التقى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، اليوم الثلاثاء، وزير الدّولة الألماني للشؤون الخارجية، نيلس أنين، الذي يؤدّي زيارة رسميّة إلى تونس من 18 إلى 20 أكتوبر الجاري، وبحث معه، بالخصوص، مجالات التعاون والشراكة الثنائية، وتطورات الأوضاع في تونس وفي المنطقة.
وذكرت وزارة الخارجية في بلاغ صحفي أن الجرندي أشاد خلال اللّقاء بأواصر الصّداقة والتّعاون والشّراكة الاستراتيجية التي تربط تونس بألمانيا، والتي قال إنها ما انفكّت تشهد تطوّرا مطّردا، وهو ما يعكس الأهمّية التي يوليها البلدان للعلاقات الثّنائية.
وجاء في البلاغ ايضا أن هذه الأهمية تتجلّى بالخصوص من خلال المشاورات السّياسيّة المكثّفة ورفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، والتي تترجم حرصهما المشترك على الحوار البنّاء في كنف الاحترام المتبادل.
ونوّه وزيرالخارجية بالدّعم الكبير الذي ما فتئت ألمانيا تقدّمه لمسيرة التّنمية بتونس، سواء ضمن التّعاون الثّنائي أو من خلال الاتّحاد الأوروبي، وكذلك بوقوفها إلى جانب تونس في معاضدة جهودها لمواجهة جائحة الكوفيد 19 واحتواء تداعياتها الصّحية والاقتصادية والاجتماعيّة.
وفي شرحه لتطوّر الوضعيّة السياسيّة بتونس، أبرز عثمان الجرندي للمسؤول الألماني، ما وصفها البلاغ بـ” الدّيناميكيّة التي أحدثها تشكيل الحكومة الجديدة، والعزم الذي يحدوها لتحقيق أهداف التدابير الاستثنائيّة التي اتّخذها رئيس الجمهوريّة يوم 25 جويلية 2021″، والتي قال الجرندي إنها “جاءت لتصحيح مسار التجربة الديمقراطية في تونس، بما يستجيب لآمال وتطلّعات الشعب التّونسي في التنمية والازدهار”، وفق نص البلاغ الصحفي.
وأعرب الجرندي عن الأمل في أن تواصل ألمانيا مساندتها لتونس على المستويين الثّنائي ومتعدّد الأطراف في هذا الظرف الدقيق الذي تمرّ به تونس وأن يستمرّ الحوار بين الجانبين لبحث السبل الكفيلة بمزيد توطيد التّعاون بين البلدين وتنويعه.
من جهته، عبر نيلس أنين، عن تطلع ألمانيا إلى أن “تمضي تونس قدما في مسار تكريس الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات، بما يساعد على تثبيت الاستقرار وتحقيق مطالب الشعب التونسي في التنمية والعدالة الاجتماعية”.
ونوه نيلس بالمستوى الرفيع الذي بلغته العلاقات الألمانية التونسية في شتّى المجالات، مؤكّدا، حسب البلاغ، “استعداد بلاده الدّائم لمزيد تعزيز هذه العلاقات ودفعها نحو آفاق أرحب”.
وكان رئيس الجمهورية قد أعلن في 25 جويلية الماضي وفي شهر سبتمبر المنقضي عن اجراءات استثنائية، من ضمنها تعليق صلاحيات البرلمان و إقالة رئيس الحكومة السابقة وعدد من اعضائها وتعليق العمل ببعض ابواب الدستور ثم كلف لاحقا نجلاء بودن رمضان بتكوين حكومة جديدة تم الاعلان عن تركيبتها مطلع الأسبوع الماضي.
وتم خلال اللقاء بين الجرندي وأنين، تبادل وجهات النظر حول أهم القضايا الاقليمية والدولية، لاسيما المستقبل السياسي في ليبيا بمناسبة انعقاد مؤتمر “استقرار ليبيا”، والتعاون التونسي الألماني في مجلس الأمن الدولي.3 وفي هذا الإطار نوّه المسؤول الألماني بدعم تونس لمبادرة “التحالف من أجل الدبلوماسية متعددة الأطراف”.
وكانت السفارة الالمانية في تونس قد قالت في وقت سابق إن المسؤول الحكومي الألماني سيجري خلال زيارته لتونس محادثات سياسية، ويلتقي بممثلين عن الحكومة والمجتمع المدني التونسي، بالإضافة إلى ممثلين عن الأحزاب السياسية.
ومن المنتظر أن يزور نيلس أيضا الجزائر وليبيا، بحسب المصدر ذاته.