أكدت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري (الهايكا)، أن الوضع الراهن يحتم إيلاء الأولوية القصوى لملف الإعلام العمومي، “ووضع حد لسياسة التهميش والمماطلة ومحاولات التوظيف”، وايجاد حل نهائي لأزمة التسيير الناتجة عن خيارات التسيير المؤقت على رأس مؤسسة التلفزة التونسية والفراغ الإداري على رأس مؤسسة الإذاعة التونسية.
واعتبرت “الهايكا” في رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة، أن توجّه الحكومة نحو إعادة إنتاج السياسات ذاتها التي انتهجتها الحكومات السابقة من شأنه أن يعمق أزمة الإعلام العمومي، وهو ما يقتضي من رئاسة الحكومة توضيح سياساتها تجاه الإعلام السمعي البصري، والإفصاح عن إرادة حقيقية للانخراط في مشروع إصلاحه وفق رؤية تشاركية مع الهيئة ومختلف المؤسسات والهياكل المعنية.
ودعت رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، إلى تدارك التقصير المسجل على مستوى معالجة ملفات الإعلام العمومي العالقة، وفي مقدمتها تسمية رئيس مدير عام بمؤسستي التلفزة والإذاعة التونسيتين من خلال تفعيل آلية الرأي المطابق للهيئة، وحل الإشكالات الإدارية والاجتماعية المتعلقة بإلحاق إذاعة “الزيتونة للقرآن الكريم” بالإذاعة العمومية، ترسيخا لاستقلالية المرفق الإعلامي العمومي والنأي به عن أي توظيف خاصة خلال حملة الاستفتاء والانتخابات.
وأوضحت “الهايكا” أنها توجهت بهذه الرسالة المفتوحة الى رئيسي الجمهورية والحكومة، بعد أن تعطلت سبل التواصل والتنسيق مع الحكومة، لا سيما بعد مراسلتها في أكثر من مناسبة دون تسجيل أي تفاعل، بالنظر لما سجلته من إشكالات على مستوى التعاطي مع ملف الاعلام السمعي البصري العمومي، وفي إطار الصلاحيات الموكلة لها بمقتضى المرسوم عدد 116 لسنة 2011.
يشار الى أن صحفيي وعملة “إذاعة الزيتونة” للقرآن الكريم، الملحقة بمؤسسة الاذاعة التونسية ، نفذوا إضرابا عاما عن العمل يوم 26 ماي الجاري، بعد فشل المسار التفاوضي مع سلطة الإشراف ومسؤولي مؤسسة الإذاعة الوطنية، حول جملة من المطالب المتعلقة بتسوية وضعياتهم المالية، وإتمام دمج الإذاعة بمؤسسة الإذاعة التونسية.
كما نفذ العاملون في مؤسسة الإذاعة الوطنية يوم 25 ماي الجاري، تحركا احتجاجيا للتنديد بحالة الفراغ الاداري على رأس المؤسسة، مطالبين بتعيين مدير عام للإذاعة الوطنية، له استراتيجية ورؤية واضحة لإخراج المؤسسة من أزمتها، خاصة وأن الإذاعة دون مدير عام ولا كاتب عام منذ أشهر مما عطّل التسيير الإداري والمالي بها.