوم وبعيدا عن الشعارات تبدو كأنها على كف عفريت فالكل غاضب. كل القطاعات منتفضة واغلب الجهات ثائرة والاعتصامات متفرقة على أغلب مناطق الجمهورية وجل المرافق العمومية معطلة ومصالح الناس كذلك وحالنا في العموم يرثى له”.
“لكن هل يعني ذلك الاستسلام ورفع الراية البيضاء؟ بالتأكيد لا. قد لا يكون اليوم برنامج الانقاذ واضحا وقد يأتي الحل في شكل مبادرة وطنية نابعة عن شخصيات وطنية انتماؤها الحقيقي لتونس، وتكون قادرة على قلب المعطيات. وهؤلاء موجودون على خلاف ما تحاول أن توهمنا به الدعاية السياسية الحالية التي تسعى بقوة لخلق فراغ من حول الجماعة الماسكة للامور اليوم حتى ليبدو وكأن الحل والربط بيديهم دون غيرهم. قد تأتي المبادرة في شكل هبة مواطنية تضع حدا للعابثين بمستقبل البلاد وقد تكون في طريقها نحو التشكل”.
“المهم أن يكون هناك حلا لهذا الوضع البائس الذي يخدم أطرافا معينة لذلك تحاول قدر الامكان تأبيده على حساب المصلحة العامة”.
“اننا نريد حلا لان بلادنا لا تستحق منا كل هذا العبث وهي لا تستحق منا أن نتركها فريسة للعابثين الفاقدين للكفاءة والاهلية والذين لا يترددون في عقد حلف حتى مع الشيطان من أجل ابقاء الامر على ما هو عليه ما دام يخدم مصلحتهم”.
“قد لا يمكن أن نجزم فورا كيف سيكون هذا الحل تحديدا لكنه بالتأكيدذ سينبع من ارادة هذا الشعب من ارادته الحقيقية طبعا تلك التي أكدها على امتداد الحقبات التاريخية وأساسا تلك التي يكون فيها مصير تونس في الميزان”.