اهتمت الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، بعدد من المواضيع التي تهم الساحة الوطنية على غرار الدعوة الى استثمار الفوز التاريخي للاعبة التنس، أنس جابر، في “رفع راية التحدي عالميا والاستثمار في كل الفرص المهدورة لرسم طريق جديد في الحياة” وتسليط الضوء على أسباب الانحسار التدريجي لحشد الشارع بهدف التغيير والاحتجاج الى جانب فتح ملف المحاسبة الذي ما زال “يراوح مكانه رغم أنه الشعار الاكثر بروزا ضمن الشعارات المرفوعة من التونسيين” في كل مناسبة.
“العالم يتكلم ب’التونسية’ …”
جريدة (الصباح)
“لقد حمل فوز، أنس جابر، التي جبرت بخاطر التونسيين الذين أنهكهم المشهد السياسي المتعفن وصراعات النخب التي فشلت في كسب احترام وثقة الرأي العام في طياته أكثر من رسالة لاكثر من طرف يحتاج حتما لتواضع واصرار هذه الشابة التي استبدلت ولو للحظات الكابوس بأجواء الفرح والنشوة.
وأول هذه الدروس موجهة للنخب البائسة التي فضحتها عقلية الغنيمة التي استبدت بها فكان آخر همها أن ترى راية تونس ترتفع في المحافل الاقليمية والدولية .أما الدرس الثاني فهو بالتأكيد موجه لاصحاب السلطة ممن أسقطوا من خطاباتهم الرسمية القيم والمبادئ التي تحفز الشعوب والامم على ثقافة العمل والابداع واستبدلوها بدلا من ذلك بقاموس حربي يعزز ثقافة التواكل وعقلية ‘المسمار في الحيط’. أما الدرس الثالث وهو الاهم في قناعتنا فهو موجه الى جيل أنس جابر والى شباب التسعينات والى الاف الحالمين بواقع أفضل في بلادنا ممن باتوا يجعلون من الحرقة والهروب عبر سفن الموت الخيار الوحيد المتبقي أمامهم لتغيير واقعهم وهم الذين سيتعين عليهم مراجعة هذه الخيارات واعادة تأمل الواقع ورفع راية التحدي عالميا والاستثمار في كل الفرص المهدورة لرسم طريق جديد في الحياة”.
“هل انحسرت امكانية التحشيد في الشارع؟”
جريدة (الصحافة)
“الملاحظ أن حشد الشارع في تونس سواء قامت به أطراف منظمة أو عفوية وسواء كان مساندا للسلطة أو معارضا لها بدأ ينحسر تدريجيا وقد شاهدنا هذا خلال مظاهرة 08 ماي، ومن خلال ما سبقها من مظاهرات دعت لها المعارضة. وكأن التونسي أيقن أنه لا جدوى من التظاهر أو لعله يئس نهائيا من امكانية التغيير بأسلوب التظاهر والاحتجاج. وكأن المراحل الصعبة التي عرفها الانتقال الديمقراطي والتي جعلت من تونس الدولة العالقة جعلت التونسيين يدركون أن الحلول تحتاج الى ارادة سياسية فحسب وليس الى التظاهر والاحتجاج”.
صحيفة (الصباح)
“لم يكن سعيد وحده من خسر معركة الشارع حيث كان للمعارضة نصيبها من الهزيمة أيضا بعد أن عجزت عن التحشيد والاطاحة بالاجراءات الاستثنائية وما تلاها من اجراءات عبرت المعارضة عن رفضها لها واعتبارها انقلابا”.
“واذ تبقى مسألة الفشل مسألة نسبية للمعارضة فان ذلك لا ينسحب على الرئيس وأنصاره في ظل ما قيل عن التسهيلات التي رافقت تحركات يوم الاحد الماضي وقيلها تحرك 3 أكتوبر المنقضي”.
“هذا الوضع وهذا الانقسام في الشارع جعل الملاحظين يؤكدون أن الازمة السياسية الحاصلة في البلاد لن يحلها النزول الى الشارع بقدر ما يكمن الحل في العودة الى طاولة الحوار الجاد وصياغة الحد الادنى المضمون أمام دولة تتهاوى”.
“التوافق مع المنظمات بديلا ل’الشعب يريد’ “
جريدة (المغرب)
“بات الحوار الوطني الموعود هو محرك الفعل السياسي في تونس ومحدد نسقه ونسق تحركات كل الفاعلين واللاعبين في المشهد من ذلك التطورات التي عاشت على وقعها البلاد منذ أن أعلن الرئيس عن نيته تشكيل لجان تشرف على ادارة الحوار”.
“وأهم ضمانات هذا النجاح هو أن تشارك المنظمات في حوار يفرز مخرجات محل توافق واسع وهو ما طالبت به القوى الدولية والمؤسسات الاممية والمانحون والمقرضون الرئاسة بعد تفعيل التدابير الاستثنائية واشترطت بشكل صريح أن يكون ‘مسار الخروج من الاستثناء الى الطبيعي’ محل توافق وطني واسع”.
“لماذا تتأخر المحاسبة؟”
صحيفة (الشروق)
“ما يزال ملف المحاسبة يراوح مكانه رغم أنه الشعار الاكثر بروزا ضمن الشعارات المرفوعة من التونسيين الذين خرجوا يوم 25 جويلية للمطالبة بالاطاحة بالمنظومة التي تحكمت في رقاب الشعب في العشرية الاخيرة وقادت البلاد الى تهاوي كل المؤشرات والتدهور الذي طال كل القطاعات في ظل طغيان منطق الغنيمة وسوء الحوكمة والتمكين حيث أن الزخم الشعبي الذي تلى الفاصل السياسي لموعد 25 جويلية جعل الابواب مفتوحة أمام قرار سياسي واضح وناجز لفتح ملفات المحاسبة وتفكيك المنظومة قضائيا وقانونيا وهو ما لم تتقدم فيه البلاد نتيجة طرحين رئيسيين يتداولهما المطلعون على هذا المسار والمتعلقين برأي أول يتبنى مقولة بطء التعاطي القضائي فيما الرأي الثاني يقول بفراغ الملفات وعدم احتوائها على قرائن دامغة”.