رفض والي جندوبة علي مرموري فى حوار مع وكالة تونس افريقيا للانباء، وصم ولاية جندوبة بالفقر قائلا “ان نقاط غناها اكثر من فقرها وبامكانها ان تتصدر ولايات الجمهورية فى مجالات عديدة “، داعيا الى تجاوز هذه العقلية والتركيز على استبطان مكامن قوة الجهة واتفاق كل الاطراف، ومنها مكونات المجتمع المدني، على استراتيجية جهوية للتنمية مدروسة وواضحة تبني عليها المخططات القادمة.
وبين انه لم يحدد الى حد اليوم توجه واضح للجهة كولاية فلاحية بامتياز او حدودية او سياحية، مما جعل توجه التنمية المعتمد بها ضبابيا، داعيا الى ” وجوب تحديد خصوصيات الولاية واهدافها الاستراتيجية للمرحلة القادمة ومنهجية تحقيقها”.
واكد انه تم الانطلاق فى بعث مشاريع لفائدة المعاقين لاخراجهم من حالة العوز الى حالة النشاط والاستقلالية، داعيا الى تضافر الجهود واستنباط منهجيات للتقليص فى نسبة الفقر، معتبرا ان قرابة ربع عدد سكان الولاية فى وضعية هشة حيث تضم 70 الف عائلة معوزة و20 الف بطاقة معاق .
ولدى التطرق لافة الارهاب، قال والي جندوبة ان الجهة “اصبحت منطقة نظيفة، رغم الصعوبات المناخية وكثافة الغابة، والشريط الحدودى مع الجزائر مستقر”، مشيدا بجاهزية وقدرة القوى الامنية والجيش الوطني التى مكنت من القضاء على الارهاب وضمان استقرار تام منذ حوالي سنتين بعد ان كانت شهدت فى فترة سابقة تمركز مجموعات ارهابية، وذكر الوالى كذلك ان الحدود مع الجزائر “مغلقة فى البوابات الرسمية لكن علاقات العائلات والمصاهرة متواصلة”.
مطار طبرقة يعود للنشاط بنظيم رحلات مع الجزائر:
بين والي جندوبة ان اشكاليات مطار طبرقة هي نفس اشكاليات عدد من المطارات الداخلية، وانه تم الحصول على موافقة من وزير النقل لتنظيم رحلات خاصة بالجزائريين عبر مطار طبرقة.
قال بخصوص المشاريع المعلنة من حكومتي الحبيب الصيد ويوسف الشاهد، ان العمل الاداري متواصل لكن ما ينقص الادارة الترويج الاعلامي، مبينا انه تم تحقيق 80 بالمائة من اصل 168 مشروعا تم اقرارهم، وان المشاريع التى تم اقرارها خلال المجلس الوزاري 2015 تحققت بنسبة 100 بالمائة، مشيرا الى ان بعض المشاريع تتطلب وقتا اطول ومنها الخط الحديدى بين ماطر وطبرقة (وهو فى مرحلة الدراسات)، كما ان الطريق السيارة بوسالم الجزائر ما زالت فى مرحلة الدراسات الجيوتقنية وتحرير الحوز.
وابرز المرموري ان مشاريع كبرى مبرمجة لفائدة الجهة، على غرار المشروع الممول من البنك الدولى بتكلفة 120 مليون دينار لاعادة تهيئة 10 الاف هكتار من المناطق السقوية على منظومة سد بوهرتمة، كما انطلقت دراسة خاصة باكثر من 13 الف هكتار اخرى على نفس المنظومة والتوسع فى المناطق السقوية واحداث مؤسسة وطنية خاصة بالتصرف فى المناطق السقوية وذلك اضافة الى الطريق السيارة بوسالم الحدود الجزائرية، وهو مشروع ما زال فى مرحلة تحرير الحوز العقاري، ومشروع محطة توليد الكهرباء بالطاقة المائية الذى سينطلق سنة 2022 بمنطقة الناظور بطبرقة بقيمة 850 مليون دينار ومشروع الغاز الطبيعي بطبرقة عين دراهم وبوسالم جندوبة بتكلفة تقدر ب60 مليون دينار، اضافة الى مشروع المشاهد الغابية بعين دراهم الذى سيكون له اثر مباشر على سكان المناطق الغابية
وقال ايضا ان الاستثمار الخاص يمثل احدى قاطرات التنمية بجندوبة ومنها مركزية الحليب ومصنع السكر ومصنع الخمير الذى يوفر 90 بالمائة من الحاجيات الوطنية وازدادت طاقة التشغيل بمصنع الكوابل الى 4500 موطن شغل
واكد ان مشروع حصاد مياه الامطار المبرمج، سيوفر الماء بالمنازل المتباعدة بالمناطق الوعرة عبر الطاقة الشمسية والخزانات، اضافة الى مشاريع الحدائق العائلية ، واشار الى ان جندوبة منطقة وعرة جدا حيث يتطلب ايصال الماء لعين دراهم، على سبيل الذكر، المرور عبر 4 محطات ضخ، مبرزا وجود مقترح فى المخطط القادم لمشروع المحاور الكبرى 2 الذى سيقضي على اشكالية التزود بالماء بالمناطق الحدودية وبعدد من المناطق الجبلية الوعرة
السياحة البيئية تفرض نفسها بجندوبة:
قال الوالي ان الدولة تسوق لانتقال للسياحة البديلة، وولاية جندوبة اعتبارا لطبيعة مناخها وتضاريسها، ومنها الغابات والبحر والجبل والمرتفعات، مهياة اكثر من غيرها للتوجه للسياحة البيئية والبديلة عامة، واكد ان دراسة مشروع “فج الاطلال” ستنتهي قريبا، وقد تم بعد الانطلاق فى تزويد المنطقة بالماء والكهرباء لتكون بها منطقة سياحية بيئية، مشيرا الى ان لولاية جندوبة تجارب فى مجال السياحة البيئية ومنها مركز عين سلطان للسياحة الايكولوجية والجبلية، ومركز التربصات الرياضية بعين دراهم، والسياحة الاستشفائية بحمام بورقيبة التى لم تتوقف
وبين من جهة اخرى، انه سيتم لمقاومة تلوث وادي مجردة، احداث مصب مرجين خاص بمعتمدية وادى مليز، وقد تم التداول في المجلس الجهوى الاخير بهذا الشان، كما اكد انه يوجد مشروع كبير بتكلفة 165 مليار لتهيئة وادى مجردة سيحافظ الوادى من التلوث بكل اصنافه وعلى المدن من الفيضانات
الوضع الصحي بجندوبة كارثي ونتائج التعليم دون المامول:
وافاد فى نفس الحوار ان واقع الصحة العمومية “كارثي” بولاية جندوبة وهو يعاني عديد الاشكاليات خاصة المتعلقة بالبنية التحتية والموارد البشرية ، مقدرا ان مشروع المركز الاقليمي للامراض السرطانية سيشع على كامل الشمال الغربي، معلنا ان مجلس الوزراء صادق على الامر المنظم لهذا المركز وعن انطلاق الدراسات الخاصة بالمستشفي الجهوى بغار الدماء بتمويل تونسي كويتي لينطلق سنة 2022 ، وقال ان نتائج قطاع التعليم “ليست فى مستوى امال كل الاطراف”، داعيا الى تضافر كل الجهود وخاصة الاولياء للعمل على تحقيق التميز.
مجلة الغابات عائق لولاية جندوبة:
واعتبر والي جندوبة فى نفس الحوار ان مجلة الغابات تشكل عائقا فى احداث الفرق فى الاستثمار حيث تتوفر بالجهة غابات كبيرة لكنها غير مستغلة، قائلا انه لا تتوفر حتى اليوم مسالك وفجوات غابية يمكن استثمارها فى اقتصاد محلي وفي تنمية المناطق الغابية
واستعرض عدد ا من مكامن قوة ولاية جندوبة ومنها المواد الانشائية وحدود مع الجزائر تمتد على 120 كيلومترا وعلاقات متميزة مع الجانب الجزائري وتوفر 6 مناطق صناعية و6 سدود ومنها بوهرتمة والسياحة الشاطئية والسياحة البيئية.