إعتبر السّياسي ومنسّق جبهة الخلاص الوطني المناهضة لرئيس الجمهورية، أحمد نجيب الشابّي يوم الأحد، في قفصة، أنّه “لا مخرج اليوم من الأزمة التي تمرّ بها البلاد إلاّ بحوار وطني جامع وشامل وناجز يُفضي إلى برنامج للخروج من هذه الأزمة يتضمن إصلاحات سياسية وإقتصادية، وإلى تكليف حكومة إنقاذ وطني تتولى تطبيق مخرجات الحوار، وقيادة المرحلة المقبلة إلى حين إجراء إنتخابات سابقة لأوانها.
وأوضح الشابي، في تصريح إعلامي بمناسبة مشاركته في إجتماع نظّمته جبهة الخلاص الوطني، أنّ حكومة الإنقاذ لن تكون قادرة على إنجاز ذلك البرنامج إلاّ إذا شكّلتها شخصية تتسم بالكفاءة وتحظى بمساندة عريضة، مشيرا إلى أنّ إحدى الفرضيات المطروحة من أجل إضفاء الشرعية على هذه الحكومة، هو أن يجتمع مجلس النواب “المُنحلّ” في جلسة للمصادقة على برنامجها وتزكيتها.
ونفى نجيب الشابي، في هذا السياق، التصريح الذي نسبته إليه وسائل إعلام بخصوص”التوجّه نحو تعيين حكومة إنقاذ بين جبهة الخلاص وإتحاد الشغل والقضاة”، قائلا إنّ هذا الكلام لا يستقيم، ولم يصدر عنه وأنّه نُقل عن طريق الخطأ، مرجحا أن يكون “عن حسن نيّة”.
واعتبر أن أيّ تنسيق مع إتحاد الشغل أو أي طرف آخر من خارج جبهة الخلاص، لم ينضج بعد بسبب التحفّظات التي تبديها أطراف تجاه بعضها البعض، مؤكّدا أن “مقتضيات المستقبل تقتضي أن تتكاتف جهود الجميع” من أجل الخروج من الأزمة.
وعقدت جبهة الخلاص الوطني اليوم الأحد إجتماعا في قفصة بحضور أبرز قياداتها وسط إحتجاج عدد من الأشخاص من أنصار حراك 25 جويلية ومن نشطاء الأحزاب المُوالية لمسار رئيس الجمهورية الذين تجمّعوا قبالة القاعة التي إحتضنت الإجتماع رافعين الأعلام الوطنية، ومُردّدين الشعارات المُناهضة لجبهة الخلاص الوطني.
وتمركزت عناصر وسيّارات تابعة للشرطة ولوحدات التدخل في مدخل قاعة الإجتماع وحولها وحالت دون أن يحتكّ مساندو مسار 25 جويلية ومعارضوه بعضهم ببعض.
وأكّد عدد من قياديي جبهة الخلاص الوطني، خلال هذا الإجتماع، أنّهم ماضون قُدما نحو إسقاط “إنقلاب 25 جويلية” و “مشروع الإستفتاء” المُقرّر ليوم 25 جويلية المقبل، قائلين أن هذه الجولات الميدانية في جهات البلاد التي يقوم بها قياديو الجبهة تهدف إلى تعبئة كلّ الطاقات ضد ما اسموه “الإنقلاب”، خاصة وان جبهة الخلاص أضحت اليوم رقما سياسيا وازنا في البلاد ومُكوّنا أساسيا في مسار إسقاط 25 جويلية، وفق رأيهم.
وفي هذا السياق، أعتبر القيادي في حركة “مواطنون ضدّ الإنقلاب” وفي جبهة الخلاص، جوهر بن مبارك، أن الديمقراطية ستعود إلى تونس ب”مخالب”، وفق قوله، ولن ترحم كلّ من باع نفسه “للإنقلاب”، واصفا، من ناحية أخرى، الإجراء الرئاسي بعزل عدد من القضاة، بأنها هجمة جاءت بعد شعور رئيس الجمهورية بأنه محشور في الزاوية “.
وأكد بن مبارك أن الهدف الاني هو “حكومة إنقاذ وطني تنبثق عن وفاق وطني حقيقي وتحظى بالشرعية الكاملة”.