ألقى اضراب أعوان الصحة المفتوح بالقطاع العام الذي أعلنت عنه الجامعة العامة للصحة، أمس الاثنين، بظلاله على استمرارية الخدمات الصحية بمستشفى شارل نيكول في أول يوم له من انطلاقه اذ انقطعت الخدمات بالعيادات الخارجية، اليوم الثلاثاء، باستثناء قسم الاستعجالي، وفق ما عاينته موفدة وكالة تونس افريقيا للانباء.
وخلا المستشفى على غير عادته من مظاهر اكتظاظ مرتاديه من مواطنين ومرضى وموظفين، المعتادة، لتنتاب القلة القليلة ممن قصده اليوم، مشاعر الحيرة والتردد بين مغادرة المكان أو الانتظار علّ الابواب الموصدة قد تفتح أمامهم من جديد، متسائلين عن مآل مواعيدهم الطبية التي أتوا من أجلها منذ ساعات الصباح الأولى ليتفاجأوا بإضراب أعوان الصحة.
وفيما بدت على الخمسينية “عائشة” وهي تتوكأ عل عصاها، علامات الحيرة، تود الاستفسار بشأن موعدها لاجراء التخطيط على القلب الذي تمكنت منه بعد طول انتظار بسبب أمراض تعاني منها في القلب والشرايين، قائلة ” لقد تفاجأت بهذا الاضراب الذي لم يتم إعلامنا به “، تمكنت الستينية “كاملة” من الحصول على إذن من إدارة المستشفى بإيواء ابنها المريض بالأعصاب في مستشفى الرازي للامراض النفسية والعصبية.
وفي المقابل استمرت الخدمات الصحية المقدمة بقسم الاستعجالي بمستشفى شارل نيكول واستقبل العديد من الحالات الاستعجالية، في ظل تشديد الاجراءات الوقائية للتوقي من فيروس كورونا واتخاذ بعض الاحتياطات الأمنية على البوابة الخارجية للقسم من قبل أعوان الحراسة بالمستشفى.
وفي محاولة للحصول على توضيح من المسؤولين بقسم الاستعجالي بهذا المستشفى تعذر على موفدة (وات) محاورة أي مسؤول بسبب رفضهم الادلاء بتصاريح صحفية.
ولم يكن مستشفى شارل نيكول استثناء على مستوى تعطل الخدمات الصحية بسبب إضراب أعوان الصحة، حيث شمل بقية المؤسسات الاستشفائية على غرار معهد صالح عزيز لمرضى السرطان إذ أكدت إحدى المريضات المعالجة بهذه المؤسسة الاستشفائية انقطاع خدمات العيادات الخارجية بالمعهد مقابل استمرار خدمات التصوير والتحاليل وتلقي جرعات الكيميائي.
وتحدث أحد شهود العيان عن تعطل حركة المرور، في ساعات صباح اليوم أمام مستشفى شارل نيكول، بسبب حالة الاكتظاظ التي عمت أمام المستشفى، جراء توافد أعداد من المرضى للمراجعة الطبية في مواعيد محددة مسبقا وأحيانا منذ شهور، ليباغتهم قرار اضراب أعوان الصحة وتعطل العيادات.
يشار الى أن الجامعة العامة للصحة أعلنت ،أمس الاثنين خلال وقفة احتجاجية أمام وزارة الصحة، عن الدخول في اضراب مفتوح لاعوان الصحة بكافة المؤسسات الصحية بالبلاد انطلاقا، من اليوم، وايقاف جميع الخدمات باستثناء الحالات الاستعجالية تنديدا بالتصريحات الاخيرة للوزيرة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالوظيفة العمومية، حسناء بن سليمان، وللمطالبة بسحب الفصل 2 من قانون الوظيفة العمومية على كافة أسلاك مهنيي الصحة.
يذكر أن الوزيرة المكلفة، قد اكدت، في جلسة استماع عقدتها لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح بمجلس نواب الشعب يوم 3 فيفري 2020، حول مآل مشروع القانون عدد 2013-24 المتعلق بالخصوصية القطاعية والمتمثل في سحب الفصل 2 من قانون الوظيفة العمومية على كافة أسلاك مهنيي الصحة، “أن المشروع من شانه ان يساهم في تفكيك وحدة الوظيفة العمومية عبر تعدد الأسلاك”.