أطلق مجمّع بيئي متكوّن من 10 جمعيات تعتني بالجانب البيئي في تونس وفي مقدمتها تمثيلية الصندوق العالمي للبيئة بتونس (WWF) صيحة فزع حول ما تتعرض له المحميات الطبيعية بتونس من انتهاكات متواصلة من شأنها أن يكون لها انعكاسات سلبية على انخرام المنظومة البيئية في بلادنا وهدم مجهود استغرق أكثر من ثلاثة عقود لتكوين هذه المنظومة.
المحميات الطبيعية في تونس في خطر |
أطلق مجمّع بيئي متكوّن من 10 جمعيات تعتني بالجانب البيئي في تونس وفي مقدمتها تمثيلية الصندوق العالمي للبيئة بتونس (WWF ) صيحة فزع حول ما تتعرض له المحميات الطبيعية بتونس من انتهاكات متواصلة من شأنها أن يكون لها انعكاسات سلبية على انخرام المنظومة البيئية في بلادنا وهدم مجهود استغرق أكثر من ثلاثة عقود لتكوين هذه المنظومة. فمنذ 14 جانفي 2011 تعرّضت المحميات الوطنية تهجّم عديد المواطنين القاطنين بقرب من هذه المناطق على هذه المحميات من خلال اقتلاع الأشجار الذي يصل عمرها إلى أكثر من 100 سنة بغرض تشييد منازل بهذه المحميات. هذه الوضعية المحيرة من شأنها أن تهدد الحيوانات البرية المتواجدة بالمحميات علما وأن هذه الحيوانات العديد منها مُهدّد بالانقراض. الوضعية الراهنة للمحميات الوطنية بما تحتويه من أشجار ونباتات نادرة وحيوانات تدعو بحق إلى الحيرة والانشغال في ظل اعتبار الحكومة المؤقتة المشاغل البيئية لا تدخل ضمن أولوياتها، ولأجل ذلك تكوّن مُجمّع بيئي يضم جمعيات تعنى بحماية الطبيعة والبيئة في تونس وأنجز تشخيصا للوضعية التي آلت إليها المحميات الطبيعية منذ أكثر من شهر. وضمن هذا السياق تم صباح اليوم انطلاقا من الساعة العاشرة تنظيم لقاء إعلامي بمقر جمعية أحباء البلفدير لتقديم كل المعطيات والمعلومات حول هذا الملف العاجل والذي لا يحتمل التأخير. وفي اتصال بالسيد فوزي المعموري ممثل الصندوق العالمي للبيئة بتونس أوضح أن حالة المحميات الطبيعية بتونس تدعو إلى الحيرة من جراء ما تتعرض له المحميات من هجوم متواصل من قبل العديد من متساكني المناطق المحاذية لهذه المحميات، فقد أورد أن 3 محميات تعرضت إلى انتهاكات وهي الشعانبي وبوهرتمة وإشكل حيث تم اقتلاع الحواجز وتحطيم بعض الأشجار والانتصاب بها وبناء مساكن للغرض. وانتقد محدثنا بشدة المقاربة البيئية الخاطئة التي اعتمدتها الحكومة في العهد السابق من خلال إقصاء المتساكنين القاطنين حذو هذه المحميات وتسييج هذه الأخيرة بأسلاك وحواجز تمنع الدخول إليها بما ولّد شعورا بالإقصاء وهو وما فسّر عملية انتهاكات التي حصلي منذ اندلاع الثورة في تونس. وشدد على ضرورة تغيير التصرف في المحميات الطبيعية الوطنية بإدراج مقاربة تشاركية من خلال تشريك متساكني هذه المناطق في التسيير والتصرف في اتجاه مزيد إدماج المواطنين في هذه المحميات وتحقيق المصالحة مع الأبعاد البيئية. وأكّد على أن الاستثمار المجدي والحقيقي لهذه المحميات يتمثل في الاستثمار في العنصر البشري بتشريكه في صياغة مشاريع بيئية تحافظ على المحميات، لا الاستثمار في الحواجز وعزل المحميات عن المتساكنين بجانبها. وعمّا إذا كان للصندوق العالمي للبيئة في تونس مشاريع في الغرض، صرّح السيد فوزي المعموري أن هناك بالفعل مشروع نموذجي يشتغل عليه الصندوق في المحمية الوطنية "بكاب نيغرو" من ولاية بنزرت بالحرص على تشكيل مقاربة مربحة بين المتساكنين وهذه المحمية.
|
مهدي الزغلامي |