استقرت نسبة التحاليل الايجابية لتقصي الإصابة بفيروس كورونا في صفوف الحجيج التونسيين خلال السبعة أيام الأخيرة من موسم الحج الحالي في حدود 25 بالمائة، واتسمت بأعراض سريريه خفيفة، حسب ما افاد به (وات)، اليوم الثلاثاء، رئيس البعثة الصحية التونسية شكري حمودة.
كما تم، حسب رئيس البعثة الصحية، تحويل 49 مصابا تونسيا بالفيروس إلى المستشفيات السعودية للقيام بكشوفات معمقة، وإيواء حالة وحيدة تم إجلاؤها في غضون 48 ساعة، فيما تماثل 61 حاجا للشفاء.
وتتسم الحالات الحاملة لفيروس كورونا بأعراض سريريه خفيفة تكون غالبا دون تسجيل ارتفاع في الحرارة ما يدلّ، وفق حمودة، على انخفاض شحنة الفيروسات في الجسم، على اعتبار بقاء حلقات العدوى محدودة بفضل كسب المناعة الجماعية التي من شأنها التصدي لانتشار الفيروس بين الأفراد.
وأوضح رئيس البعثة الصحية، أنه حسب البرتكول المعتمد في البقاع المقدسة وفي طب الحشود، الذي يعتبر ارتفاع درجة الحرارة معيارا أساسيا، في احتساب الإصابات، إذ يؤشر إلى أهمية الشحنة الفيروسية، فإن وفد الحجيج التونسيين ليس به حاليا إصابات.
و قررت البعثة الصحية التونسية تطوير إستراتيجية العزل من عزل جماعي في غرف خاصة، إلى عزل شخصي تام لهذه الحالات دون مغادرة غرفة الإقامة، لمدة 5 أيام مع الالتزام بارتداء كمامة من نوع ” FFP2 – N95 ” المنصوح بها لمهني الصحة خلال فترة الجائحة، ونظرا لنجاعة هذه المقاربة في كسر حلقات العدوى تمت دعوة رئيس البعثة الصحية التونسية إلى قسم الصحة العامة بالشؤون الصحية بمكة المكرمة لتبادل الخبرة حول هذا الموضوع.
وتقيدا بالإجراءات الوقائية في بلد الضيافة، قرّرت، البعثة الصحية، في ذات السياق الاكتفاء بإجراء الكشف السريع عند تشخيص ارتفاع في درجات الحرارة لدى المريض، وتطبيق العزل التام لهذه الحالات، فضلا عن التنسيق مع الشؤون الصحية بمكة المكرمة، في ما يخص القافلة الطبية التي تتكفل بها السلطات السعودية لتمكين الحجيج المرضى من التنقل عبر حافلات خاصة وسيارات إسعاف إلى عرفة ومنى.
و تؤمن الشركة الوطنية للخدمات والإقامات والبعثة الصحية زيارات ميدانية في غرف الإقامة لمتابعة حالة المرضى الذي تم تحويلهم إلى المستشفيات سابقا وذلك بهدف التأكيد على أهمية لبس الكمامة وغسل الأيدي توقيا من العدوى، من ناحية، وتحديد عوامل الإختطار عند القيام بالتنقل إلى المشاعر المقدسة أيام 8 – 12 ذوالحجة، من ناحية أخرى.
وخلال هذه الفترة الأولى من الحج والتي تمتد من 21 جوان إلى 7 جويلية 2022 تاريخ التنقل إلى المشاعر المقدسة (عرفة و منى)، أمنت البعثة الصحية ومنذ بداية الموسم إلى منتصف ليلة 4 جويلية – 5 جويلية، 1683 فحصا وعلاجا طبيا و 134عناية صحية في وحدة المراقبة والعزل، حسب ذات المصدر.
وتم تركيز عيادة فرز بمنطقتي أجياد والأبراج، وعيادة فحص وعلاج بالمسفلة، ومستشفى ميداني بالغزة بمكة المكرمة، لتوفير الخدمات الصحية الملائمة للحجيج التونسيين.
يشار إلى أنه منذ انطلاق موسم الحج تم تسجيل وصول 5169 حاجة وحاج قادمين من تونس عبر 20 رحلة جوية، جميعهم متواجدون في مكة المكرمة حيث أن 2800 منهم مقيمين بمنطقة الغزة بمكة المكرمة ، و730 منهم بمنطقة أجياد، و480 منهم بمنطقة الأبراج، و1159 منهم بمنطقة المسفلة.
يذكر أن درجات الحرارة في مكة المكرمة تتراوح بين 26 و41 درجة، مع طقس مشمس ونسبة رطوبة منخفضة 17%.