تم اليوم الإعلان عن تأسيس حزب “العمل والانجاز” وهو حزب يصنف نفسه “وطنيا محافظا واجتماعيا وديمقراطيا” كما تم اختيارعبد اللطيف المكي القيادي السابق المستقيل من حركة النهضة أمينا عاما للحزب .
وقد عقد هذا الحزب مؤتمره التأسيسي في 18 جوان 2022 ويضم مكتبه السياسي 22 عضوا من بينهم 7 نساء وفق ما تم الإعلان عنه اليوم الثلاثاء خلال ندوة صحفية بالعاصمة
ويضم الحزب عدة وجوه سياسية ونواب من البرلمان المنحل خصوصا عن حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية، على غرار مدير مكتب رئيس حركة النهضة زبير الشهودي والنواب معز بلحاج رحومة وتوفيق الزايري ورباب بلطيفة ونصيب بن علي وجميلة الكسيكسي والراحل زهير الرجيبي .
وتتمثل أهداف الحزب وفق ما تم الاعلان عنه ، في “تعزيز السيادة الوطنية وعلوية القانون والتمسك بمقومات الوحدة الوطنية ودعم الاستقرار الوطني إلى جانب التمسك بثوابت الهوية والمشترك الوطني القيمي والأخلاقي والاجتماعي”.
كما يسعى الحزب الجديد إلى “حماية الحقوق والحريات العامة والأساسية وإرساء منظومات الحوكمة الرشيدة ومكافحة جميع أنواع الفساد فضلا عن دعم المكتسبات الوطنية للمرأة والطفل والعمل على رفاه الأسرة واستقرارها”.
وقال أمين عام حزب “العمل والانجاز” عبد اللطيف المكي القيادي السابق بحركة النهضة ووزير الصحة الأسبق في حكومة الترويكا، في كلمة بالمناسبة، أن تأسيس الحزب جاء ردا على الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها تونس والتي تتسم بالانقلاب على دستور 2014
ولئن اعتبر أن تونس تعد حوالي 230 حزبا جلها لا ينشط ولم يقدم الإضافة فانه شدد على أن حزبه يصنف ضمن الأحزاب ذات المحتوى وهو حزب “محافظ وديقراطي واجتماعي” معتبرا ان “الأحزاب السياسية في تونس مطالبة اليوم ان تضع نفسها تحت الشعب لخدمته بحق لا أن تكون فوقه”.
وابرز الامين العام للحزب أن اختيار اسم حزب العمل والانجاز “يختزل فلسفة كاملة من حيث الانتقال من منطق الصراعات الإيديولوجية إلى منطق العمل” مشددا على أن حزبه سيمنع على نفسه الخوض في الصراعات الايديوليوجية للتوجه نحو العمل والانجاز” وفق تقديره
وأشار عبد اللطيف المكي (60 عاما) إلى أن العدالة الاجتماعية في تونس تقتضي تحقيق الرفاه للتونسيين وخلق الثروة لافتا إلى أن كل المؤشرات الاقتصادية لتونس لم تعد تسمح بخلق الثروة وأن الحزب سيقدم رؤى وحلولا اقتصادية للبلاد والرفاه للتونسيين.
وردا على أسئلة (وات) بشان موقف الحزب من الاستفتاء ومشاركته في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها في 17 ديسمبر 2022 أوضح عبد اللطيف المكي أن حزب “العمل والانجاز” ملتزم بموقف جبهة الخلاص الوطني القاضي بمقاطعة الاستفتاء على الدستور الجديد.
وقال المكي في هذا الصدد ان “المشاركة في الدستور هو اعتراف بالانقلاب الحاصل في 25 جويلية 2022 وانجاز الاستفتاء سوف يساهم في تأبيد الأزمة” مضيفا أن مشروع الدستور الجديد اتسم بالارتجالية والإقصاء.
وبخصوص المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة أفاد الامين العام أن الحزب لم يحدد بعد موقفه وذلك في انتظار مآلات وتداعيات إجراء استفتاء 25 جويلية 2022
وتولت قبل ذلك عضوة المكتب السياسي لحزب العمل ولانجاز سيرين سرسوط تلاوة البيان التأسيسي للحزب والذي جاء فيه أن الحزب الجديد ينخرط بشكل بناء في إدارة الشأن العام ويسهم في تحقيق النقلة الاقتصادية والتحول الاجتماعي المنتظر خاصة من الفئات المهمشة.
وانبنت ديناميكية الحزب، وفق ما تضمنه البيان التأسيسي، على تزامن مسارين متكاملين أولهما وطني نضالي وهو الدفاع عن الدستور والمؤسسات الضامنة للسلم الاجتماعي ولحوار لمتبادل دون إقصاء وثانيهما حزبي يتمثل في استجماع شروط التأسيس وما يقتضيه من حوار داخلي بين المؤسسين.
يشار إلى انه تم الوقوف دقيقة صمت وتلاوة الفاتحة على روح العضو المؤسس للحزب زهير الرجيبي الذي وافته المنية يوم أمس الاثنين اثر حادثة غرق بأحد الشواطئ وفق تصريح عضوة الحزب جميلة الكسيكسي.